Author

مدينة الملك عبدالعزيز الطبية

|

يوجد في مدينة الطائف اليوم ثمانية مستشفيات، وفيها نشأت بعض أشهر المستشفيات في المملكة، وكانت البيت الأول للطب العسكري المتقدم في مستشفى الأمير منصور العسكري الذي جاء توأمه في الهدا ليكون واحدا من أهم المستشفيات العسكرية في المملكة.
أهم مستشفيات المدينة هو مدينة الملك عبدالعزيز الطبية. أدخلت والدتي المستشفى قبل وفاتها رحمها الله، وكانت العبارة الرائجة عندها "الابتسامة لا تكلف شيئا"، وطبق الجميع تلك العبارة "الشعار". حسن التعامل هو ما أتذكره من تلك التجربة الصعبة، وسهولة الوصول للمسؤول كذلك والمحاولات الدؤوبة التي يبذلها الجميع لإسعاد وعلاج المرضى.
هذه المدينة الطبية الراقية تحتضن كثيرا من الاختصاصات المهمة، ويحتاج إليها سكان الطائف الذين يقارب عددهم المليون، وهي حلقة مهمة في الرعاية الصحية للمدينة والمحافظات التابعة لها وغيرها مما يقع جنوب المدينة. عندما علمت بإصابة قريب بجلطة في القلب، تذكرت أن مدينة الملك عبدالعزيز بجواره، وهذا أمر جعلني أشعر بالارتياح.
فإضافة إلى مستشفى الهدا العسكري، توقعت أن تكون عمليات القسطرة جزءا من الروتين اليومي للمدينة، لكنني اكتشفت أن المدينة لا تقدم هذه الخدمة سوى يومين كل أسبوع، بسبب عدم وجود طبيب مقيم متخصص. المعلوم أن الجلطات انتشرت في السنوات الأخيرة لأسباب كثيرة، وهذا يجعلها واحدة من أهم المخاطر التي يجب أن تتعامل معها المستشفيات في كل المدن، فكيف بمدينة المليون "الطائف"؟
أزعم أن الحاجة تتجاوز سكان المدينة للقادمين لها والمصطافين الذين يقضون وقتا غير قصير في أنحائها إضافة إلى كونها تمثل رديفا لمستشفيات مكة المكرمة عند الحاجة، وهذا يعني كثيرا من الأهمية لتوافر التخصصات الطبية كافة في هذه المدينة.
ما دامت المدينة مجهزة، وهناك حاجة ماسة فلماذا لا يتم التعاقد مع أطباء متخصصين للعمل في المجال إن لم يكن هناك مختصون من أبناء الوطن؟ سؤال لا يزال يشغلني وأنا أسمع كيف تعاملت المدينة في حالة قريبي الذي اضطر للانتظار أربعة أيام قبل أن تنفذ له عملية القسطرة؟
عاد الرجل إلى بيته ولله الحمد، ويبقى السؤال عن النقص في بعض الجزئيات المهمة التي تحتاج إليها المدن، وهي سهلة التوفير والتعامل عندما نكون أكثر قربا من الواقع وتركيزا على الخدمة.

إنشرها