default Author

قطاع الأعمال واستراتيجية «المحيط الأزرق» «2 من 2»

|

عندما نرى شركات وموظفين لا يملكون حافزا أو مصدرا للإلهام، ويشعرون غالبا بالخوف من خسارة عملهم، سنعرف أهمية إيجاد عروض خلاقة تحقق مزيدا من النمو والأرباح، وتمنح أفرادها الشعور بالفخر والاعتزاز. فاليوم ابتداء من القطاع الصحي إلى قطاع التعليم، إلى قطاع النشر وحتى المكتبات، جميعها بحاجة إلى إيجاد حلول. تواجه جميع القطاعات تقريبا معضلة كثرة المعروض الذي لا يتناسب مع حجم الطلب. تمثل هذه الحالات المحيط الأحمر المليء بالمنافسة. بإمكان قطاع الأعمال أن ينأى بنفسه عن ذلك. فبالنسبة لنا لا يعتبر ذلك شرطا للنمو فقط، بل قد يساعدهم على أن يصبحوا قوة لتحقيق الأفضل.
لا نستطيع مساعدة الآخرين إذا ما كنا عاجزين عن مساعدة أنفسنا وتحصينها. فرجل الإطفاء الأقوى هو من يستطيع حماية أرواح أكثر، وليس الضعيف. على غرار إجراءات السلامة في الطيران: "في حال فقدان ضغط الهواء في المقصورة، ضع قناعك أولا قبل مساعدة جيرانك". فعندما نكون أقوياء، سنكون ملهمين وبالتالي قادرين على إيجاد فرص جديدة للمجتمع ولموظفينا. فالأطراف الاقتصادية المغمورة أكبر قوة للخير.
دعونا لا ننسى التأثيرات الاجتماعية التي تترتب عن إيجاد أسواق جديدة وإيجاد قيمة تكلفة جديدة. فعندما تكسب الشركة كثيرا من المال خلال قيامها بعملها على نحو أكبر، قد تلهم المساهمين. ولكن عندما يكون تأثيرها في مستوى العالم من خلال طرحها عروضا مذهلة، فإنها تلهم الجميع. فعند وفاة ستيف جوبز، ذرف عديد من الأشخاص حول العالم دموعهم عليه، كون ما صنعه لشركة أبل جعلهم يتساءلون بإدراكهم غير الواعي عما يستطيعون فعله بدورهم، ولماذا لا يمكنهم تقبل الوضع الراهن؟
نسعى جميعنا لأن نحدث فرقا ونتميز عن الآخرين. يرفض جيل الألفية إلى حد كبير التركيز الحالي على المنافسة من أجل التميز. فهم مدفوعون بالإبداع والتعاون. ويريدون تغيير العالم بطريقة إيجابية وبناءة. يرغبون في الابتعاد عن روح المنافسة التي طالما علمتنا إياها كليات إدارة الأعمال. ويبحثون عن حلول جديدة لعمل فطيرة أكبر تكفي الجميع.
غالبا ما يقول الناس لنا "تشان ورينيه، أنتما ساذجان، فما تقولانه من المستحيل تطبيقه. ليس في القطاعات الحالية أو حتى هذا العالم". وعادة ما يكون جوابنا: "أنتم محقون، من المستحيل تطبيقه، إلى أن يصبح واقعا فعليا".
"هل تستطيع أن تتصور أنه خلال خمس أو عشرة أعوام سيتمكن أحدهم من إيجاد حلول جديدة؟". يجب أن نتذكر أننا وصلنا إلى القمر. وعندما يكون الجواب بالإيجاب، عندها سنقول: "إذا ما كان ذلك ممكنا، فلماذا لا نستطيع تطبيقه اليوم؟ ولماذا علينا الانتظار في الوقت الذي نؤمن بإمكانية تحقيقه اليوم؟"
لا تتمثل مهمة القياديين في تحقيق كل ما هو سهل. بل ما يقدم قيمة، ومما لا شك فيه أن إنجاز ذلك ليس بالمهمة السهلة. لذلك نعتز بالقياديين الذين يتركون بصمتهم رغم الصعاب، وبالإرادة والتصميم التي يمتلكونها لتحقيق ذلك. بالنسبة لنا هذا القيادي هو قوة الخير. فهو لا يقوم بتقديم الأعذار لعدم تمكنه من القيام بالأشياء، ولكنه عوضا عن ذلك يحاول إيجاد طريقة لتحقيقها. بالنسبة لنا، فإن أولئك الذين يوفرون فرصا حقيقية للنمو وزيادة فرص العمل، والذين يتحولون من المنافسة إلى توسيع آفاق الاقتصاد. هم القوة الحقيقية للخير على الأصعدة الأساسية لقطاع الأعمال. فكن أنت ذلك القائد، واصنع الفرق. أوجد المحيط الأزرق الخاص بك.

إنشرها