الطاقة- النفط

أول رد فعل على اجتماع باكو .. أسعار النفط قرب أعلى مستوى في 2019

أول رد فعل على اجتماع باكو .. أسعار النفط قرب أعلى مستوى في 2019

نتيجة لتعهدات المنتجين خلال الاجتماع الوزاري لمراقبة الإنتاج في العاصمة الأذرية باكو بالحفاظ على مستويات خفض الإنتاج وتحقيق أقصى مستوى من المطابقة، اقتربت أسعار النفط الخام من أعلى مستوياتها خلال العام الجاري مدعومة بالعقوبات الأمريكية المفروضة على إيران وفنزويلا.
وقال لـ"الاقتصادية"، محللون نفطيون، إن اجتماع اللجنة الوزارية لمراقبة الإنتاج في باكو أثبت نجاحا وتمسكا قويا من المنتجين بالعمل على دعم التعاون المشترك، لافتين إلى أن اللجنة في حد ذاتها تعد أداة جيدة لمتابعة تطورات السوق خاصة في ظل رئاسة كل من السعودية وروسيا لها وما يربطهما من علاقات شراكة وتعاون واسعة. وأوضح المختصون أن اجتماع باكو كشف عن إصرار واسع من الدول المشاركة في إعلان التعاون على تنفيذه بالكامل وفي الوقت المناسب والوفاء بكافة المتطلبات التي فرضتها قرارات المنتجين في كانون الأول (ديسمبر) 2018.
وأشار المختصون إلى أن اللجنة الوزارية رجحت تغير ظروف السوق خلال الشهرين المقبلين ومن ثم جاء قرارها الذكي بإلغاء اجتماع نيسان (أبريل) المقبل وتأجيل البت في سياسات الإنتاج في النصف الثاني من العام إلى حزيران (يونيو) المقبل حتى تتضح ظروف السوق خاصة ما يتعلق بتأثير العقوبات في فنزويلا وإيران.
وقال روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، إن أداء المنتجين في "أوبك" وخارجها يكتسب الثقة يوما بعد يوما، كما أن هناك جهودا ملموسة فيما يتعلق بعلاج وفرة المعروض وفائض المخزونات وهو ما دفع الأسعار إلى التعافي التدريجي حتى سجلت أعلى مستوى لها في عام 2019، متوقعا تحقيق مزيد من المكاسب القياسية الجديدة في ضوء توصيات اجتماع باكو الذي أكد على ضرورة تحسين مستوى المطابقة والاستمرار في خفض المعروض النفطي.
وأضاف أنه من الإيجابي للغاية تأكيد اجتماع باكو على حالة عدم اليقين في الأسواق وعدم التخوف منها بل الثقة بأن جهود المنتجين قادرة على التعامل مع تلك الحالة، مشيرا إلى أن الاجتماع شدد على شيء إيجابي آخر وهو أن أزمات السوق لا يمكن علاجها بطرف واحد دون الآخرين، بل جدد التأكيد على المسؤولية المشتركة لجميع المنتجين وأطراف الصناعة في نجاح خطة استعادة التوازن وتحقيق النمو المستدام.
من جانبه، أكد دان بوسكا كبير محللي بنك يوني كريديت البريطاني، أن إلغاء اجتماع نيسان (أبريل) في فيينا من المؤكد جاء في إطار الرغبة في مزيد من الدراسة والمتابعة للسوق والتمهل في تحديد الخطوة المقبلة للمنتجين خاصة أن هناك كثيرا من الأمور العالقة مثل الحجم الحقيقي لخسائر الإنتاجين الفنزويلي والإيراني والقرار الأمريكي بشأن الاستمرار في منح تنازلات لمشتري النفط الأمريكي الذي سيتم البت فيه في أيار (مايو) المقبل.
وأشار إلى أن إلغاء الاجتماع خطوة إيجابية داعمة للسوق وكان له مردود جيد وفوري على الأسعار ويأتي متسقا مع سياسات "أوبك" السابقة التي تركز على التدخل في السوق في التوقيت المناسب بما يلبي احتياجات المنتجين والمستهلكين على السواء ويعزز وضع الصناعة وتنافسيتها.
من ناحيته، قال ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة، إن أزمة فنزويلا ألقت من دون شك بظلال قوية على اجتماع باكو خاصة مع الانهيار الحاد في مستويات الإنتاج في الشهرين الأخيرين إلى أقل من 500 ألف برميل يوميا وهو ما تطلب من فنزويلا التركيز على أسواق محددة في الصادرات وهي روسيا والصين.
