FINANCIAL TIMES

سباق تسلح لأجل دراسة ماجستير الأعمال .. بالمجان

سباق تسلح لأجل دراسة ماجستير الأعمال .. بالمجان

سباق تسلح لأجل دراسة ماجستير الأعمال .. بالمجان

لدى ديبي كرافن ابنة تفوقت عليها من حيث الدراسة، والتحقت بالجامعة، وهي الآن في منتصف دراستها في تخصص علم النفس.
على أن الأم كرافن التي تركت المدرسة في عمر السادسة عشرة، بدأت العام الماضي بدراسة الماجستير في إدارة الأعمال، في كلية هينلي لإدارة الأعمال في جامعة ريدينج، وهي تتمتع بميزة كبيرة بخلاف ابنتها، فهي لا تدفع أي رسوم دراسية.
حتى عام 1998، لم يكن الطلاب الجامعيون في بريطانيا يدفعون أي رسوم دراسية.
تاريخيا كانت كليات إدارة الأعمال مجانية غالبا. يدفع أصحاب العمل تكاليف مقررات الدراسات العليا بدوام كامل لعامين، ما كان يعتبر أفضل طريقة لبناء المهارات القيادية للمديرين التنفيذيين من ذوي النجاح العالي، المخصصة لهم مقاعد في مجلس الإدارة.
بدأت هذه العملية بالتلاشي عندما اضطرت الشركات إلى خفض التكاليف، خاصة في أعقاب الأزمة المالية.
معظم الأشخاص الذين كانوا يرغبون في الالتحاق بدراسة إدارة الأعمال، اضطروا إلى دفع الرسوم بأنفسهم.
على أنه في الآونة الأخيرة، عادت فكرة تمويل المرشحين لدراسة ماجستير إدارة الأعمال، إلا أنه في هذه المرة سيجري ذلك بمساعدة أموال المنح الدراسية التي أنشأتها الجامعات، لمساعدة المتقدمين الذين لن يتمكنوا بطريقة أخرى من تحمل التكاليف، فيجري السحب من الأموال المكدسة ضمن مخططات الدعم الحكومي المصممة لتعزيز التدريب.
كرافن، مديرة مستشفى بعمر 50 عاما، تعمل في "رامساي هيلث كير"، إحدى أكبر مجموعات الرعاية الصحية الخاصة في العالم.
يجب أن تخصص الشركة أموالا للتدريب وفقا لبرنامج رسوم التدريب المهني في بريطانيا، وهي تستخدم بعض هذه الأموال لإرسال المديرين التنفيذيين إلى كليات إدارة الأعمال.
تقول كرافن: "أردت الحصول على ماجستير في إدارة الأعمال منذ سنوات، إلا أن ذلك لم يكن ذلك ممكنا من ذي قبل، من الناحية المالية، خاصة مع تكاليف تربية الأطفال".
الأم ملتحقة الآن بماجستير إدارة أعمال تنفيذي بدوام غير كامل، وتقدم "هينلي" الآن مجموعة متنوعة من المنح والإعانات الدراسية لدعم المرشحين الأكثر وعدا بالنجاح، شرط أن يكونوا من غير القادرين على الاستفادة من برنامج رسوم التدريب المهني، أو الذين سيواجهون صعوبة في الدفع مقابل الدراسة.
يقول جون بورد، عميد "هينلي"، إن برنامج رسوم التدريب المهني ساعد على تحسين جودة المدرسة.
يختار الرعاة من أرباب العمل مرشحي ماجستير إدارة الأعمال، من ضمن مجموعة واسعة من الأشخاص الذين لديهم تجارب متنوعة من الحياة.
يقول: "تستفيد كل كليات إدارة أعمال قدر الإمكان من المنح والإعانات الدراسية، لتشجيع نوعية الأشخاص الذين يرغبون في التحاقهم بفصولهم الدراسية".
في الولايات المتحدة، أصبحت صناديق المنح الدراسية أداة رئيسة لكليات إدارة الأعمال، لجذب مزيج من الطلاب إلى برامج ماجستير إدارة الأعمال، بما في ذلك عدد أكبر من الأشخاص، من خارج القطاع المصرفي والخدمات الاستشارية التقليدية.
حصل 60 في المائة من دفعة ماجستير إدارة الأعمال هذا العام، في كلية فوكوا لإدارة الأعمال في جامعة ديوك على منح دراسية، وبعضها منح تغطي الرسوم كاملة.
