FINANCIAL TIMES

"تسلا".. المستثمر الأول يشكك في استثماراته

"تسلا".. المستثمر الأول يشكك في استثماراته

"تسلا".. المستثمر الأول يشكك في استثماراته

"تسلا".. المستثمر الأول يشكك في استثماراته

مكالمة الأرباح للربع الثاني من عام 2018 في شركة تسلا، احتلت العناوين الرئيسة لكل الأسباب الخاطئة.
إيلون موسك، رجل التكنولوجيا الخضراء غير الضروري، رفض سؤالين من المحللين، واصفا إياهما بأنهما "مملان وجافان جدا، ويثيران الضحك بشكل عجيب".
في يوم التداول التالي، انخفضت أسهم شركة تسلا بنسبة 6 في المائة، وترددت قصص في جميع أنحاء العالم حول نوبة غضب موسك.
كانت هناك شخصية مفقودة في هذا السرد: الرجل الذي لجأ إليه موسك في المكالمة عندما كان صبره قد نفد من عباقرة وول ستريت – مستثمر تجزئة متواضع يدعى جاليليو راسل.
لقد كان راسل مدعوا إلى المكالمة بصفته ممثلا لمستثمري التجزئة في شركة تسلا، كما أن فترة العشرين دقيقة أو أكثر قليلا التي استغرقها حديث راسل مع موسك جعلته مشهورا وجعلت قناته على موقع يوتيوب المعروفة بـ"هايبر تشينج تي في" HyperChange TV، بمنزلة مكان مقدس لرواد موقع شركة تسلاراتي.
عند مشاهدة الدردشة الحية على موقع يوتيوب التي تمت استضافتها، يبدو أن شكوكا خطيرة بدأت تساور راسل بشأن استثماره.
لقد بدأ باعتراف: كنت في موقع غريب نوعا ما أخيرا. عدت للتو من حدث بشأن السيارة موديل واي Y.
أحببته، واستمتعت به كثيرا، لكن لدي أيضا هذه المشاعر المتباينة الغريبة بشأن شركة تسلا، منذ الكشف عن سيارة موديل 3 التي يبلغ سعرها 35 ألف دولار، وهذه هي المرة الأولى التي أشعر فيها بالقلق لإجراء حلقة دردشة.
مصدر القلق الرئيس هو ما يصفه راسل بأنه "هاوية الطلب" – فكرة أن الطلب على سيارات تسلا قد انخفض أكثر بكثير مما توقعته الشركة.
ويعزو ذلك جزئيا إلى ما يدعوه "نظرية المرآب": الطلب على منتجات شركة تسلا يختلف عن الاستقراء التسلسلي لسوق السيارات الكهربائية أكثر مما يظنه الناس. حين أتحدث إلى أشخاص مثل أبي وأمي فإن أحد أكبر الأشياء هو أنه لا يوجد لديهم مرآب فارغ لتوصيل الكهرباء إلى سياراتهم. وأن عليهم تمديد كابل إلى الشارع.
البنية التحتية هي مصدر قلق كبير لاعتماد السيارات الكهربائية. أمريكا، من بعض النواحي، هي فريدة من حيث إن كثيرا من منازل الضواحي يوجد في كل منها مرآب حيث يمكنك أن تركب فيها شاحنا.
لا يمكن قول الشيء نفسه عن المساكن الحضرية، وكثير من الأسواق الدولية، حيث إن شحن سيارة تسلا في المنزل سيضيف كثيرا من الاحتكاك، وربما مسؤوليات قانونية محتملة، من تمديد كابل عبر الرصيف، مقارنة بامتلاك سيارة تقليدية.
هذه ليست مشكلة لشركة تسلا، فباعتبارها شركة السيارات الكهربائية الأكثر تطورا، فإنها تؤثر فيها أكثر من منافسيها المتنوعين.
مصدر القلق الثاني بالنسبة لراسل هو أكثر تحديدا – ارتفاع المخزون: الطلب على معدل التشغيل العادي لسيارة موديل 3، بناء على الطلبات المسبقة الأولية، كان أقل من المتوقع.
شركة تسلا بدأت أخيرا نقل موديل 3 من نهج الطلب المخصص – "عندما تطلب سيارتك موديل 3، سنصنعها لك" إلى "سنقوم بإنشاء مخزون للطلب المتوقع، ومن ثم سنبدأ بتلبية الطلب".
وهذا منتج لم يكن قد بيع قط من قبل. لذلك قد تبالغ في تقدير الطلب، وقد تبالغ في الإنتاج، ومن ثم قد يكون لديك فائض في المخزون الذي تحتاج إلى نقله. وأعتقد أن هذا نوعا ما هو ما نراه يحدث الآن في شركة تسلا.
بحسب اعتقاد راسل، هذا العرض الزائد من المخزون – الذي سيؤثر بشكل كبير في التدفق النقدي لشركة تسلا على اعتبار أنها ستكون غير قادرة على العثور على الطلب – هو السبب وراء "تغييرات الأسعار الرجعية" على سيارات تسلا منذ بداية العام.
وهو يفسر أيضا اندفاع شركة تسلا على ما يبدو لإطلاق سيارة موديل 3 المحورية بسعر 35 ألف دولار، كما يقول راسل، مشيرا إلى نتيجة ما بعد البيان الصحافي في وسائل الإعلام، وكيف اختتم الإعلان بإغلاقات المتاجر المتراجعة الآن. في الأساس: عليها نقل السيارات بسرعة.
