Author

الإجازة المدرسية

|


تحل إجازة الأبناء والبنات بعد أن حصل الجميع على قسط غير يسير من العمل لتحقيق آمالهم وآمال كل من يحبونهم. فلهم جميعا ولكل الآباء والأمهات التهاني بنهاية العام الدراسي والتوفيق والنجاح الذي حققوه، والأمل بمستقبل أجمل وأفضل للأمة كلها.
يأتي الصيف طويلا، وسيكون مقلقا للجميع إن نحن أضعناه في غير المفيد. ذلك أن الأبناء والبنات في مرحلة من التعرض لمخاطر كثيرة سواء كانت محسوسة وملموسة لدى الوالدين أو الجهات المهتمة بهم أم لم تكن كذلك. الخطر الكامن اليوم في الغرف المغلقة، والأجهزة التي تدفع بمستخدميها نحو مخاطر صحية ونفسية ومجتمعية يجب ألا نتركه يمر بسهولة. نحن نواجه حملات جنونية تستهدف النشء والكبار، هذه الحملات لن تزول من ذاتها أو بسبب قلقنا فقط، فهذا من المستحيلات. المهم في مرحلتنا هذه هو التعرف المستمر على كل المخاطر التي تستهدف الصغار والكبار في هذه الأجهزة والمكونات المرتبطة بها والتي تدخل العالم كله – حرفيا – إلى غرفنا وتجعلنا أكثر تعرضا لأمور قد لا نكون أعددنا العدة لها.
المسؤولية اليوم كبيرة على عدة محاور وجهات مختلفة، أهمها الأسرة التي لا بد أن تكون الحاضن الحقيقي الذي ينتمي له كل الأفراد ويجدون فيه السعادة والمحبة والراحة. هذا الكلام ليس تنظيريا أبدا، فنحن مع الأسف نعتقد ذلك بسبب كم كبير من الأنانية التي يمارسها كل جيل تجاه الآخر. أهم القرارات التي يجب أن يتخذها الوالدان هو التفرغ للأبناء والبنات والتفاعل مع رغباتهم والوقوف معهم بدل البحث عن العلاقات البعيدة عن المنزل حيث كانت. إن التفرغ في هذه الفترة - بالذات - يجعل حياة الأبناء والبنات أسهل ويجعل قدرتهم على مقاومة إغراءات المواقع والتطبيقات أقوى وأبرز.
ثم إن المدارس التي ستبقى مغلقة لمدة ستتجاوز أربعة أشهر مطالبة بالانفتاح والتعامل مع المجتمع بدل الإغلاق الذي هو هدر للموارد ومؤثر في الأجيال التي تهتم هذه المدارس بحمياتهم وتربيتهم وحفظهم وتأسيسهم لخدمة الوطن والمساهمة في تقدمه. الجمعيات العاملة في القطاع الثالث مطالبة - هي الأخرى - بإيجاد البدائل التي تخرج الشباب والشابات من منازلهم للعمل في أنشطة مفيدة للمجتمع ولأنفسهم ، هنا تتحول الإجازة إلى فرصة لتطوير الذات وتحسين القدرات وحماية الفلذات.

إنشرها