FINANCIAL TIMES

وضع أقطاب «وايركارد» بين مطرقة سنغافورة وسندان ألمانيا

وضع أقطاب «وايركارد» بين مطرقة سنغافورة وسندان ألمانيا

كان كبار المسؤولين التنفيذيين في شركة وايركارد في ألمانيا قد أشرفوا على أربع صفقات، بلغ مجموعها مليوني يورو، واعتمدوها.
تلك الصفقات، باتت الآن في مركز تحقيقات احتيال من جهة الشرطة في سنغافورة، وذلك وفقا لوثائق اطلعت عليها "فاينانشيال تايمز".
هناك تحويلات جرت في آذار (مارس) 2018 موجهة من بنك ميونيخ التابع لـ"وايركارد" مجموعة الدفع إلى شركة في سنغافورة، بصفتها جزءا مما يزعم مخبرون أنه مخطط حسابات مزورة.
الوثائق تشير إلى أن جان مارساليك، كبير موظفي العمليات في "وايركارد"، كان على دراية بصفقات تم تأجيلها في شباط (فبراير) 2018، فيما كان مسؤولون تنفيذيون ألمان وسنغافوريون، ينتظرون الحصول على معلومات مهمة منها.
كما أفادت أن كبار المسؤولين التنفيذيين في "وايركارد" المتمركزة في ميونيخ، كانوا متورطين في معاملات مشبوهة في آسيا بما يكفي لدحض أي نفي من الشركة بارتكاب أي مخالفات، على الرغم من حدوث جلسة استماع ودية مع المنظمين وساسة ألمان.
في الشهر الماضي، بعد هبوط سريع لسعر سهم "وايركارد" عقب تقارير صادرة عن "فاينانشيال تايمز"، أمرت هيئة الرقابة المالية الاتحادية BaFin بحظر غير مسبوق على البيع على المكشوف لأسهم الشركة.
كما أعلنت هيئة الرقابة المالية الاتحادية عن إجراء تحقيق في التلاعب في السوق، عقب تقديم شكوى تفيد بأن البائعين على المكشوف، كانوا على دراية بالتغطية الصحافية السلبية قبل النشر.
ومع ذلك، وعقب مقالات صحيفة "فاينانشيال تايمز"، قالت إدارة الشؤون التجارية في شرطة سنغافورة إن شركة وايركارد و11 طرفا آخرين في المعاملات، كانوا قيد التحقيق في تقص عن عمليات تزوير مشتبه بها ووثائق مزيفة وغسل أموال وإعادة تدوير الأموال، وفقا لالتماس تم تقديمه إلى المحكمة هذا الشهر.
الدعاوى القضائية الصادرة عن المدعين العامين ذكرت أن هناك ستة من موظفي "وايركارد" في سنغافورة، يشتبه في ارتكابهم "جرائم تستدعي الحبس"، بمن فيهم إيدو كورنيوان، رئيس قسم التمويل الدولي في المجموعة، الذي أشرف على حسابات المجموعة في جميع أنحاء آسيا والمحيط الهادئ.
وفي اليد أيضا، تفاصيل جديدة توضح التسلسل في الأحداث، توضح كيف عمل المديرون التنفيذيون في ألمانيا مع كورنيوان، البالغ من العمر 33 عاما لتنفيذ عمليات نقل تمت في آذار (مارس) 2018، وبلغ مجموعها مليوني يورو.
بعد أيام من آخر دفعة تم تحويلها، اتصل مخبر بالفريق القانوني لشركة وايركارد في سنغافورة، ووصف الخطة المزعومة لإعادة تدوير الأموال.
على أن منظمين في هونج كونج كانوا قد طلبوا ضخ مليوني يورو في كيان كانت تستخدمه "وايركارد"، من أجل الحصول على ترخيص لإصدار بطاقات مسبقة الدفع.
مع شعور سلطات هونج كونج بالرضا إزاء وصول رأس المال، كانت خطة كورنيوان المزعومة ترمي إلى إرسال الأموال إلى مورد وهمي.
الشركة الخارجية، حسبما توضح الوثائق، كان من المتوقع حينها أن ترسل الأموال إلى شركة إرميز، وهي شركة تابعة لـ"وايركارد" في الهند، كانت محتاجة إلى أموال لحل مشكلة السحب على المكشوف.
بالنسبة إلى مدققي الحسابات، فإن التدفقات إلى الخارج والداخل، لا تبدو ذات صلة بالقضية.
مثلما ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" سابقا، فإن حساب المبلغين عن المخطط تم تضمينه في تقرير أولي من شركة المحاماة "رجاه آند تان"، يعرض بالتفصيل الحالات المزعومة من وثائق مزورة ومخالفات محاسبية، تم تسليمه إلى الشركة في الرابع من أيار (مايو) 2018.
بعد أن كشفت "فاينانشيال تايمز" عن وجود التحقيق في كانون الثاني (يناير) من هذا العام، دهمت الشرطة مكتب "وايركارد" في سنغافورة.
قيمة رسملة المجموعة الألمانية انخفضت بأكثر من الثلث، ليصل إلى 13.4 مليار يورو، وهو انخفاض حاد عن أواخر العام الماضي، عندما تفوقت مجموعة المدفوعات الناجحة للغاية متجاوزة "دويتشه بنك" من حيث القيمة السوقية. ويبقى أن كورنيوان لم يشاهد في سنغافورة منذ عدة أسابيع.
الشركة قالت إن تحقيقا داخليا أجري العام الماضي توصل إلى أن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة، وأنه لم يتم انتهاك أي قانون، وأنها لا تزال على اتصال بكورنيوان، الذي قالت إنه قد منح إجازة "مفتوحة".
"وايركارد" أضافت أنها تعتزم نشر النتائج لتحقيق كامل منفصل أجرته شركة رجاه آند تان للتدليل على الحوكمة الجيدة للشركة - التي استغرقت تسعة أشهر حتى الآن.
وفقا للتقرير المبدئي من شركة رجاه آند تان، يزعم أن كورنيوان أطلع فريقه على خطة إعادة تدوير الأموال بين هونج كونج والهند، في نهاية كانون الثاني (يناير) 2018.
في الثامن من شباط (فبراير) من العام نفسه، تناول كورنيوان العشاء في ألمانيا مع ثورستين هولتن، رئيس خزانة "وايركارد"، حسبما تظهر الوثائق.
في الساعة 08:51 صباح اليوم التالي، كتب هولتن إلى ستة من زملائه: "أهلا، هونج كونج تحتاج إلى الأموال على وجه السرعة". أجاب كورنيوان بعد ثماني دقائق: "شكرا".
تمت مناقشة خطة من ثلاث خطوات لتحويل الأموال من ألمانيا إلى الهند، ضمن رسائل البريد الإلكتروني في 14 شباط (فبراير) 2018. الوثائق توضح أن هولتن فهم أن المال كان سينتقل من وسيط إلى وسيط أثناء تحويله إلى مجموعة وايركارد. في تلك المرحلة، كانت شركة الوساطة المقترحة هي "تيسترو كونسلتنج ليميتد"، وهي شركة من هونج كونج. في 15 شباط (فبراير) 2018، قال هولتن: "بمجرد أن ترسل لي تعليمات الدفع الخاصة بشركة تيسترو كونسلتنج، سنشرع في تحويل مصرفي سريع".
قطعت الخدمة أرقام هواتف "تيسترو كونسلتنج" من على موقعها على الإنترنت، والعنوان المعطى هو مكتب فارغ كانت تستخدمه في السابق خدمة سكرتارية للشركات.
كما أن رسائل البريد الإلكتروني الواردة إلى الشركة هذا الأسبوع، لم يتم الرد عليها.
في 26 شباط (فبراير) 2018، ناقش مسؤولون تنفيذيون في "وايركارد" أسباب التأخير. وفي رسائل اطلعت عليها "فاينانشيال تايمز"، قال كورنيوان إنه لا يزال ينتظر تفاصيل المصرف من كبير موظفي العمليات: "للأسف، مارساليك يستغرق وقتا أطول لترتيب ذلك"، حسبما كتب.
في 12 آذار (مارس) التالي، قدم كورنيوان إلى زملائه، بمن فيهم هولتن وستيفان فون إرفا، نائب المدير المالي لشركة وايركارد، تفاصيل المصرف واسم وسيط جديد هو: "انفنتشرز تكنولوجي".
هولتن بدوره، قدم "أربع طلبات تحويل مصرفي يمكن توقيعها من قبلي أنا ومن قبل ستيفان" حسبما أضاف كورنيوان.
بين 16 آذار (مارس) و21 آذار (مارس) من العام الماضي، جرى تحويل أربعة مدفوعات بقيمة 500 ألف يورو من بنك وايركارد في ألمانيا إلى حساب سنغافورة الذي قدمه كورنيوان، وفقا لوثائق اطلعت عليها من "فاينانشيال تايمز". ليس من الواضح ما إذا كانت الأموال قد تم تحويلها لاحقا إلى "إيرميس"، حسبما ناقشه المسؤولون التنفيذيون.
صحيفة "فاينانشيال تايمز" اطلعت على فاتورة بقيمة مليوني يورو إلى "يونين إشيونج سويتش كوستومايزايشن"، يزعم أنها من شركة إنفنتشرز تكنولوجي، بتاريخ 5 آذار (مارس) 2018. العنوان على الفاتورة هو عنوان شركة خدمات الشركات التي أكدت أن "إنفنتشرز" كانت عميلا لها، وتم التواصل معها من قبل شرطة سنغافورة.
حين تواصلت صحيفة "فاينانشيال تايمز" مع ريموند سام وي وين، المالك السنغافوري لشركة إنفنتشرز، قال في رسالة عبر تطبيق واتساب مرسلة من رقم في ميانمار: "لا علم لي بأدنى معلومة في شأن هذه المسألة".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES