FINANCIAL TIMES

بتنحية مشاكله .. موسك يمهد لتسويق السيارة الكهربائية الحلم

بتنحية مشاكله .. موسك يمهد لتسويق السيارة الكهربائية الحلم

عاد إيلون موسك إلى المكان الذي يشعر فيه بالراحة وكأنه في منزله: كان ذلك أمام حشد معجب من موظفي وعملاء "تسلا"، فيما يستعرض سيارة جديدة.
قال أحد المعجبين في الحشد، يعمل لدى إحدى الجهات الموردة لـ "تسلا": "إنهم في وضع مشابه لستيف جوبز وشركة أبل - فلن يكون الأمر نفسه من دونه".
موسك الذي كان يرتدي ملابس سوداء اللون، ويبدو أكثر استرخاء من المعتاد عند التحدث إلى جمهور محلي، تحدث في عرض ممتد عن تاريخ شركة صناعة السيارات الكهربائية، قبل أن ينسب إليه الفضل فيما ادعى أنه تأثيرها في بقية صناعة السيارات: إجبار الشركات بما في ذلك جنرال موتورز، وفورد، وفولكسفاجن، على تعليق آمالهم في صناعة سيارات كهربائية.
قال بتباهي: "إنه لأمر مثمر للغاية أن نرى بقية القطاع يحذو حذو تسلا". وتابع: "ذلك أمر رائع".
كان من الممكن أن ننسى للحظة الحقائق غير السارة التي هددت بالتصادم مع فترة سلمية لطاقة موسك المستدامة، في الأسابيع الأولى من عام 2019.
لقد أجبر على الدفاع عن قضيته أمام قاض في نيويورك، حول وجوب إدانته بإهانة القضاء، بعد عدائه لهيئة الأوراق المالية والبورصات باستخدام "تويتر".
في الظرف نفسه، عكس اتجاهه بقرار صادم اتخذ قبل أقل من أسبوعين، لإغلاق معظم متاجر البيع بالتجزئة التابعة لـ"تسلا".
لقد أضاف التغير في الاتجاه إلى الإحساس بوجود استراتيجية تؤديها الشركة بشكل سريع، إذ تسعى جاهدة لإيجاد توازن صحيح بين خفض الأسعار للوصول إلى مزيد من العملاء، وتحقيق الربح.
وبارتجاله في حديثه من على خشبة المسرح في مركز التصميم التابع لـ"تسلا" في لوس أنجلوس، تخلى موسك عن قناعه الظاهر ليتذكر الضغط الشديد الذي تعرض له هو والشركة العام الماضي، أثناء كفاحها لحل مشاكل تصنيع الطراز 3، الذي يعتبر أول محاولة للوصول إلى السوق العامة.
وعلق قائلا: "شعرنا وكأن عام 2018 كان عبارة عن خمس سنوات في عام واحد – لقد كان الوضع قاسيا فعلا".
بيد أنه بعد أسابيع قليلة من دخولنا عام 2019، أصبح من الواضح بالفعل أن هذا العام قدم إلى "تسلا" تحديا لا يقل أهمية: كيفية الوصول إلى الهدف الذي حدده موسك في أيامه السابقة، وهو الوصول إلى السوق العامة، دون تجاوز مواردها المالية.
كانت هناك بالفعل علامات مشؤومة. في كانون الثاني (يناير) الماضي، خفض موسك عدد الموظفين بحيث يمكن أن تستمر "تسلا" في تحقيق الأرباح، إلا أنه قال بعد أسابيع قليلة إنها ستعود إلى خانة الخسائر في الربع الأول.
كما أعلن عن إغلاق متاجر "تسلا" لتوفير المال وترك مجال أكبر لخفض الأسعار.
على أن التراجع عن هذا القرار يعني عكس بعض تخفيضات الأسعار، بعد أيام فحسب من وضعها موضع التنفيذ.
تكافح "وول ستريت" الآن لفهم ما إذا كانت صراعات "تسلا" تعكس تعديلا قصير الأجل، أم ما إذا كانت تواجه مشكلات أكثر تعقيدا.
في بداية هذا العام، انخفض الائتمان الضريبي الفيدرالي الذي يبلغ 7500 دولار، الذي يمكن العملاء في الولايات المتحدة المطالبة بخفضه إلى النصف، مع خفض آخر بنسبة 50 في المائة في منتصف العام.
