default Author

الفأر الضاحك

|

نحن البشر نبحث عن السعادة طوال حياتنا، من ابتسامة بسيطة نرسمها على شفاهنا تعبر عما بداخلنا، إلى أن نصل إلى قهقهات وانفعالات وتعابير وجه وجسد تدل على أننا سعداء، لكن هل فكرنا في الكائنات الأخرى من حولنا؟ هل تشعر كما نشعر؟ هل تحتاج إلى السعادة وتشعر بها؟ هل يجتاحها الحزن والغضب؟
هناك قصص كثيرة لحيوانات ماتت حزنا عند موت شريكها، وصور وثقت ما يشبه الابتسامة المرسومة على وجه أشرس الحيوانات؛ فهل هي ابتسامة حقيقية تعبر عن شعور داخلي أو كما قال الشاعر:
إذا رأيت نيوب الليث بارزة
فلا تظنن أن الليث يبتسم
هذا السؤال دار في رؤوس العلماء منذ عام 1872 ونشر داروين كتابا كاملا بهذا الخصوص، وقال إن البشر والحيوانات يعبرون بالطريقة نفسها عن مشاعرهم، أما الفيلسوف توماس نيجل فيقول من المستحيل أن تعرف معنى أن تكون خفاشا حتى لو قضيت عمرك معلقا في السقف ورأسك يتدلى إلى الأسفل!
فهل عدم معرفتنا بشعورها دليل على أنها لا تشعر؟! بدراسة أدمغة عديد من الحيوانات، مثل الدلافين والقرود والكلاب والسناجب، وجدوا لديها مراكز معالجة عاطفية مماثلة لتلك الموجودة لدى البشر، لذلك فشعورها بالغضب والحزن والفرح وارد جدا! هناك علماء يرفضون ذلك تماما ويقولون إن ما تقوم به تلك الحيوانات من سلوكيات مجرد محاكاة لأصحابها واستجابة جسدية للمحفزات لا أقل ولا أكثر!
وما يصعب مسألة معرفة مشاعر الحيوانات، أن ما قد نعده سلوكا للتعبير عن الفرح مثل أن يهز الكلب -أجلكم الله- ذيله، قد يعض أيضا وهو يهزه، وصوت المواء الذي تصدره القطط، وعده بعضهم تعبيرا عن السعادة، وجد أنها تصدره عندما تصاب بجروح، وتردد هذا الصوت يعد من عجائب خلق الله؛ إذ يسهم في شفاء العظام والعضلات، واستخدمت أصوات بالتردد نفسه لعلاج رواد الفضاء السوفيات وزيادة كثافة عظامهم، وهذا يفسر عدم معاناة القطط من الإصابات واستحقاقها للقب ذات السبع أرواح!
ورغم ذلك، هناك بعض السلوكيات التي لا يمكن تفسيرها إلا أنها تعبر عن السعادة والرضا، مثل مراسم التحية لدى البطاريق، وصرير الفئران بترددات صوتية غير مسموعة عند دغدغتها!
ربما لا تستطيع إخبارنا بأنها سعيدة، وسلوكها له عدة دلالات وعيوننا وآذاننا قد لا تكشف لنا عن شعورها، لكن المختبر منحنا القول الفصل، حيث تم فحص براز عديد من الحيوانات الأليفة والبرية لقياس نسبة هرمون الكرتيزول "هرمون الكرب" لمعرفة ما إذا كانت الحيوانات مريضة أو قلقة ووجد عاليا في الحيوانات الحبيسة خلافا لتلك التي تعيش بحريتها!

إنشرها