Author

الإبداع في الجامعة

|

شاهدت بعض المقاطع عن الأسلوب المقترح لإعادة تأهيل الطلبة في المراحل الدراسية المبكرة؛ ليكونوا أقدر على التعامل مع متغيرات العصر، وأقدر على تحقيق النتائج المفيدة لهم في حياتهم، التي تدعم تفوقهم وتحسن فرصهم الوظيفية في المستقبل، عن ذلك سأتحدث بالتفصيل حين تتضح الصورة.
اليوم أنا بصدد أمر مهم جدا لاحظته وأنا أقرأ كثيرا من السير الذاتية وشهادات التخرج من الجامعات بحكم عملي. يعاني كثير من الشباب في مرحلة الجامعة انقلابا نفسيا وسلوكيا واجتماعيا كبيرا، إضافة إلى صعوبات دراسية تنتج عن اختلاف أسلوب التعامل مع الطالب في المراحل التي تسبق الجامعة عنها في الجامعة. يستمر تأثير هذه المرحلة في الطالب لمدة لا تقل عن سنتين في الأغلب. يستيقظ بعدها الطالب وقد فقد كثيرا من النقاط في معدله التراكمي، ليصبح في حال من التقاط الأنفاس ومحاولة تحسين وضعه الدراسي بوسائل غير مفيدة لمستقبله، ومنها البحث عن المواد التي يمكن أن يحقق فيها درجات عالية لتعويض النقص الحاصل في درجاته، وهو ما يؤثر في جاذبية سجله الأكاديمي.
معادلتي تقول: إنه إذا كان الطالب يحضر ويذاكر ويستعد للدراسة في المراحل المبكرة ساعتين، فهو بحاجة إلى أكثر من ست ساعات من التحضير والإعداد والمراجعة في الجامعة، وقد لا ينطبق هذا على تخصصات مثل الطب التي تحتاج إلى أكثر من ذلك بالتأكيد. هذه الحقيقة تغيب عن كثير من طلابنا، ما يجعل فرص التوظيف للشاب تنحصر في مجالات لا تخدم مستقبله أو تسمح لغيره من أقرانه بالتفوق عليه حتى إن كانوا أقل قدرات وكفاءة ونتيجة في المرحلة الثانوية.
أقول هذا لمن يتخرجون في ثانويات لا تعترف بالملخصات ومحاولات تحقيق النتائج بطرق غير مهنية، أولئك يحتاجون إلى إعادة تأهيل كامل قبل أن يدخلوا مرحلة الدراسة الجامعية.
ملخص القول هو أن المرحلة الجامعية هي أخطر المراحل في حياة الطالب، وليست مرحلة حرية وانفتاح. هذا الأمر يجب أن يفهمه كل الطلاب قبل أن يدخلوا من بوابة الجامعة ليكونوا متيقظين لما سيواجهونه من تحديات. كثير من الأسر في دول العالم تستغل المرحلة بين الثانوية والجامعة لبعث الأبناء والبنات في دورات تأهيلية ليكونوا أكثر قدرة على التفاعل الإيجابي في المرحلة الجامعية وهو أمر نحتاج إليه نحن أيضا.

إنشرها