Author

سعودة الصيدلة

|

يصل تعداد الصيادلة في المملكة 30 ألفا منهم ما يقارب سبعة آلاف من السعوديين. الإشكالية الواضحة اليوم هي في تكتل الصيادلة في مواقع معينة ووجود محاولات حمائية من قبل أشخاص تمنع نسبة كبيرة من أبناء الوطن من الدخول في المجال. هذه الإشكالية في طريقها للحل، حيث تعمل وزارة العمل على توطين هذه الوظيفة المهمة، التي يتخرج فيها كثير من أبناء الوطن، منهم مجموعة يبحثون عن العمل ولا يجدونه بسبب تلك التكتلات.
كان السعوديون على مدار الزمن متمكنين في المجال، وهناك كثير من النماذج المشجعة من أبناء الوطن الذين أبدعوا في المهنة، وليس هناك ما يمنع أن يدخل كل خريجي الجامعات في المجال سوق العمل، لسبب مهم وهو أن التأهيل الذي يحصلون عليه في الجامعات السعودية يتجاوز – بكثير- ما يوجد لدى من يستمرون في إبعادهم عن الوظائف في القطاع.
إشكالية البحث عن العمل في الحكومة، تسبب عائقا آخر. الوظائف الحكومية جيدة، لكنها لا تقارن بما هو متوافر في القطاع الخاص، بل إن فرص التحسين والترقية في القطاع للمبدعين عالية جدا ومنهم كثير من أبناء الوطن.
أزعم أن هذه المهنة يمكن سعودتها بالكامل خلال عشر سنوات، المهم أن يكون هناك حوافز جيدة لمن يحصلون على المؤهل ويعملون في التخصص. يبحث الطالب اليوم في المردود المادي قبل أن يختار تخصصه، فإذا أوجدنا سلم الرواتب الجاذب حتى وإن أسهمت الحكومة في دعمه لفترة مؤقتة، نكون على الطريق نحو السعودة الكاملة.
يمكن أن يستمر الدعم للمدة، التي نضمن خلالها إيجاد الجاذبية في القطاع وتكوين التنافس بين مكوناته وشركات الأدوية العاملة في البلاد. عندما يكون الدعم مقننا ومتماشيا مع نسبة السعودة، ستكون هناك حالة من التوازن في النهاية نضمن من خلالها نجاح التجربة نفسها.
تطبيق الفكرة على أكثر من مجال يمكن أن يحقق النجاح ويحمي موارد الدولة بشكل تصاعدي خلال فترة التنفيذ، ويستدعي ذلك إيجاد معادلة دقيقة تعتمد على إحصائيات السوق من نواحي الربحية والكفاءة. نجاح الفكرة اليوم يعني أننا يمكن أن نطبقها غدا في مجالات أخرى كانت عاصية على السعودية، وزارة العمل تعرفها تمام المعرفة.

إنشرها