FINANCIAL TIMES

جاريت بيل .. فن رفض مغادرة الوظيفة

جاريت بيل .. فن رفض مغادرة الوظيفة

تيريزا ماي أعلنت مغادرتها لكن جاريت بيل يرفض المغادرة. صحيح أن اللاعب الويلزي سجل 102 هدف لمصلحة فريق ريال مدريد، لكن مديره، زين الدين زيدان، تركه أخيرا على مقاعد الاحتياطي أو خارج تشكيلة الفريق، وأوضح أنه لم يعد ذا فائدة بالنسبة له.
يقول منتقدو بيل إنه فقد بعض السرعة، غير أنه يظل ذا قيمة لفريق آخر، ربما في إنجلترا. لكن لم يظهر أي فريق يعلن استعداده لدفع رسوم ريال مدريد المحتملة، أو مماثلة راتبه السنوي البالغ 18 مليون يورو. بحسب ما ورد، قال بيل إذا كان النادي يريده أن يذهب، يمكنه أن يدفع له مقابل الأعوام الثلاثة المتبقية في عقده. بدلا من ذلك، هو سعيد بالبقاء وقضاء وقته في لعب الجولف.
قد تكون المبالغ أصغر، لكن المواجهات مثل مواجهة بيل تحدث في أماكن العمل العادية أيضا، أحد الزملاء حصل على مسؤولياتك، أو أعيد تنظيم دائرتك، ما أدى إلى إخراجك، أو كما حدث مع زيدان، رئيسك لا يعيرك أهمية.
المؤسسات لديها طرق عديدة لإخبارك أنك لم تعد مطلوبا. تقليديا الشركات اليابانية تمنح الموظفين غير المرغوب فيهم مكتبا بالقرب من النافذة، دون أي مهام يؤدونها.
المنطق يطلب منك الاستقالة عند حدوث هذا، لكن مثل بيل، قد تكون لديك أسباب مالية لعدم الإقدام على ذلك. قد تكون في انتظار الحصول على خيارات أسهم، أو زيادة أعوام خاضعة للتقاعد، أو أنك تتصيد الحصول على مكافأة. دائما تقريبا ما ستحصل على أموال أكثر إذا طلب منك صاحب عملك الذهاب مما لو أنك قررت المغادرة بنفسك، أو قد تجد من الصعب العثور على وظيفة أخرى ولا تزال بحاجة إلى الراتب من صاحب عملك الحالي. قد تكون لديك مسؤوليات تجاه عائلتك تأتي قبل سعادتك في العمل.
ماذا تفعل؟ البقاء في مكان غير مرغوب بك فيه أمر منهك عقليا. بإمكانك المغادرة ورفع مطالبة قانونية بالفصل البناء. لكن الجمعية الخيرية Citizens Advice البريطانية تحذر قائلة، "من الصعب إثبات الفصل البناء – كثير من الدعاوى لا تربح". كما تحتاج أيضا إلى النظر في مقدار التعويض الذي ستحصل عليه إذا فعلت.
من المفيد دائما الحصول على استشارة قانونية أو نقابية، لكن إذا كان عليك البقاء، من الأفضل السعي وراء خياراتك داخليا. إحدى الطرق هي التظلم لدى الشركة، على الرغم من أنك بحاجة إلى حساب مدى احتمال قيام الذين ينظرون فيه بمعارضة رئيسك واستعادة ما فقدته.
هناك أيضا خطر أن يتم تهميشك، وبالتالي تفشل في تطوير مهاراتك لمواكبة زملائك أو أي تغييرات المؤسسة.
أفضل حل هو الابتهاج والعثور على شيء مفيد تفعله في شركتك الحالية. عدد قليل من الشركات هي التي تعد شركات ثابتة. فرص أعمال جديدة تفتح، ويظهر زبائن جدد. إذا كانت الشركة كبيرة بما فيه الكافية، بإمكانك الدخول إلى جزء آخر منها. يمكنك التوصل إلى خطة لكي تجعل المؤسسة تكسب المال، أو ربط نفسك في مشروع داخلي جديد. بهذه الطريقة ستضمن مواكبة الطريقة التي تتطور بها الشركة.
قد ينظر إليك على أنك سلعة تالفة وقد يشعر الأشخاص بالقلق من الارتباط بك. لكن ما لم يكن وضعك المتناقص نتيجة فضيحة كبيرة، فمن غير المرجح أن يهتم كثير من الناس. قد لا يعرفون عن مشكلتك – أو ربما تلاشت ذكراها. يبالغ معظم الناس بتقدير ما يفكر الآخرون فيه أو يتحدثون عنه. أنت لا تلعب لمصلحة فريق ريال مدريد.
إذا كان أداؤك جيدا في دورك الجديد، من المحتمل أن يتم نيسان تصغير شأنك السابق، ما لم يكن المدير الذي قلل من شأنك يحب الانتقام بشكل خاص. كثير من الرؤساء الذين يحبون الانتقام يفقدون الاهتمام على أية حال؛ هناك أهداف أخرى يمكنهم الانتقال إليها. وتذكر أن الرؤساء يرحلون أيضا. يمكنك أن تبقى في العمل فترة أطول منهم.
لكن حاول ألا تقع في الفخ نفسه مرة ثانية. وفكر في كيف يمكنك تجنب الاعتماد المفرط، ماليا أو عاطفيا، على المنظمة مرة أخرى. نوع أخطارك المالية، وراقب الفرص الأخرى، وحافظ على الاتصال مع الزملاء الذين ذهبوا إلى أماكن أخرى.
إذا جاءت الفرصة، اغتنمها. وإذا كان الراتب أدنى، انظر فيما إذا كان هذا مقبولا بالنسبة إليك ويستحق الثمن الذي تدفعه مقابل فرصة الحصول على قدر أكبر من الرضا في عملك. ربما في نهاية المطاف سيفعل بيل الشيء نفسه.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES