Author

الفول و"البنشر"

|


كتبت سابقا في مجال التطبيقات التي تحاصرنا من كل مكان. هذه التطبيقات - التي لا مفر من التعامل معها - تحمل في طياتها كثيرا من المخاطر. لا يكاد يمر يوم دون أن نجد تحذيرا من ثغرة في تطبيق أو عملية احتيال تمت عن طريقه. كل هذا يستدعي التفهم الجاد للإشكالية والعمل المفيد نحو تغيير المفاهيم وحماية المجتمعات من المخاطر.
أكثر التطبيقات خطرا هي تلك التي تدعو إلى العنف وتشجعه. هذه التطبيقات تحدث ثغرة خطيرة في الوضع الاجتماعي، فيها يستفرد أصحاب التطبيق بالأطفال والمراهقين، ويمكن أن يحولوا سلوكهم وتفكيرهم ويسيئوا إلى علاقاتهم بل يدفعوهم للجريمة وهو أمر شاهده الجميع. عن هذه التطبيقات يبقى الحديث مهما، ويستمر السؤال عن المسؤوليات حيال تحريم وتجريم من ينشرونها لنضمن حماية الأسر من خطرها.
تبقى التطبيقات التي تؤثر في صحة الناس، وتلك تأتي في سياق الوعظ والإرشاد نحو سلوكيات معينة أو استخدام وسائل ومواد لتحقيق أهداف صحية، وهي في واقع الأمر غير مجربة، بل قد يكون ثبت خطر بعضها على الناس. المشكل أن أكثر الناس لا يعلمون المخاطر ولا يستوعبون أهداف ممولي هذه التطبيقات.
في سياق التأثير في الصحة, تأتي التطبيقات التي تمنع الحركة وتبقي الإنسان حبيس منزله وأريكته, تلك التي توفر لك كل شيء وتمنعك من الخروج واستنشاق الهواء وتحريك العضلات. صحيح أن السائق والعاملة المنزلية حققا السبق في تدمير القدرة على الحركة، وزيادة الوزن - كنتيجة - ومن ثم الوقوع ضحية أمراض لم يعهدها مجتمعنا في السابق.
العمل من المنزل بواسطة تطبيقات معينة يؤدي - كذلك – إلى مزيد من تجميد حركة الواحد منا لدرجة أنك تكاد ترى الشوارع خالية سوى من السيارات, وإنما المهتم قد تجده في ممشى أو ناد رياضي ليدفع مزيدا من الأموال ويعيش حياة أقل ما يقال عنها إنها محاصرة ضمن مبان ذات شكل مختلف.
ثم إن ما ذكرته في بداية حديثي من المخاطر يستمر في السيطرة على اهتمامات الناس، ومع ذلك تبقى مخاطر جديدة كل فترة, ومع ظهور تطبيق يوصل الفول وآخر يصلح الإطارات في موقعك, تتأكد ضرورة الحرص على عدم التوجه نحو استخدام أي تطبيق يمكن أن تصدق عليه أي من معايير الخطر هذه وغيرها. مع أن الأمر قد يكون صعبا مع التغيير الشامل الذي يغلف حياتنا.

إنشرها