هذا كان مفاجأة، على اعتبار أنه نظرا لأن مهمة شركة تسلا كانت دائما جعل السيارات الكهربائية ميسورة، فسوف يتخيل المرء أن سيارة تسلا بسعر 35 ألف دولار ستشكل حدثا خاصا بحد ذاته، خاصة بالنظر إلى ميل موسك إلى الحركات المسرحية.
مع ذلك، هو يشير بالتأكيد إلى أننا لا نعرف عمليات التسليم للربع الأول حتى الآن (من المقرر أن تصدر الأرقام في نيسان (أبريل) الجاري. لذلك ربما كان يستبق الأحداث. إذا جاءت الأرقام كما يتوقع – 75 ألف سيارة – عندها سيكون كل شيء على ما يرام.
نقطته الأخيرة ربما تكون أهم سؤال في قصة شركة تسلا، وهي فكرة أيضا أربكت المحللين مثل آدم جوناس من بنك مورجان ستانلي. يقول راسل مرة أخرى: العناد، قبل عام، لعدم جمع رأس المال، وعدم وجود وقاية نقدية، وفرض الربحية أسرع مما كان ينبغي أن يحدث، يوجد كل هذه المشكلات في نموذج الأعمال الذي هو محبط إلى ما لا نهاية بالنسبة لي.
عدم رغبة شركة تسلا في جمع المال لغز لا يزال قسم "ألفافيل" ليس لديه حلا له. كما يجادل راسل، فإن فائض السيولة النقدية كان من شأنه أن يوقف شركة تسلا من تسريع إنتاج سيارة موديل 3 لتحقيق الأرباح، ما يسمح لهم بالحفاظ على جودة خدمة زبائن الشركة ومنحها مجالا أكبر للاستثمار في منتجاتها المستقبلية.
الأمر مع الاستهلاك والإطفاء في الربع الأخير من عام 2018 أعلى من النفقات الرأسمالية، ولا يبدو أنه الخطة الحالية.
باختصار، راسل يشعر بحيرة شديدة. كان متحمسا من الربعين الأخيرين من توليد النقدية والأرباح، لكن هذا لا يتفق مع مواد آخر الأخبار: لا شيء يبدو منطقيا فعلا أو متناسقا. يتم التضحية بكل عملياتها الأساسية لأنه ليس لديهم ما يكفي من المال في المصروف لأنها عنيدة.
قبل أن يضيف بعد ذلك: إنهم لا يديرون الشركة كمحترفين. يبدو الأمر على أنه ساعة هواة على عدة مستويات.
في الواقع، هذا يؤثر كثيرا في أعصاب راسل، إلى درجة أنه قال إنه قرر التوقف عن شراء أسهم شركة تسلا: لدي المال لشراء أسهم شركة تسلا، وسعر السهم الآن أدنى مما كان عليه منذ أعوام، لكني لن أشتري، من وجهة نظري هناك شيء ما مصاب بالاختلال
خبر عاجل: أثناء كتابتنا لهذا المقال، بدأ راسل دردشة أخرى على الهواء. أتدرون ما حصل؟ هو الآن يشتري أسهم شركة تسلا. أخذ يشعر بالتفاؤل مرة أخرى. كل شيء على ما يرام.
وجهة نظره هي كما يلي: حتى لو كان الربع الحالي كارثيا، إلا أنه من الآن فصاعدا سوف تتحسن عملية توليد النقدية لدى شركة تسلا، وخط المنتجات المستقبلي مذهل، والشركة هي في طليعة مستقبل تخزين الطاقة.
اتصلنا براسل هاتفيا مباشرة بعد أن انتهى من البث المباشر، وأخبرنا عن السبب في تغير طريقة تفكيره فقال: تحدثت مع بعض المستثمرين المتفائلين البارزين خلال الليل، وأدركتُ أنه ليس هناك تغيير في قصة الكفاءة الأساسية، وامتلاك شركة تسلا لأفضل تكنولوجيا. شركة تسلا دائما تبالغ في وعودها بشأن المنتجات، لكن في النهاية هي دائما تحقق ما تعد به.
لو أنك تحدثت إلى أي من المتفائلين في السنة الماضية، لقالوا لك: "إن من غير الممكن على الإطلاق أن تتمكن شركة تسلا من بيع موديل 3 بسعر 45 ألف دولار"، على أن هذا هو ما يحدث الآن.
كذلك أخبرنا أنه زاد من مخاوفه حول عدم قيام الشركة بجمع النقدية: في الحدث الذي عقد حول الموديل واي، قلت لكبير الإداريين الماليين في شركة تسلا إنه ينبغي أن يكونوا مثل شركة نيتفليكس، وأن يواصلوا جمع المال إلى أن تصل الشركة إلى مرحلة النضج التام. لا أفهم سر هوسهم باسترضاء وول ستريت؟
على ما يبدو فإن كبير الإداريين الماليين تجاهل راسل. وهناك تغير آخر لاحظناه في وجهة نظر راسل حول شركة تسلا.
حسابه على منصة تويتر، حتى الـ30 من كانون الثاني (يناير) الماضي على الأقل، وفقا لما ذكره موقع ويباك ماشين Wayback Machine، كان يشتمل على هذه الملاحظة التعريفية: تقييم بقيمة تريليون دولار من شأنه أن يشير إلى عائدات بنحو 20 مرة من هنا.
سألنا راسل عن السبب في حذف هذه الملاحظة من ملفه، فقال: أريد أن أجتمع مع إيلون موسك لكي أفهم ما هذا الذي يجري، ولن أعيد هدف السعر البالغ تريليون دولار إلا بعد أن يحدث الاجتماع. يبدو أن مصادر قلقه في الدردشة لم تختف تماما.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES