Author

حلفاء يواجهون عدوا مشتركا

|

اقتصادي في السياسات الاقتصادية وإدارة استراتيجيات الأعمال والشراكات الاستراتيجية.

 

موافقة دول الخليج على انتشار القوات الأمريكية في الخليج جاءت على خلفية سلوك إيران العدواني في المنطقة، كما أن هناك تقارير استخباراتية كشفت نية إيران القيام بهجوم على قوات أمريكية في المنطقة عن طريق مضيقي باب المندب وهرمز والقيام بعمليات نوعية ضد حلفاء الولايات المتحدة في الخليج بما في ذلك السعودية – ولا سيما بعد عزل إيران اقتصاديا ومنع شراء النفط الإيراني. العمل العسكري ضد إيران يتطلب أرضا مشتركة لردع إيران عن القيام بأي تهديد لمصالح أمريكا وحلفائها، وأعتقد أن واشنطن وحلفاءها في الخليج سيواجهون إيران بقوة لا هوادة فيها؛ إذا ما قامت بأي تهور عسكري أو تهديد خطير.
هيكلية العلاقة السعودية الأمريكية
طبيعة العلاقة الاستراتيجية بين السعودية والولايات المتحدة لها خلفيات تاريخية واقتصادية عميقة بداية من زمن التنقيب عن النفط في السعودية وحصول الشركات الأمريكية على حقوق العمل في المجال النفطي فيها خلال الثلاثينيات، يمكننا الإشارة إلى أن المملكة تعد أهم حليف أمريكي مصدر للنفط؛ كما أن استمرار تدفق النفط السعودي يعد ضمانا لزيادة الطلب على الدولارات الأمريكية، وتعد الاستثمارات المالية السعودية في أمريكا ضخمة. وكل هذه العلاقات الوطيدة والقوية تجعل الولايات المتحدة تحمي مصالح السعودية ودول الخليج، ثم إن الرياض شريك أمني للولايات المتحدة في محاربة الإرهاب ومموليه وشريك أساسي للولايات المتحدة في المنطقة في مقابل توازنات القوى الدولية الكبرى، وعلى مدى عقود نجد أن العلاقة بين البلدين تنمو وتزداد صلابة مع كل تعاقب ملكي في المملكة وتعاقب رئاسي في واشنطن وقد أثبتت حرب الخليج الماضية ذلك.

مواقف المملكة ضد ممارسات إيران التخريبية في المنطقة
على مدى 40 سنة والمملكة تتعامل مع إيران وفق سياسات براجماتية واضحة لحماية الخليج من أي محاولة تخريبية تستهدف أمن دول الخليج وأمن إمدادات النفط في الخليج العربي، كما أن الحج لم يسلم من عدوانية واضحة ضد المسلمين وقتل الحجاج. وعلى الرغم من ذلك ضمنت المملكة أمن الحجاج بشكل صارم؛ ما جعل جميع الدول الإسلامية دون استثناء ترسل مواطنيها للحج؛ لثقتهم بأن المملكة قادرة على منع أي سلوك تخريبي من الحرس الثوري الإيراني أو أي جماعة إرهابية أثناء الحج. ولم تكتف إيران بذلك بل نشرت وكلاء لها في لبنان والعراق وسورية واليمن؛ ما جعل المملكة تتحرك عسكريا في اليمن لإعادة الشرعية وضمان أمن المملكة الاستراتيجي. وعلى الرغم من منهجية المملكة الواضحة في استقرار أمن الدول العربية والخليجية في فترة الثورات العربية وإعادة الأمور إلى نصابها كانت إيران تواصل ممارساتها في تدمير المناطق التي زرعت فيها وكلاء بالنيابة، وهذا الأمر يفسر كيف أن إيران أفسدت كيان الأوطان عبر وكلائها، وقد حمت المملكة عددا من الدول العربية من الانزلاق إلى الفوضى والمجهول. وأخيرا حرصت السعودية على أمن واستقرار مواطنيها وحمايتهم وستكون حازمة في الرد ولن تستطيع إيران الاعتداء على هذا التحالف الخليجي - الأمريكي.

إنشرها