Author

أحوال الطقس

|

هذا العام من أجمل الأعوام التي مرت بها بلادنا منذ سنوات طوال. الأمطار التي عمت البلاد ودرجات الحرارة التي ما زالت تحقق معدلات مريحة مقارنة بالأعوام السابقة هي مضرب المثل، ومكمن السعادة للجميع. يأتي كل أسبوع بأخبار أجمل من الذي قبله، ومع التغيير الجميل يأتي كثير من "التعاريف" التي يقدمها ــ في الغالب ــ كبار السن بحكم ذاكرتهم أو بحكم مطالبة الناس لهم بالتفسير بناء على ما يدلون به من تصريحات.
يقول أحدهم إن هذه الحالة تتكرر كل 12 عاما، وهذا ما لا أستطيع تأكيده أو نفيه لأنني لست من المختصين في المجال. الذي يستطيع أن يفعل ذلك هو من يراقب ما يحدث اليوم على مستوى العالم من فيضانات وحالات مطرية شاذة، ويمكن أن يربطها بشيء من الخبرة بما أودعه الله في هذا العالم من الأسرار.
ما يمكنني أن أقوله إن كثيرا من الزملاء المتحدثين والمحللين لم يحققوا في واقع ما يحدث، بل إن أكثرهم تفاؤلا لم يكن يتوقع أن تكون درجة الحرارة في الرياض مثلا في أول يوم من شهر أيار (مايو) 16 درجة مصحوبة بغيوم مبشرة بل وأمطار في بعض أجزاء المدينة.
هل نعد هذا عيبا في التخصص الذي يدرسه كثيرون ثم يكتشفون أنه لا يمكنهم التكهن في الواقع بما سيحدث بعد أسبوع أو أسبوعين لأن الأنماط الرياضية التي يعملون عليها لا تستطيع أن تدلهم إلى أين تتجه حالة الطقس في منطقة معينة؟ هناك كثير من المدن المجنونة في رأي خبراء الطقس وأغلبها في أوروبا وأمريكا وآسيا حيث يتقلب الجو في اليوم عدة مرات ولا يمكن للمذيع أن يضمن نصيحته بشأن ارتداء الملابس أو حمل المظلات.
في رأيي المتواضع، ليس هناك علم طقس يمكن أن نبني عليه. صحيح أن المناخ هو حالة أكثر ثبوتا بحكم حركة الأرض حول نفسها وحول الشمس أما ما يحدث أثناء ذلك وفي ثناياه من مؤثرات لها علاقة بالمناخ ولها علاقة بالنشاط الذي يحدث داخل الكرة الأرضية وفوقها وحولها، يجعل التكهن أمرا غير يسير أبدا. أتوقع أن تبقى الحالة المعتدلة جدا حتى منتصف شهر رمضان. لكنني كغيري لا أضمن كلامي.

إنشرها