Author

استغلال الموارد والتفكير المبكر

|


بادر أمير منطقة الرياض بالرد على تغريدة لأحد طلبة جامعة، كان الأمير قد رعى حفل تخريج طلبتها، حيث انتقد الطالب إجراءات الجامعة التي حرمته وزملاءه من مواقف الجامعة ودفعتهم للسير مسافة طويلة للوصول لمقر الحفل. أكد الأمير أنه لا يرضى بأن تكون زيارته مسببة للتأخير أو إضاعة وقت الطلاب. هذا التصرف من الأمير يصب في التذكير بأهمية أن تكون الإجراءات التي تتخذها الجهات مراعية حال المستفيدين.
المحافظة على أمن موقع الحفل، وتسهيل وصول الضيوف لا يعني أن نؤثر في وصول الطلبة لمقر دراستهم، ولو أن إدارة الجامعة استغلت الحافلات الموجودة تحت تصرفها أو استأجرت أربع أوخمس حافلات لكان من السهل عليها أن تفي بكل التزاماتها تجاه من لهم علاقة بالحفل.
هدفي من كتابة هذا المقال هو أن أذكر بأهمية التفكير المبكر والتخطيط المناسب للأحوال بما يضمن النجاح لكل عناصر العملية. هذا لا يتم سوى عن طريق الجلوس في موقع واحد ومناقشة كل المتغيرات التي يمكن أن تكون ذات علاقة بالحدث الذي نخطط له. كلام ينطبق في واقع الأمر على كل جزئية من العملية الإدارية حيث يتأثر كثير من المخرجات بما يحدث أثناء التنفيذ من دعم أو تراجع للخطوات التي تتكون منها عملية التنفيذ لكل أمر مستجد.
الواقع أنه لا بد من مراجعة كل ما نعمله بطريقة دورية وبعين ناقدة، نستطيع بواسطتها أن نحسن الأداء وندعم التغيير الإيجابي الذي يضمن تفاعل كل مكونات المنظومة مع ما تريده القيادة. يأتي في المركز مكون مهم وهو الانتباه المستمر لمقاومة التغيير التي هي من طبيعة البشر لكل جديد وإن كان في النهاية لمصلحة الجميع.
طريقة تقديم التغيير والتفاعل مع من يتأثرون به والاستمرار في جس النبض والتعرف على مكامن التأثير على العملية كتفاعل وتراتبية نفسية ومجتمعية ، يجعل المسؤول في حال من اليقظة المستمرة والانتباه للمتغيرات أثناء تكونها، وقبل أن تنتشر مع الشائعات والإساءات والبناء على المخاوف التي يزرعها التغيير في نفوس الناس. التنبيه على الحساسية العالية في المجتمعات العربية مهم، لكن التطبيق الذي قد يفوت على البعض مراقبته والتحكم في نتائجه، هو في النهاية ما يضمن نجاح أو فشل كل تغيير يطال الناس.

إنشرها