default Author

التكنولوجيا ومشكلات التداوي «2»

|

ومن المشكلات التي يعانيها العالم صحيا واقتصاديا مشكلة الأدوية المزيفة وتنامي سوقها حيث يكلف هذا النوع من النصب والاحتيال الاقتصاد العالمي أكثر من ثلاثة تريليونات جنيه استرليني سنويا، ويتنوع هذا الغش من فساد في الشركات الكبيرة إلى الإلكترونيات المزيفة وسرقة البصمة التجارية، وسوء الرعاية الصحية.
وبلغت نسبة استخدام الأدوية المغشوشة في بعض الدول نحو 70 في المائة ولم تسلم منها حتى الدول المتقدمة حسب تقارير منظمة الصحة العالمية، رغم الجهود المبذولة من الهيئات الرقابية في دول العالم فكلما طورت وسائل الكشف طور المزيفون وسائل الغش.
ينافس تجار الأدوية المزيفة تجار المخدرات في العالم في طرقهم غير القانونية، فالتأكد من أصالة الدواء وعدم تقليده يعتبر من أكبر التحديات حيث توازي صعوبة مراقبة الحسابات المصرفية أو الأجهزة الشخصية ولكن الباحثين لهم بالمرصاد حيث يعكف فريق بحثي من "آي بي إم" على تطوير تشفير رقمي يعرف باسم "كريبتو - أنكارز"، وهو بصمة رقمية مشفرة يمكن إدماجها في المنتجات الدوائية وتكون مرتبطة بقائمة من السجلات الرقمية التي تسمى "بلوكس" وترتبط ببعضها بعضا من خلال بصمة مشفرة، لإثبات أنها أدوية أصلية غير مزيفة.
ويمكن لهذه الشفرات الرقمية التي لا تزيد في حجمها على حبة رمل، أن تتخذ أشكالا مختلفة، أجهزة كمبيوتر متناهية الصغر قابلة للأكل أو شفرات ضوئية يمكن وضعها على أقراص الدواء لتمييزها عن الأقراص المزيفة، وهي الطريقة نفسها تقريبا التي يُحكم بها على أحجار الألماس وتوضع عليها علامات تميزها عن الألماس المزيف.
ومن الجميل في هذه التقنية أن قطرة ماء واحدة بإمكانها تفعيل "كريبتو - أنكارز" وكشف زيف الدواء كما يصعب التعرف على هذه الشفرة أو نسخها أو تكرارها، ما يمنح المرضى ومقدمي الرعاية الصحية أمانا إضافيا.
ومشكلة أخرى يعانيها مقدمو الرعاية الصحية وهي كثرة انقطاع خدمة الإنترنت أو عدم توافرها في بعض المناطق والدول مثل إفريقيا حيث تترتب على انقطاعها آثار خطيرة على صحة الفرد والمجتمع وإنقاذ الحالات الحرجة، مثل فقد الجرعات، وعدم دقة السجلات وصعوبة اتخاذ القرارات، والأخطاء الطبية وعدم توافر المعلومات الكافية المتعلقة بانتشار المرض. لذا ابتكر فريق "بريك" جهاز واي فاي مجانيا مقاوما للظروف البيئية القاسية ومتاحا للجمهور يعرف باسم "موجا" للاستخدام في مناطق تكون فيها شبكة الإنترنت ضعيفة للغاية، ويتيح لكل من هو في مجال إشارته تصفح الإنترنت مجانا، ما يسهل عملية التواصل بين الأطباء والمرضى والمستشفيات ومتطوعي الرعاية الصحية.

إنشرها