عرض استحواذ «شيفرون» على «أناداركو» يبشر بالمزيد

بالنسبة إلى مجلس إدارة "أنداراكو بتروليوم"، فقد كان أداؤها في سوق الأسهم هذا العام، بمنزلة إشارة للانسحاب.
منذ نهاية عام 2018، ارتفع سعر المؤشر المرجعي لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 42 في المائة، وارتفعت أسهم "أناداركو" بنسبة 8 في المائة فقط.
مع ضعف أسعار الأسهم على نحو مماثل في جميع أنحاء قطاع التنقيب والإنتاج في الولايات المتحدة، فإن قرار "أناداركو" بقبول عرض من "شيفرون" يحدد قيمة أعمالها بنحو 50 مليار دولار، يبدو وكأنه إشارة إلى أن الصناعة على وشك الدخول في موجة أخرى من الاندماجات.
لدى "شيفرون" و"إكسون موبيل" بالفعل خطط للنمو السريع في إنتاج الصخر الزيتي في الولايات المتحدة، ويبدو أن المزيد من الصفقات من المرجح أن تحول الصناعة بعيدا عن الشركات الأصغر، التي كانت رائدة في توجهها نحو مجموعات أكبر ذات موارد مالية أكثر استقرارا.
لقد فعلت "أناداركو" كل ما يفترض أن تفعله شركات التنقيب والبترول الأمريكية لإرضاء المستثمرين.
لقد جعلت من أولوياتها تحسين توليد النقد وإعادة الأموال إلى المساهمين، وإعادة شراء ما قيمته 3.75 مليار دولار من أسهمها، ودفع أرباح أسهم بنحو 600 مليون دولار في العام الماضي.
كان للشركة مركزا قويا في حوض برميان في تكساس ونيو مكسيكو، قلب ازدهار النفط المتجدد في الولايات المتحدة، إذ يتوقع المحللون والمديرون التنفيذيون نمو إنتاج مستدام لسنوات عديدة مقبلة.
قال بير ماجنوسنيسفين، رئيس الأبحاث في "ريستاد إنرجي" إن المجموعة "لطالما اعتبرت أن شركة أناداركو تملك أفضل المساحات تمركزا في أجمل مكان" من حوض ديلاوير، على الجانب الغربي من منطقة برميان.
مع وصول سعر الخام الأمريكي إلى 60 دولارا للبرميل، أي أقل بقليل من سعر بلغ نحو 64 دولارا، كانت "أناداركو" تتوقع تدفقات نقدية حرة بقيمة 1.6 مليار دولار بعد الإنفاق الرأسمالي، فيما كان إنتاجها في وضع ارتفاع.
وعلى الرغم من كل ذلك، كانت أسهمها عند إغلاق تعاملات أسبوعية، أقل بنسبة 60 في المائة عن ذروتها التي تجاوزت 112 دولارا في صيف عام 2014.
افتقار المستثمرين إلى الحماس حول توقعات "أناداركو" فتحت باب الفرصة أمام "شيفرون" للتقدم بعرض الاستحواذ.
قال مايكل ويرث، الرئيس التنفيذي لـ"شيفرون"، لصحيفة "فاينانشيال تايمز": "كانت هذه هي صفقة صحيحة وبسعر رائع".
وأضاف أن الصفقة لم تعتمد على أي مستوى معين من سعر النفط لتؤتي ثمارها.
وتابع قائلا "عليك أن تنظر إلى تقييمات الشركات، وتتحرك عندما تحصل على فرصة".
إن انسجام أصول "شيفرون" و"أناداركو" في حوض ديلاوير، يعني أنها يمكن أن تنشئ نطاقًا واسعا يبلغ 75 ميلا من المساحة المتصلة لعملياتها، ما يجعل من السهل حفر آبار أفقية أطول وتطوير احتياطاتها بشكل أكثر كفاءة. وفقا لبول سانكي، محلل في "ميزوهو"، هناك أيضا فرص لتحقيق مدخرات في "مقر رئيس لشركة أناداركو في هيوستن معروف بالإسراف".
وبالمثل، فإن أسعار الأسهم المنخفضة لعديد من شركات التنقيب والإنتاج الأخرى، يمكن أن تفتح الباب أمام كثير من الفرص المشابهة للترشيد.
كانت "أوكسيدنتال بتروليوم"، وهي أيضا شركة قوية في منطقة برميان، قد تواصلت مع "أناداركو" بعرض أعلى قليلا بواقع 70 دولارا للسهم، وفقا لأشخاص مطلعين على الأوضاع، إلا أن "أناداركو" اعتبرت ذلك العرض منكشفا أمام كثير من المخاطر.
تبلغ القيمة السوقية لـ"أوكسيدنتال" نحو 50 مليار دولار، وكانت ستشتري شركة تبلغ قيمتها 90 في المائة من ذلك التقييم.
إذا قررت عدم تقديم عرض شرس للاستحواذ على "أناداركو"، فمن الممكن أن تتجه إلى شركات الإنتاج الأصغر، الأخرى التي تعمل في برميان.
كان يشاع في الصناعة طوال سنوات أن "إكسون موبيل" مشتريه محتملة "أناداركو"، إلا أنها اختارت بدلا من ذلك تنفيذ سلسلة من الصفقات الأصغر لبناء مكانتها في حوض برميان. كما أنها قد ترى فرصا في تقييمات منخفضة أخرى.
قال برايان كيسنز، مدير محفظة في مجموعة الاستثمار تورتويز: "نعتقد أن هذا عامل محفز لمزيد من الإندماج، ربما عاجلا وليس آجلا".
"إذا اعتقد المسؤولون التنفيذيون في شركة إكسون أنهم سيحصلون على إجازة هادئة لعيد الفصح، فقد يكون هذا قد غير خططهم" على حد قوله.
تحدثت شركات أوروبية كبرى أيضا عن رغبتها في تعزيز مواقعها في الولايات المتحدة، وفي صناعة الصخر الزيتي. قالت "رويال داتش شل" إنها تدرس عمليات استحواذ محتملة.
يطرح سكوت شيفيلد، الرئيس التنفيذي لـ "بيونيرناتشورالريسورسز"، أحد أكبر المنتجين المستقلين في منطقة برميان، أنه إذا أرادت الشركات الكبرى الحفاظ على معدلات نمو سريعة في إنتاج الصخر الزيتي، فسيتعين عليها شراء مزيد من الاحتياطيات.
وأضاف: "سوف ينفد المخزون منهم في النهاية، في الوقت الذي يتطورون فيه بسرعة".
وأردف: "إنهم يحفرون مخزونهم بشكل أسرع من المستقلين، لذلك سوف ينفد أسرع بكثير في رأيي".
في منطقة برميان كان هناك كثير من الشركات التي يمكن أن تكون أهداف استحواذ محتملة.
"هناك شركات أسهم خاصة صغيرة وشركات عامة كبيرة مثل كونشووبيونير ودايموند باك وبارسليوسي ماريكس ودبليو بي إكس WPX.
وعدد قليل من شركات تراوح قيمها بين 5 مليار دولار و10 مليار دولار، وهناك ثلاث شركات تراوح قيمها بين 20 مليار دولار و30 مليار دولار.
الجميع يعرف ذلك. وفي وقت ما خلال السنوات القليلة المقبلة، قد تتواصل الشركات الكبرى معها، للظفر بها" حسبما ختم شيفيلد.