FINANCIAL TIMES

المستثمرون يهرعون للاحتماء بالسندات خوفا من انكماش وشيك

المستثمرون يهرعون للاحتماء بالسندات خوفا من انكماش وشيك

تراجعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2017، وهبطت الأسهم أكثر من 1 في المائة بعدما أثار النزاع التجاري المتفاقم بين الولايات المتحدة والصين مخاوف بشأن نمو الاقتصاد العالمي.
تسبب الاندفاع نحو الأمان النسبي الموجود في الديون الحكومية في دفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى المستوى نفسه الذي كان عليه عندما بدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة في عام 2015. انخفضت أسعار الفائدة طويلة الأجل دون أسعار الفائدة قصيرة الأجل، وهو انعكاس منحنى العائد الذي يعده عديد من المتداولين مؤشرا على انكماش اقتصادي وشيك.
انخفض مؤشر إس آند بي 500 ما يصل إلى 1.8 في المائة قبل أن ينهي تداولات الخميس متراجعا 1.2 في المائة، متأثرا بقطاع التكنولوجيا وأسهم شركات الطاقة، إذ أسهمت مخاوف النمو في انخفاض حاد في سعر النفط.
يقول فيتالي ليبرمان، مدير محفظة في مجموعة "دبل لاين" التي تدير 130 مليار دولار: "كان اليوم عبارة عن ذعر. بدأ الناس يدركون أن الاقتصاد يمكن أن يكون أبطأ بكثير مما كنا نظن".
انخفض العائد على سندات الخزانة لأجل عشر سنوات 10.1 نقطة أساس، إلى أدنى مستوى في 19 شهرا وهو 2.29 في المائة، ما يجعله أقل بواقع 6.6 نقطة أساس من عائد سندات الخزانة لأجل ثلاثة أشهر - وهو ما يسمى انعكاس منحنى العائد الذي سبق حالات كساد في الماضي. وتأرجح الفارق بين العائدين بشكل متكرر بين المنطقة الإيجابية والسلبية في الأسابيع الأخيرة.
هبط العائد على سندات الخزانة لأجل عامين، الحساسة للسياسة، 7.7 نقطة أساس إلى 2.15 في المائة، وهو أدنى مستوى له في 15 شهرا، وفقا لـ "ريفينيتف" ـ العوائد تنخفض مع ارتفاع أسعار السندات.
وبحسب راي ريمي، رئيس الدخل الثابت في "دايوا كابيتال ماركتس"، "انخفضت الأسهم بسبب النمو العالمي، والمخاوف من أن تؤدي الحرب التجارية إلى نمو عالمي أقل. بالتالي من المنطقي إذن أن تنخفض عائدات العشر سنوات"، مضيفا "السوق متقدمة على الاحتياطي الفيدرالي بقدر كبير".
أوقف الاحتياطي الفيدرالي هذا العام رفع أسعار الفائدة وسط علامات على تباطؤ التضخم وشكوك ناجمة عن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين. وانتقد دونالد ترمب الاحتياطي الفيدرالي مرارا وتكرارا لرفعه أسعار الفائدة العام الماضي، قائلا إن البنك المركزي سيخنق النمو الأمريكي.
في حين أكد الاحتياطي الفيدرالي على أن إجراءه السياسي التالي قد يكون في أي من الاتجاهين، أضافت السوق فرصة بنسبة 78 في المائة لخفض البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة 25 نقطة أساس بحلول كانون الأول (ديسمبر)، وفقا لأسعار الخيارات.
وتراجع "بانك أوف أمريكا" يوم الأربعاء عن جميع توقعاته لعائدات سندات الخزانة، وتوقع أن يبلغ العائد على السندات لأجل عشر سنوات 2.6 في المائة بنهاية العام، بدلا من 3 في المائة في التوقعات السابقة.
وكتب محللو المصرف "سيكون من السذاجة إلقاء اللوم في هذه التعديلات فقط على الفصل الأخير من ملحمة الحرب التجارية. تحولت البنوك المركزية على مستوى العالم إلى أسلوب حمائمي أكثر. واستمر التضخم مخيبا للآمال - بشكل مدهش في الولايات المتحدة وبقدر كاف في منطقة اليورو حتى ظهر أخيرا على شاشة رادار البنك المركزي الأوروبي. وأخيرا، تظل مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والشكوك المرتبطة به دون حل".
إضافة إلى تقلبات السوق كانت هناك عطلة نهاية أسبوع طويلة وشيكة بالنسبة للأسواق المالية الأمريكية، بما في ذلك جلسة تداول مقطوعة يوم الجمعة وعطلة عامة في وول ستريت يوم الإثنين.
قال سيث كاربنتر، كبير الاقتصاديين الأمريكيين في "يو بي إس": "هناك رغبة في تغطية المراكز قبل ذلك"، مضيفا أن المستثمرين قد يرغبون في تجنب الوقوع في الجهة الخاطئة من خطاب الحرب التجارية من السياسيين خلال عطلة نهاية الأسبوع.
كانت الطاقة هي القطاع الأسوأ أداء في مؤشر إس آند بي 500 إذ انخفض خام برنت، المؤشر الدولي للنفط، 5.6 في المائة إلى أدنى مستوى في شهرين عند 67.02 دولار للبرميل. إضافة إلى التوقعات غير الواضحة للنمو العالمي، أظهرت البيانات الأسبوع الماضي تراكما مفاجئا للمخزونات في الولايات المتحدة.
وانخفض مؤشر ناسداك المركب 1.6 في المائة، ما يعكس المخاوف من أن الحرب التجارية الأمريكية الصينية ستلحق الضرر بقطاع التكنولوجيا. ومن المتوقع أن تنضم "هيك فيجن" الصينية لصناعة معدات المراقبة إلى "هواوي" في القائمة السوداء للصادرات الأمريكية، ما يمثل تعقيدا محتملا آخر للمفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين.
وتراجع مؤشر إس آند بي 500 بنسبة 4.2 في المائة منذ ذروته في 30 نيسان (أبريل). إذا استمر هذا الأداء، مع تبقي خمس جلسات تداول فقط، سيشهد أيار (مايو) أول وأكبر انخفاض شهري لمؤشر الأسهم منذ انخفاضه بنسبة 9.2 في المائة في كانون الأول (ديسمبر). وهبط مؤشر ناسداك المركب بنسبة 5.8 في المائة حتى الآن في أيار (مايو).
قال ستيف شيافارون، مدير محفظة في "فيديرايتد إنفسترز"، إن المستثمرين في الأسهم يجب أن يتأقلموا على مفاوضات تجارية مطولة. "قرر الرئيس دونالد ترمب أن هذه ليست خسارة سياسية له".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES