default Author

قوة ذاكرتك من معدتك

|


اعتدنا على قول المعدة بيت الداء، ولكنها في الواقع ولتصحيح الموروث هي صيدلية الدواء بها ومنها تكسب صحتك وتحافظ على عقلك وتوازنك الفكري وذاكرتك!
ولكن ما أهمية الذاكرة ومدى علاقتها بالمعدة؟!
ذاكرتك هي أنت، وأداؤها الجيد دليل على صحتك النفسية والجسدية، لا يمكن للإنسان أن يعيش بلا ذاكرة وإلا أصبح في عداد الأموات بلا ماض ولا حاضر ولا مستقبل، ذاكرتك رفيقك الدائم الذي يسجل كل ما يمر بك من أحداث وخبرات وتجارب وحتى أفكارك تسجلها ذاكرتك ثم تسترجعها متى أردت، وتعتمد عمليات كثيرة على ذاكرتك كالإدراك والتفكير والتعلم وحل المشكلات، كل جزئية في حياتك مرتبطة بالذاكرة. ما نعانيه أحيانا من نسيان لبعض الأمور يشعرنا بعظم أن نفقد ذاكراتنا، لذا علينا المحافظة عليها وتحسين أدائها.
ومن أهم الأمور التي قد تساعدك في تحسين ذاكرتك هي أن تجوع: نعم، نخطئ كثيرا عندما نسارع في التخلص من الجوع ونحرص على أن تكون معدتنا ممتلئة ونكره قرصات الجوع، من المدهش أن هذه القرصات وشعورنا بالجوع يلعبا دورا مهما في تحسين ذاكرتنا حسب آخر دراسة قام بها فريق علمي لمعرفة العلاقة بين الجوع والذاكرة! فالهرمون المسؤول عن شعورنا بالجوع والمسمى (هرمون الغريلين) أو هرمون الجوع مثلما يشعرنا بهجمة الجوع والرغبة في ملء معدتنا يحفز مراكز معينة في الدماغ "الجسم المخطط" وهو المركز الذي يعد مسؤولا بشكل رئيس عن شعور المكافأة في الدماغ، كما أنه يحتوي على مستقبلات الناقل العصبي المسمى دوبامين المانح لمشاعر الفرح والبهجة!
بعد عديد من الأبحاث والتجارب العلمية التي تمت بحقن الحيوانات والبشر بهذا الهرمون اتضح دوره الفاعل في تنشيط الدورة الدموية في مناطق الذاكرة كما ظهرت جلية بصور الرنين المغناطيسي للدماغ، ما يعني مزيدا من الحيوية والأداء الجيد لتلك المراكز. لذا لا تسارعوا بالقضاء على شعوركم بالجوع، دعوه يتمكن منكم، حافظوا على معدتكم فارغة لأطول وقت ممكن سيتغير إحساسكم المبدئي بالجوع والتوتر إلى شعور بالسعادة وتنشط الذاكرة، علما أن زيادة هذا الهرمون عن الحد الطبيعي يحملنا إلى مرض يدعى متلازمة برادر ويلي؛ الذي يقود للشعور بعدم الشبع مطلقا، وقد تتفاقم الحالة لدرجة أن تبدأ المعدة بأكل نفسها. هناك ارتباط وثيق على مر الزمن بين الذاكرة والجوع سواء لدى البشر البدائيين أو الحيوانات، فالجوع يدفعهم لقطع مسافات طويلة للحصول على الطعام وانطباع تلك الطرق في الأذهان للعودة إليها والحصول على الطعام مرة أخرى، ومع وجود التقنيات الحديثة قد لا نحتاج إلى معرفة الطريق ولكننا حتما نحتاج إلى ذاكرتنا لنعيش!!

إنشرها