Author

مفاتيح الرزق

|

سألت أحدهم عن أكبر ما حفز مؤسسته ودعم نجاحاتها. توقعت أن يتحدث عن فكرة جديدة أو مبدأ مما درسناه في كليات الإدارة والأعمال. ذلك أن الاعتقاد الشائع هنا هو أن رجل الأعمال ينجح بالقدر الذي يطبق فيه نظريات ومبادئ معينة.
هذه النظرة المادية التي تسيطر في التجمعات ليست بخطيئة في واقعها بل إنها وسيلة من وسائل الربط بين الإنتاج والربحية والحال التي تمر بها الأعمال بشكل يومي، أو قد تكون مبنية عليها في البدايات. يمكن أن نتحدث لفترات طويلة عن هذه المبادئ ونربطها بما نعتقد أنه صحيح ومناسب لواقعنا أو ما نحاول أن نتعلمه في الركض اليومي نحو تحقيق الإنجازات.
جواب الصديق كان مختلفا عن كل ذلك. يقول إنه كان في جنازة جار له، وعندما دفن الناس الجثة، صاح بهم أحدهم أن من كان له عند الفقيد شيء فليصرح به حتى يعلمه أبناؤه. خرج رجل من بين الواقفين، وقال أنا أطلب الميت بـ 200 ألف ريال. طلب منه الحضور أن يتنازل عن المبلغ، لكنه - بعد إلحاحهم - تنازل عن 100 ألف أما الباقي فقال إنه - والله أعلم - بحاجته. فهاج الناس وماجوا، وقال أبناء الفقيد إنه لم يترك لهم شيئا حتى يتمكنوا من سداد هذا الدين.
تقدم صاحبي، وقال: "أنا أسدد الدين عن الميت لوجه الله، تعالى بعد أن تخرج من المقبرة لأعطيك المال". يقول صاحبي والله إنني كنت في حال عادية، وأسدد متطلبات أسرتي بالكاد من المحل الذي أملكه، وما إن سددت الدين عن الرجل، حتى انفتحت علي الدنيا، وكلما فتحت فرعا وجدته أبرك من سابقه؛ فاتخذت من تفريج الكربات منهجا في حياتي.
هذه الحال التي شدتني لمراقبة عمل الشخص وحياته التي اتسمت بالنجاح وصلاح الذرية والسعادة البادية على محياه كلما قابلته، دفعتني للنظر لحال أشخاص آخرين قد يكونون قد اكتشفوا تلك الوصفة السحرية، ومنهم كبار أثرياء العالم مثل بيل جيتس ووارن بوفيت وغيرهما ممن نعرفهم ومن لا نعرفهم الذين خصصوا نسبا كبيرة من أموالهم لمصلحة العمل الخيري.
هنا وصية للجميع فمن أراد البركة وسعة الرزق والسعادة والصحة فليتبع قول المصطفى- صلى الله عليه وسلم- "ما نقصت صدقة من مال.. بل تزده.. بل تزده".

إنشرها