default Author

التكنولوجيا ومشكلات التداوي - 1

|


من يعمل في المجالات الطبية يلاحظ مدى معاناة البشر مع الأمراض، وطرق التداوي وانتقال العدوى في المستشفيات التي من المفترض أن تكون أماكن آمنة للمرضى، وتطور طرق غش الأدوية للحصول على الربح السريع والقضاء على المجتمعات، وكذلك عودة بعض الأمراض المعدية للظهور بعد القضاء عليها بعشرات السنين مثل السل والحصبة.
ما زاد عدد الوفيات حتى وصل الآلاف، لذا فكر العلماء في طرق حديثة ومبتكرة لإنقاذ حياة البشر وخصوصا من يسكنون المناطق النائية أو الموبوءة، باستخدام التكنولوجيا ليترجم العلماء أفكارهم إلى تقنيات واقعية، ومن هذه التقنيات طلاء مضاد للميكروبات. يصاب نحو 10 في المائة من المرضى في المستشفيات بمرض جديد أثناء فترة إقامتهم، نتيجة ملامستهم لأجهزة ومعدات وأسطح ملوثة، وينتج عن ذلك وفاة 100 ألف شخص سنويا في الولايات المتحدة لوحدها، و700 ألف شخص في شتى أرجاء العالم نتيجة مقاومة أجسام المرضى للأدوية، بما في ذلك الملاريا ونقص المناعة المكتسبة والسل وهذا ما أطلقت عليه منظمة الصحة العالمية "أزمة صحية عالمية".
لذا عمدت الإدارة الأمريكية للغذاء والدواء بالتعاون مع عدة شركات كبرى إلى صناعة نوع خاص من الطلاء الممزوج بالمضادات الحيوية يستخدم في طلاء وتغطية أسطح الأجهزة والإمدادات الطبية المختلفة لتصبح مقاومة للميكروبات والصدأ والتخمر بمجرد جفافه.
وأنتجت إحدى الشركات، طلاء "بيوكوت"، المقاوم للبكتيريا لأغراض تجارية، وهي آلية واعدة لمكافحة ما يسمى بـ"الجراثيم الكبيرة"، التي تلوث أسطح وأرضيات المستشفيات وتضر المرضى الذين يعانون نقص المناعة أصلا.
ومن المعروف أن المواد الكيمياوية نفسها المستخدمة في منتجات مقاومة البكتيريا، مثل المنظفات اللزجة، والمعقمات ومطهرات الأيدي التي تستخدم لتنظيف المستشفيات وتنظيف الأجهزة، تساعد عمليا على ظهور التفاعلات المقاومة للبكتيريا، بقتلها للبكتيريا النافعة والضارة على حد سواء.
واستطاعت المضادات الحيوية منذ ظهورها في بدايات القرن الـ20 أن تنقذ حياة أعداد لا تحصى من البشر، وقضت على أمراض ناتجة عن البكتيريا الضارة، بيد أن الاستعمال المبالغ فيه لهذه الأدوية أضعف فعاليتها، ولا يعد الطلاء المضاد للبكتيريا إجراء آمنا لوحده بل لابد من دمجه مع وسائل أخرى لمكافحة العدوى والأمراض. ولحل مشكلة الألم المصاحب لتعاطي إبر الإنسولين واحتمال انتقال العدوى عند مرضى السكري ابتكر باحثون من معهد كوتش كبسولة يزعمون أنها يمكن أن تحمل الإنسولين بطريقة آمنة للدم مباشرة، يبلغ حجمها حجم حبة الحمص، بمجرد ابتلاعها تمنح دفقة من الإنسولين عن طريق زمبرك يثبت على جدار معدة المريض لمنح الدواء من خلال إبرة مجهرية دون الإضرار بجدار المعدة.

إنشرها