ولفت إلى أن الهند ظلت لسنوات المشتري الرئيس للنفط الفنزويلي ولكن يبدو أن خريطة الصادرات تتغير بسبب التدخلات والضغوط الأمريكية حيث توقفت الصادرات إلى الهند بحسب ما أعلن في ختام اجتماع باكو.
وأكد أهمية تعضيد جهود "أوبك" في محاولة عزل السوق عن تأثير العوامل الجيوسياسية على الرغم من صعوبة هذه المهمة إلا أنها تدعم كثيرا استقرار السوق لأن الصراع السياسي في فنزويلا امتد بشكل واسع التأثير إلى السوق النفطية خاصة مع تحول فنزويلا إلى السوقين الصينية والروسية بسبب الدعم السياسي تجاه العقوبات الأمريكية.
بدوره، قال مفيد ماندرا نائب رئيس شركة "إل إم ف" النمساوية للطاقة، إن انضمام أربع دول جديدة إلى عضوية لجنة مراقبة الإنتاج وهي العراق وكازاخستان ونيجيريا والإمارات هو بالتأكيد إضافة إلى فاعلية وقدرات ومصداقية وشفافية عمل اللجنة، لافتا إلى أن توسيع عضوية اللجنة سيعطي لها مزيدا من التأثير وستصبح مرجعية قوية لكل المهتمين بالصناعة.
وأوضح أن الاجتماع المقبل للجنة مراقبة الإنتاج سيكون في أيار (مايو) المقبل في مدينة جدة السعودية وهو اجتماع من المتوقع أن يتمتع بزخم وتأثير كبير خاصة أنه سيأتي في توقيت دقيق مع مراجعة الإدارة الأمريكية لقرارها بشأن التنازلات لمشتري النفط الإيراني كما أن كثيرا من المتغيرات سوف تتبلور في الشهرين المقبلين ما يجعل الاجتماع أفضل تمهيد لاجتماع وزاري موسع في مقر "أوبك" في حزيران (يونيو) المقبل.
وفيما يخص الأسعار، اقتربت أسعار النفط من أعلى مستوياتها في 2019 اليوم، مدعومة بتخفيضات الإمدادات التي تقودها "أوبك".
وتدعم العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران وفنزويلا الأسعار، لكن المتعاملين يقولون إن ارتفاع الإنتاج الأمريكي ربما يكبح السوق.
وبحسب "رويترز"، فإنه بحلول الساعة 07:46 بتوقيت جرينتش، بلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 59.14 دولار للبرميل، مرتفعة خمسة سنتات مقارنة بسعر التسوية السابق وبالقرب من أعلى مستوى خلال العام الجاري 59.23 دولار الذي بلغته في الجلسة السابقة.
وصعدت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 20 سنتا إلى 67.74 دولار للبرميل، أيضا بالقرب من ذروة هذا العام البالغة 68.14 التي سجلتها في أواخر الأسبوع الماضي.
وفي الصين، صعدت العقود الآجلة لخام شنغهاي، التي دشنت العام الماضي، 4.5 في المائة مقارنة بالإغلاق السابق إلى 468.2 يوان (69.71 دولار) للبرميل، مقتربة هي الأخرى من أعلى مستوى في 2019 البالغ 475.7 يوان للبرميل الذي بلغته في شباط (فبراير) الماضي.
وبهذا يصبح خام شنغهاي متداولا بعلاوة فوق برنت عند حساب السعر بالدولار.
وألغت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" اليوم الأول اجتماعها المزمع في نيسان (أبريل) المقبل، ما يمدد فعليا تخفيضات الإمدادات السارية منذ كانون الثاني (يناير) الماضي حتى حزيران (يونيو) المقبل على الأقل، حيث من المقرر انعقاد الاجتماع المقبل.
وبدأت "أوبك" ومجموعة من المنتجين خارجها بما في ذلك روسيا، في التحالف المعروف باسم "أوبك+"، في كبح الإمدادات لوقف انخفاض حاد في الأسعار في النصف الثاني من 2018، حين تعرضت الأسواق لضغوط بسبب ارتفاع الإنتاج وكذلك جراء تباطؤ اقتصادي.
ويقول المتعاملون إن الأسعار تلقت مزيدا من الدعم بفعل العقوبات الأمريكية على صادرات النفط من إيران وفنزويلا.
وتراجعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 66.87 دولار للبرميل أمس، مقابل 66.91 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني انخفاض له على التوالي، كما أن السلة كسبت أقل من دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 66.01 دولار للبرميل.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط