Author

جمال المدينة

|


يتبنى كثير من الكتاب والناشطين في العمل الخيري الدفاع عن مكتسبات المدن، وما يتعلق بسلامة وبقاء وتوافر واستدامة الخدمات والمرافق. هذا التوجه القديم الجديد يحتاج إلى مزيد من الدعم من قبل الجميع، خصوصا أننا في مرحلة تنتشر فيها المشاريع السياحية، ومشاريع الخدمة التي تتأثر بشكل متسارع بسوء الاستخدام الذي قد يؤدي إلى تحديد الاستفادة منها.
لعل من نافلة القول أن نؤكد دعم كل الدعوات التي تنادي بحماية هذه الخدمات والمنشآت، وهذا معلوم من خلال وسائل التوعية المتوافرة وتخدم الجميع. كثير من البلديات والمجمعات تستخدم وسائل التواصل لمحاولة الإقناع بهذا الفكر ومحاولة نشره بين الناس. استخدام كل المتوافر من الوسائل يعني – بالضرورة – استخدام وسائل عقابية رادعة لكل من يسيء استخدام المرافق أو يحولها لغير ما أنشئت من أجله، مؤديا إلى تقصير مدة الاستفادة منها أو تعذره - بالكلية.
كثير من المخالفات تحول هذه المنشآت إلى أشكال مؤذية فتصبح ملوثات بصرية في المدينة أو على جوانبها وحولها وفي مداخلها وهو ملاحظ على مستوى الدول. يعني هذا أنه مع انتشار الأعمال المؤسسية التي تهدف للخدمة، لا بد أن نعطي بعض الوقت لما يمكن أن يطولها من إساءة أو تشويه ونضمن محاصرة ذلك, بل إلغاءه.
العقوبات تستلزم أن يكون لدينا كم كاف من وسائل الرقابة والتبليغ، ولعل تجربة مدينة جدة في الكورنيش الجديد تكون مفيدة للجميع للتعريف بوسائل الحماية. أقول ذلك عن تجربة مدينة جدة لأن المشروع نفسه جاء بعد معاناة مع مشاريع سابقة في محيط الموقع الحالي، فما أن أنهت الأمانة العمل وفتحت المواقع للجمهور، حتى طالتها عمليات التهور والإساءة المقصودة ليتغير شكلها تماما خلال أسابيع. وسائل تصوير هذه المواقع مفيدة لضمان التعرف على كل المخالفات والمخالفين. يأتي معها توفير المراقبين بشكل يغطي الموقع كاملا. يمكن مع الوقت أن تتكون ثقافة عامة يلتزم فيها الناس بالقوانين التي تضعها الجهة التي توفر الخدمة عن طريق الإلزام والالتزام وهما عنصران لا بد منهما لاختلاف الاهتمامات والثقافات وانخفاض الوعي لدى بعض مرتادي هذه المواقع.
يأتي في الأثر أمر مهم أراه يناسب الفكر والتطور الحاصل في المجتمع، وهو دفع الناس للاهتمام بسلامة هذه المرافق والخدمات، سواء كان ذلك عن طريق تشجيع الإبلاغ عن المخالفات بالمكافآت المناسبة لمن يسهم في توفير الحماية المطلوبة, أو تحفيز من يقدمون أعمال التوعية في هذه المواقع.

إنشرها