أشعر بغبطة كلما سمعت عن فعالية سعودية تقام خارج المملكة. بناء الصورة الذهنية الإيجابية حاجة ماسة خاصة في هذه الأوقات.
الإنسان المحب للوطن - وكلنا كذلك - يحب أن يرى بلاده في أجمل صورة.
ونحن في المملكة نستحق أن يعرفنا العالم على صورتنا الحقيقية، بكل ما في هذه الصورة من إيجابية وتميز وتحضر ورقي وسلام.
لقد تعرضت المملكة لإساءات ممنهجة قادتها قوى لا تكن الحب لنا، وكانت ولا تزال تنسج المؤامرات ضد بلادنا.
ومن المؤكد أن زهدنا في الحديث عن الذات، أوجد فجوة جعلت بعض الرسائل السلبية تؤثر في رأي البعض.
وأنا على يقين بأن المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان تشهد نقلة نوعية غير مسبوقة.
وهذه النقلة لا تخفى على المنصف. وهناك منصفون في الخارج يتابعون هذه المنجزات، ويتساءلون عن سر زهدنا - أو إن شئتم - تقصيرنا في تقديم أنفسنا للآخر بالشكل المناسب.
هناك جهود، لكننا في ظل هذه الهجمة المتوحشة نحتاج إلى المزيد. وأنا مؤمن بأن التواصل مع الشعوب جسر مهم لصياغة صورة متميزة. وهذه إحدى المهام التي يحققها معرض روائع آثار المملكة الذي يجوب متاحف العالم من أجل تقديم لمحة عن حضارة إنسان هذه الأرض.
لقد صاغ ابن هذه الأرض حكاياته وقصصه على الرسوم الصخرية منذ آلاف السنين، مقدما من خلال ذلك واحدة من أوائل بصمات الإنسان على الأرض.
الأربعاء الماضي أطلق أحمد الخطيب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني معرض روائع آثار المملكة في محطته العالمية الـ 16 في العاصمة اليونانية أثينا. سيستمر هذا المعرض لمدة ثلاثة أشهر. أنا أعتبر هذا المعرض رسالة محبة وسلام من المملكة إلى العالم. نحتاج إلى مزيد من المعارض والفعاليات التي تقدمنا للآخر.