FINANCIAL TIMES

لفهم تقييد التنين الصيني استيراد فحم «الكنغر» .. فتش عن «هواوي»

لفهم تقييد التنين الصيني استيراد فحم «الكنغر» .. فتش عن «هواوي»

من تداعيات قرار تقييد الصين دخول واردات الفحم الأسترالي إلى موانئها انخفاض الدولار الأسترالي، وهو ما دفع كانبيرا إلى إطلاق مهمة دبلوماسية لتحري سبب الموقف الصيني الأخير.
في حين تزعم الصين إن ضوابط الاستيراد على مكونات صناعة الصلب كانت جزءا من تدابير لخفض التلوث، إلا أن هناك مخاوف من ارتباط القرار بالتوترات السياسية بين البلدين، مثل فرض كانبيرا الحظر على تشغيل شركة الاتصالات الصينية هواوي لشبكات الجيل الخامس 5G العام الماضي، على أراضيها.
"الصين تنفذ مراقبة وتحليل المخاطر المتعلقة بجودة وسلامة الفحم المستورد ... من أجل حماية البيئة"، حسبما قالت وزارة الخارجية الصينية في بكين، ردا على سؤال حول ما إذا كانت القيود مرتبطة بتوترات ثنائية بين البلدين.
الدولار الأسترالي انخفض بنحو 1.1 في المائة إلى 0.7086 مقابل نظيره الأمريكي، في أعقاب نشر تقرير لـ"رويترز" نقلا عن مسؤول لم يكشف عن اسمه في ميناء داليان الصيني، عن حظر واردات الفحم الأسترالي، ويعتزم تحديد حد أقصى لإجمالي واردات الفحم عموما في عام 2019 بواقع 12 مليون طن.
ميناء داليان في الصين، كان قد شكل 7 في المائة من إجمالي واردات الصين من الفحم المنقول بحرا في العام الماضي، أي نحو 17 مليون طن، وفقا لأرقام واردة في تقرير صادر عن "وود ماكينزي".
جاء هذا التقرير عقب مكالمة هاتفية بشأن الأرباح أجراها أندرو ماكنزي، الرئيس التنفيذي لشركة التعدين بي إتش پي أخيرا، قال فيه إن فترة التأخير في تفريغ واردات الفحم الأسترالي في الميناء الصيني قد تضاعفت إلى نحو 45 يوما.
وأرجع ذلك إلى رغبة السلطات الصينية في إعطاء الأولوية للفحم المحلي على الواردات منه.
إيفان جلاسينبرج، الرئيس التنفيذي لشركة جلينكور، أكبر مصدر للفحم الحراري في العالم لتوليد الطاقة، قال إن: هناك "قضية دبلوماسية" بين أستراليا والصين كانت تقف خلف التأخير.
وأضاف جلاسنبرج: "إنهم يؤخرون البضائع، أعتقد أن الأمر يستغرق نحو 30 يوما من التأخير".
وأضاف، "نحن ننتظر ونراقب ذلك لنرى ... ما تأثير ذلك، عندما يحلون هذا النزاع الدبلوماسي ... دعونا ننتظر ونرى، فمن الصعب التنبؤ الآن" بالأسباب أو النتائج.
سايمون برمجهام، وزير التجارة والسياحة والصناعة الأسترالي، قال إنه طلب من سفير البلاد في بكين التحري في شأن الحظر المذكور بشكل عاجل.
"قابلت مجلس المعادن الأسترالي هذا الأسبوع من أجل مناقشة قضايا الوصول إلى الأسواق، ورفع الاعتراضات ذات الصلة إلى السلطات الصينية"، حسبما قال برمنجهام.
مجلس المعادن قال إنه لا يستطيع تأكيد الحظر في ميناء داليان، إلا أنه أقر بوجود قيود على شحنات الفحم من أستراليا في بعض موانئ الصين لعدة أسابيع.
شين كالو، استراتيجي الصرف الأجنبي في "ويستباك"، قال إن رد فعل الدولار الأسترالي الحاد الأولي على تقرير "رويترز"، يتسق مع حساسية العملة إزاء أي تهديد لصادرات البلاد من السلع إلى الصين.
روبرت ريني، رئيس استراتيجية السوق العالمية في "ويستباك" غرد بأن: 24 في المائة من صادرات الفحم الحراري الأسترالي قد ذهبت إلى الصين في عام 2018.
ثمة محللون كانوا حتى وقت قريب يفسرون قيود الصين المفروضة على الواردات الأسترالية من الفحم، باعتبارها ضمن سلسلة تدابير دورية تهدف إلى تعزيز صناعة الفحم المحلية في الصين.
يعاني الاقتصاد الأسترالي شدة الانكشاف أمام الصين، فالأخيرة مستورد رئيس للسلع المنتجة من قبل مجموعات التعدين الأسترالية، بما في ذلك الفحم وخام الحديد.
في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، توقعت وزارة الصناعة والابتكار والعلوم الأسترالية ارتفاع صادرات الفحم إلى 67 مليار دولار أسترالي (48 مليار دولار) في غضون 12 شهرا حتى نهاية حزيران (يونيو) المقبل، متجاوزة خام الحديد لتصبح أكبر صادرات البلاد.
"صادرات أستراليا من الفحم المعدني إلى الصين في الربع الأخير من عام 2018 كانت أعلى من حيث الحجم والقيمة، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2017. الصين شريك تجاري مهم بالنسبة إلى أستراليا، ونحن على ثقة بأن التزامات اتفاقية التجارة الحرة تجاه بعضنا البعض ستستمر"، حسبما قال برمنجهام.
العلاقات بين كانبيرا وبكين أصبحت متوترة على مدار العامين الماضيين بعد قضية "هواوي"، وإصدار أستراليا قوانين صارمة تستهدف النفوذ الأجنبي على أراضيها، وانتقادها عسكرة بكين للجزر الصغيرة والشعاب المرجانية في بحر الصين الجنوبي. أدى ذلك إلى تكهنات بأن قيود الفحم يمكن ربطها بالقضايا السياسية.
في حين أن الصين ربما تستخدم هذه القضية لتثبت وجهة نظر سياسية، تساءل عديد من المحللين عما إذا كان السبب الحقيقي مرتبطا بتوترات ثنائية بين بكين وكانبيرا.
شين دينجلي، خبير العلاقات الدولية في جامعة فودان، لاحظ تقارير مماثلة أخيرة تفيد بأن واردات نيوزيلندا إلى الصين، قد تأخر وصولها أيضا إلى الأسباب نفسها.
وأضاف: "لا يوجد دليل واضح على الترابط بين هذه الأشياء". أما ماكينزي من "بي إتش پي" فقال في مكالمة هاتفية: "لا أعتقد للحظة في أن هذا مرتبط بقضايا عالية المستوى في شأن العلاقات بين الصين وبقية العالم، بما في ذلك علاقتها معنا".
الحظر ربما يؤثر أيضا في شركة يانكول للتعدين الصينية التي اشترت جزءا كبيرا من أعمال شركة ريو تينتون العاملة في مجال الفحم في أستراليا عام 2017 مقابل 2.45 مليار دولار.
مارك كوتيفاني، الرئيس التنفيذي لشركة أنجلو أمريكان، وهي منتج رئيس آخر للفحم الأسترالي، قال إن "من المؤكد أن هناك بعض التوتر في العلاقات التجارية بين الصين وأستراليا. وأضاف: "يأمل المرء أن يتم حلها بسرعة معقولة".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES