Author

«مسك الخيرية» وتمكين الإنسان السعودي

|

اقتصادي في السياسات الاقتصادية وإدارة استراتيجيات الأعمال والشراكات الاستراتيجية.


المؤسسات الخيرية أو غير الربحية تكرس جهودها لخدمة قضايا المجتمع، لذا دورها في غاية الأهمية لردم أي فجوة قد تحدث، وتأتي جزءا مكملا لمنظومة العمل بين القطاعات الحكومي والخاص والعائلي عن طريق توفير سلع اجتماعية ضرورية، فدورها الحقيقي معالجة فجوات النظام الاقتصادي لأي بلد.
أدرك ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في وقت مبكر، أهمية وجود مؤسسة خيرية تطور وتمكن الشباب السعودي، لخدمة مستقبل المملكة، وأعتقد أن التحدي الحقيقي كان في اختيار نموذج عمل واستراتيجية لمؤسسة خيرية تتوافق مع طموح وذهنية ولي العهد التقدمية.
يرتبط نجاح أي عمل مؤسسي ارتباطا وثيقا بنموذج العمل والاستراتيجية ومحاور التركيز التي يقوم عليها العمل المؤسسي، لذا أطلق ولي العهد "مسك الخيرية" مؤسسة غير ربحية تخدم الإنسان السعودي، وتهتم بالتعليم والتقنية والإعلام والثقافة.
كما أن النموذج جاء مميزا، كان لا بد من التميز في التنفيذ، فكان هناك شراكة مع أفضل المؤسسات التعليمية في العالم، والمؤسسات التجارية والإعلامية والتقنية العريقة، إضافة إلى التعاون مع المنظمات الدولية.
كثير من المؤسسات الخيرية حول العالم تقوم على أساس تقديم الدعم والمساندة، وفق إطار تقليدي يجعل تلك المساندة غير كافية لمعالجة القضية من جذورها، وفي أفضل حال تؤدي إلى تخفيف المعاناة.
منهجية "مسك الخيرية" تعتمد على الاستثمار في الميزة النسبية للمجتمع، وتجعل من مخرجات برامجها أشخاصا قادرين على التأثير في الاقتصاد بشكل مباشر، كما أنها تعمل على تمكين القدرات الوطنية للقيادة والابتكار والإبداع، وصناعة القيم التي تخدم المجتمع والمؤسسات الاقتصادية.
"مسك" ليست مؤسسة خيرية تقليدية، يمكننا من الناحية الاقتصادية أن نطلق عليها مؤسسة الدعم الاقتصادي غير الربحي، لا تكتفي "مسك" بتقديم المعلومة أو التدريب التقليدي، وإنما تقدم الممكنات والقيمة التي تساعد على زيادة تنافسية الشباب، لخوض غمار العمل بمهنية عالية والدخول في الاقتصاد بفعالية وكفاءة.
"مسك الخيرية" قدمت مبادرات على مستوى تبادل الخبرات والتجارب بين قادة الأعمال الشباب على مستوى العالم، عن طريق منتدى مسك العالمي؛ ليكتسب شباب المملكة ومجتمع الأعمال القدرة على مواجهة تحديات المستقبل، إضافة إلى برامج في الابتكار بهدف جعل المملكة مركزا عالميا للابتكار.
كما أطلقت "مسك الخيرية" مجموعة واسعة من المبادرات النوعية في كل محور من محاور اهتمامها -على سبيل المثال- برنامج الزمالة، لمساعدة طلاب ما قبل التعليم الجامعي على الوصول إلى أفضل الجامعات في العالم، كما أن هذا البرنامج يقدم الدعم والرعاية للطلاب المقبولين في الجامعات المرموقة، إضافة إلى برنامج مماثل لطلاب الدراسات العليا.
بالعودة إلى محاور اهتمام "مسك الخيرية"، "التعليم والتقنية والإعلام والثقافة"، نجد أن تلك المحاور أساس نجاح أي اقتصاد، لذا يعزى تميز "مسك الخيرية" إلى قدرتها على تحويل كل محاورها إلى برامج ومبادرات تنفيذية وفق أسس تنافسية غير تقليدية تزيد من تمكين الإنسان السعودي.

إنشرها