نظمت الكلية حملة لجمع التبرعات بقيمة 127 مليون دولار العام الماضي، مع تخصيص أكبر شريحة من الأموال لدعم الطلاب.
يقول بيل بولدينج عميد "فوكوا" إن جمع التبرعات للمنح الدراسية تحول إلى "سباق تسلح"، مدفوعا بمزيج من ارتفاع الرسوم الدراسية، وتراجع الطلب على كليات إدارة الأعمال في الولايات المتحدة.
يقول: "الحقيقة هي أن هناك جامعات بميزانيات مرتفعة، وتملك القدرة على تقديم قدر كبير من الدعم للمنح الدراسية".
تقول جوديث هودارا، أحد مؤسسي وكالة القبول "فورتونا أدمشنز"، إنها شهدت زيادة كبيرة في المنح الدراسية خلال العشرين عاما التي عملت فيها في هذا القطاع. تلقى عملاؤها في دراسة إدارة الأعمال بصورة جماعية رقما قياسيا قدره ستة ملايين دولار، في شكل مساعدات مالية هذا العام، بما في ذلك عدة منح دراسية كاملة تزيد قيمتها على 115 ألف دولار، في أفضل عشر جامعات أمريكية.
عندما بدأت هودارا حياتها المهنية في القبول، كان ذلك كموظفة في كلية وارتون في جامعة بنسلفانيا، وكان من المعتاد أكثر أن تتم رعاية مقدمي الطلبات للحصول على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من قبل شركاتهم، خصوصا الطلاب من خارج البلاد.
كان مفهوما أنهم سيعودون إلى بلدانهم ويصبحون في نهاية المطاف قادة إدارات عليا.
وتقول: "لقد كنا نعلم أن هؤلاء هم النخبة من بين مجموعاتهم". وبينما تحاول الكليات دائما العثور على أفضل المواهب، تقول تشيوما إيزيادنسو، الرئيسة التنفيذية لوكالة القبول "إكسبارتوس"، إن عملية البحث اشتدت مع ارتفاع الرسوم الدراسية، وبدأ الطلاب في التشكيك في عائد الاستثمار على ماجستير إدارة الأعمال.
وقد أدى هذا لأن تبحث الجامعات بدورها عن طرق مبتكرة لجلب الطلاب.
تقول إيزيادنسو إن كلية هارفارد للأعمال من بين عدد قليل من المؤسسات الرائدة، التي تدعو متقدمين معينين من شركات معينة، خصوصا مجموعات الأسهم الخاصة، لحضور جلسات المعلومات: "إن مثل هذه الأحداث المستهدفة تضمن أن الجمهور مؤهل مسبقا، وأن الجامعات تتحدث إلى مجموعة تنافسية الإمكانيات".
يدفع فريق قبول ماجستير إدارة الأعمال في كلية كولومبيا للأعمال 80 في المائة من الرسوم الدراسية لتشانس رودريجيز، ما يتيح للبالغ من العمر 24 عاما ترك وظيفته في شركة لإدارة الاستثمارات العقارية، للدراسة بدوام كامل. يغطي رودريجيز ما تبقى من تكاليف الدراسة من مدخراته الشخصية، ما يتيح له التخرج في عام 2021 من دون ديون.
إن رغبة الجامعة في تمويل كثير من نفقات طلابها فاجأت رودريجيز.
تجنب الأسئلة حول الدعم المالي في أوراق تقديمه، وفي المقابلة لأنه لم يكن يريدها أن تكون "مصدر تشتيت".
يقول: "أردت زيادة فرصي إلى أقصى حد في القبول، وليس زيادة فرصي في المنحة الدراسية".
ويضيف رودريجيز: "تدرك هذه الجامعات انخفاض عوائد شهادة الماجستير في إدارة الأعمال، لذا فهي تقدم أكبر قدر من المال الذي يمكنها تقديمه، بغض النظر عما يقوله الطالب عن حاجته".
ومع ذلك، يقول إن الدعم المالي ساعده على تجاوز خط العودة إلى الحياة الطلاب.
بصفته لاتينيا مع درجات عالية في الاختبارات، يسير بخطى سريعة في حياته المهنية، فإن رودريجيز يفهم قيمته من ناحية تنوع المناهج.
"أوضحت أيضا في أوراق تقديمي أنني كنت أصغر محلل تتم ترقيته في القطاع الذي أعمل فيه" حسبما أضاف.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES