Author

إماطة الأذى

|

يلاحظ مستخدمو الطرقات أن هناك كثيرا ممن لا يراعون ولا يهتمون بالنظافة العامة في الشوارع والطرق السريعة. هؤلاء يشاركون في خطيئة كبيرة، ويدفعون بسلوكيات سيئة كنا تخلصنا من كثير منها خلال الفترات الماضية.
عدم الاكتراث بأهمية المشاركة في النظافة في الشوارع والأماكن العامة دليل على وعي محدود وفقدان للمسؤولية المجتمعية التي يحاول الجميع أن ينميها في عقول ومفاهيم الأبناء منذ الصغر. هذه السلوكيات التي تسيء إلى البيئة تأتي في بعض الحالات من الآباء والأمهات، وذاك لعمري مكمن خطر على مستقبل من يعول عليهم.
يمكن للواحد أن يشاهد كثيرا من العقوبات التي تفرض في العالم على مثل هذا السلوك، بل إن بعض الدول مثل سنغافورة منعت بيع "العلكة" في أسواقها احتراما لنظافة الشوارع والميادين. يوجد عندنا كثير من القوانين التي تدفع باتجاه تغريم من يشاركون في مثل هذا السلوك، لكن الآليات التي نحتاج إليها لا بد أن تعاد صياغتها لضمان بعد الناس عن المخالفة.
الوعي هو واحد من أهم عناصر ترسيخ الفكر في أذهان الناس، وهو يتأتى بوسائل كثيرة ومنها الإعلام المرئي والمسموع والإعلان الموجود في كل مكان خاصة بالقرب من مواقع ارتكاب مثل هذه الإساءات. ثم إن توزيع وسائل التخلص من النفايات في المواقع المناسبة أمر يحتاج إلى إعادة دراسة، ونحن نشاهد محدوديته في الأحياء.
يأتي في السياق أيضا أن نشجع على الإبلاغ عن المخالفين الذين نشاهدهم جميعا ولا نجد وسيلة للإبلاغ عنهم سوى تصوير المخالفة وإرسالها عبر أي من التطبيقات التي توفرها البلديات، لكن التكريم والتقدير لمن يسهم في حماية البيئة ونظافة المدينة بحاجة إلى مزيد من الدعم، حيث يكون الفرد على علم أن هناك من يمكن أن يصور مخالفته ويحصل – بالمقابل – المتعاون على جزء من قيمة المخالفة التي تفرضها الجهات ذات العلاقة على المخالف.
أثق بأن كثيرا من الجمهور يرفضون مثل هذه السلوكيات، لكن الأقلية التي لا تفهم أو لا تريد أن تفهم أهمية العناية بالطرق وتكاليف ومخاطر عمليات إزالة هذه المخلفات، هذه الأقلية تظهر مخالفتها للعيان وهي تسيء إلى المنظر العام، إضافة إلى ما تفعله بالبيئة والمجتمع. فهل نرى توجها مختلفا خلال الأيام المقبلة لمعالجة ما يحدث من هذه المخالفات؟... أرجو ذلك.

إنشرها