default Author

امتلك غيمة

|


نعيش هذه الأيام في أجواء ربيعية وتمر علينا روائح الصيف لتكسو السماء بغيوم تحجب عنا حرارة الشمس وتمنحنا مشاعر مختلفة، حسب أشكالها وأحجامها وكثافتها وانتشار الضوء من خلالها، يستمتع غالبيتنا بمنظرها، أما المختصون فتعني لهم أكثر من منظر جميل يستمتعون بها فيمنحونها تسمية، وكل سحابة لها دلالة على حالة الطقس والمناخ!!
وتكون السحب آية من آيات الله في الكون يتم بثلاث آليات أولها آلية تكون السحاب من تبخر مياه المسطحات المائية دون أن يصل إلى درجة الغليان بفعل أشعة الشمس، أما الآلية الثانية فهي آلية نزول المطر، حيث تقدر كمية الماء المتبخر من المحيطات في السنة الواحدة بـ400 ألف كيلو متر مكعب ومن اليابسة 60 ألف كيلو متر مكعب تحتاج إلى طاقة لتبخيرها تقدر بـ 250 مليون مليار كيلو واط ساعة في السنة لو قدر لها أن تنزل على اليابسة لأغرقتها؛ لذا تأتي الآلية الثالثة التي توزع الماء بين اليابسة والمحيطات بفعل الرياح!!
وتسمى الغيوم حسب نظام مبني على اللغة اللاتينية أسسه ليوك هاوارد في عام 1803 واعتمدته المنظمة العالمية للطقس كأساس لأطلس الغيوم في عام 1939 وتصنف الغيوم إلى عشر فئات رئيسة، منها على سبيل المثال غيوم كوميولوس أي المتراكمة وهي التي يشبه منظرها القطن، وهناك السحابة حاملة المطر نيمبوس وونيمبوس ستراتوس الجامعة بين المطر والثلج ويتفرع من هذه التسميات الرئيسة تسميات فرعية تمنح وصفا دقيقا لكل غيمة قد تمر عليك في حياتك!!
ولدقة التسميات والمتابعة الدقيقة للغيوم تم تحديث أطلسها ثلاث مرات فقط منذ نشأته أي خلال ما يقارب الثمانين عاما، وهذا دليل على ندرة إيجاد غيوم جديدة. ولكن اليوم أضيفت أنواع أخرى للسحاب منها سيروس هومو جينيتوس أي الغيوم بشرية المنشأ أو غيوم أثر الطائرات لأنها لم تظهر إلا بعد نشأة الطيران التجاري، وبسبب غزو الهواتف الذكية منحت الجميع فرصة مراقبة السحب وتصويرها، ما دفع جمعية تأمل الغيوم لإطلاق تطبيق للهواتف الذكية يتيح للأعضاء تحميل صور الغيوم وتحديد مكانها؛ وهذا نوع من العلم يسمى علم العامة أو العلم الشعبي يمنح للناس فرصة اكتشاف تشكيلات غيوم جديدة، وأشهر الغيوم التي اكتشفها الهواة غيمة اسبيريتاس وهي تشبه تموجات الماء على بحيرة ساكنة ولكن في السماء وتنشأ من العواصف الرعدية ومرور الهواء فوق الجبال!
ما عليك سوى مراقبة السماء وتشكيلات السحب وتصويرها بهاتفك والبحث عنها في أطلس الغيوم، فإن لم تجدها ابعث باكتشافك عبر التطبيق لتكن أحد مكتشفي الغيوم وتسمى باسمك!

إنشرها