Author

دراسات الجدوى

|


تعامل المؤسسات المالية عمليات الدعم المهمة لأصحاب الأعمال بطريقة تستدعي كثيرا من الإعداد والمراجعة والاهتمام. عندما يكون الباحث عن الفرص المتاحة في السوق غير قادر على تنفيذ دراسة جدوى لدى إحدى الشركات الاستشارية أو مؤسسات ربحية تبحث عن جمع الأموال بغض النظر عن الفائدة الاقتصادية والسمعة المهنية لها, تصبح مهمة دعم أصحاب الأعمال الصغيرة شبه مستحيلة. المؤسسات المهمة التي تساعد على الخروج من أزمات كهذه لم تتمكن من ترسيخ أقدامها في السوق رغم تفوق بعضها، إلا أننا بحاجة إلى تحجيم كثير من المؤسسات ذات السمعة السيئة والأداء غير المنضبط لمنعها من التأثير السلبي في الحالة الاقتصادية التي تمر بمرحلة إعادة تكوين مهمة.
عندما تركز عمليات البحث على مفاهيم ومعايير لا تلائم البيئة والمجتمع، بحجة أنه لا بد من تغيير مفاهيم وقناعات المجتمع نكون في حال غير صحية. ذلك أنه ليس من السهل تحويل مفاهيم المجتمعات بالطريقة التي يحاول أن يقنعنا بها بعض المستشارين البعيدين عن الوضع الاجتماعي والفكري السائد في البلاد. بعض هؤلاء الاستشاريين لا يعايش المجتمع ويبقى محاصراً نفسه بين البيانات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد وغيرها من الإحصائيات المستوردة التي قد تكون مبنية على معلومات مغلوطة.
شاهدنا بعض الاستشارات التي أدت إلى مخاطر اقتصادية وبيئية كبيرة في كل مراحل تطور البلاد، وتبرأ أول من تبرأ من تلك الدراسات والنتائج أصحابها والمؤسسات التي مولتها. هنا نتوقف لتأكيد أنه ليس هناك من يرغب في التأثير على الأشخاص، لكننا نبحث عما ينفع الوطن. أشاهد ويشاهد غيري كثيرون من هذه الدراسات، ونصوت ضد استمرارها، ومع ذلك تتمكن هذه المؤسسات من الإقناع بها لتتحول العملية إلى حالة من التطبيق المشوه الذي يخرج عنه مولود لا علاقة له بما بشرتنا به الدراسة في الأساس.
تتطلب "رؤية المملكة" الطموحة كثيرا من التقييم والتحليل والتفهم للوضع العام، ومآلات كل الحلول التي تطرحها الدراسات لنستطيع أن نصل إلى أفضل النتائج. كل ما يمكن قوله في مراحل البحث والتخطيط وجمع المعلومات يجب أن يقال، وكل الاهتمامات والمشاغل والمؤرقات لا بد أن تأخذ حقها من وقت الاستشاري والجهاز الذي يقر نتائج عمله، لأن هذه هي الوسيلة الوحيدة للوصول إلى نتائج إيجابية.

إنشرها