في الوقت نفسه، بدأت "تسلا" في الشحن إلى أوروبا والصين، ما أدى إلى إطالة أوقات التسليم وتركها في حالة تأخر في المبيعات في الربع الأول.
يقول دان آيفز المحلل في "ويدبش" إن كل هذا هو بمنزلة لا شيء غير "مطب جوي" مؤقت للشركة.
وأضاف أن مجموعة سيارات "تسلا" الكاملة تسمح لها بمهاجمة قطاع واسع من السوق.
ومع ذلك، فإن الصعوبات الواضحة التي تمر بها الشركة مع وصولها إلى سوق أوسع قد شجعت جيشا من منتقدي موسك، إذ قضت على 17 في المائة من سعر سهمها خلال الشهرين الماضيين.
على الرغم من أن قيمتها السوقية البالغة 50 مليار دولار لا تزال تفوق بكثير القيمة السوقية لـ"فورد"، إلا أن السيارات التي يراوح عددها بين 240 و245 التي باعتها العام الماضي، لا تزال جزءا صغيرا من مبيعات شركة فورد السنوية البالغة ستة ملايين سيارة.
على هذه الخلفية، بدا كشف النقاب عن طراز Y وكأنه عودة إلى العمل كالمعتاد بالنسبة إلى موسك.
لقد كان ربانا ماهرا بتوجيه أنظار جمهوره جيدا إلى المستقبل، ما أدى إلى إضعاف سمعته الشخصية كصاحب رؤية - وصرف الانتباه عن مشكلات اليوم.
سيكمل طرازY تشكيلة "تسلا" ويدخلها في أحد أكثر القطاعات شيوعا في السوق.
قال موسك: "إنها تحتوي على خصائص سيارات الدفع الرباعي، إلا أنه يتم التعامل معها مثل أي سيارة رياضية".
بمجرد إزالة الأغطية، بدت السيارة الجديدة بمنزلة تذكير لامع ببعض التحديات التي تواجهها "تسلا" في أعمالها الأساسية.
كانت نية موسك الأساسية هي تصميم السيارة من الصفر، باستخدام قاعدة تصنيع جديدة تماما وتصميم جديد، أيضا.
بدلا من ذلك، تشترك السيارة بثلاثة أرباع مكوناتها مع الطراز 3، وذلك لتقليل فرص تشغيلها في "جحيم الإنتاج" الذي يقيد تصعيد الطراز 3.
قال فيليب هوشوا محلل صناعة السيارات في "جيفريز": "هناك تشابه عائلي قوي، لذا فإن عامل الإبهار ليس هو نفسه".
علاوة على ذلك، تقول "تسلا" إن طراز Y لن يصل إلى السوق حتى خريف عام 2020 - وحتى في ذلك الحين، لن تتوافر إلا الإصدارات الأكثر تكلفة من السيارة، بسعر يراوح بين 47 ألفا و 60 ألف دولار، وهي مركبة قادرة على التسريع من صفر إلى 60 ميلا في الساعة.
لن يتوافر النموذج المعياري - القادر على قطع مسافة 230 ميلا دفعة واحدة، أي 60 ميلا في الساعة خلال 5.9 ثانية، بسعر 39 ألف دولار - إلا بعد عامين من الآن.
بالحكم من سجل موسك، حتى هذا الجدول الزمني ربما لا يجب تصديقه. مرت ثلاث سنوات منذ أن كشف النقاب عن نموذج 3 لسيارة "تسلا"، مع وعد ببيع نسخة منه بمبلغ 35 ألف دولار، ما أدى إلى طوابير خارج صالات عرض "تسلا"، إذ طالب العملاء المحتملين بدفع عرابين قابلة للاسترداد، لقيدهم في قائمة الانتظار.
في الشهر الماضي، قالت "تسلا" إنها تستعد أخيرا لبيع السيارة الموعودة منذ فترة طويلة.
بعد خيبة الأمل هذه، كان بعض المحللين على استعداد لمنح موسك ميزة الشك حول إعلانه الأخير.
قال إيفز إن طرازY سيأتي متأخرا عما كان يأمل كثيرون، إلا أن رئيس "تسلا" يقدم الآن، على الأقل، جدولا زمنيا أكثر واقعية من وعوده بشأن طرح سيارات سابقة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES