Author

صناعة الطيران ضرورة اقتصادية

|


ضمن الإطار العام للتحولات الرئيسة التي تضمنتها "رؤية المملكة 2030"، انطلق المعرض السعودي الدولي للطيران على مساحة أكثر من 100 ألف متر مربع في مقر نادي الطيران السعودي في مطار الثمامة في الرياض وهو الأول من نوعه من حيث التمثيل الواسع للطيران التجاري والدفاع والفضاء والبنية التحتية للمطارات، وتشارك فيه 750 جهة وأكثر من 260 عارضا و1500 من ممثلي التجارة الدولية وأكثر من 80 ناقلا جويا. ومن المناسب أن نشير هنا إلى المنافسة العالمية الكبيرة والاستقطاب الشديد لصناعة الطيران في منطقة الشرق الأوسط خصوصا، والسبب يعود إلى تنامي الدور الإقليمي لهذه المنطقة في العالم كما أن قطاع الطيران أصبح من أهم المحركات الرئيسة للتنمية الاقتصادية. والسوق السعودية تعد واحدة من كبريات الأسواق نموا في العالم بنسبة تتجاوز 10 في المائة سنويا، كما أشارت التقارير، وتتوقع الهيئة العامة للطيران المدني ازدياد حركة الملاحة الجوية بازدياد عدد المسافرين لتصل إلى 100 مليون بحلول عام 2020.
فصناعة الطيران المزدهرة ضرورية اليوم لدعم برامج "رؤية المملكة 2030"، كافة؛ ذلك أن صناعة الطيران يرتبط بها عدد من القطاعات بدءا من شركات البناء والتشييد التي تبني منشآت المطارات وتجهز مرافقها، وكذلك قطاع الخدمات اللوجستية من موردي وقود الطائرات ومستلزماتها، وحتى الشركات المصنعة لقطع الغيار والخدمات بمختلف أنواعها مرتبطة بها وحتى يصل تأثير هذه الصناعة للسلع الاستهلاكية التي تباع في منافذ البيع بالتجزئة في المطار ناهيك عن تأثير نموها في قطاعات السياحة والسفر بمجملها مع جميع الفرص الوظيفية المرتبطة، لقد أثبتت النجاحات التنموية التي تحققت لدول عدة أنها ترتبط تماما بتطور صناعة الطيران والمطارات في المجمل.
فالمعرض السعودي للطيران بهذا الحجم الضخم وهذا التوقيت الدقيق وفي ظل هذه الظروف الاقتصادية والتحولات العميقة في الاقتصاد السعودي سيشهد توقيع صفقات تجارية كبرى بين عديد من الشركات والمشغلين في قطاعات مختلفة سواء كانوا مشغلي خدمات الطيران والخدمات اللوجستية أو عقود التصنيع، كما أن توجه المملكة نحو التصنيع العسكري سيجعل للطيران العسكري وخدماته فرصا أكبر في تلك العقود وفي هذا الإطار بالذات شهد أمير منطقة الرياض ومؤسس ورئيس مجلس إدارة نادي الطيران السعودي توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم أبرزها اتفاقية مع شركة لوكهيد مارتن لتطوير القدرات الوطنية السعودية في تصنيع الطائرات المروحية، لإنتاج ما يصل إلى 150 طائرة "بلاك هوك" مروحية في المملكة، وكذلك توفير 57 طائرة هليكوبتر من طراز UH-60M بلاك هوك التي تعد أحدث طرازات "بلاك هوك".
ولأن المملكة قد دخلت قبل عدة أسابيع قطاع صناعة الأقمار الصناعية رسميا، مع إطلاق أول قمر صناعي بأيد سعودية، فإن هذا القطاع يجد مكانه البارز في المعرض، والمملكة تتطلع إلى أن يكون لها موضع قدم في هذه الصناعة المتقدمة، وذات التأثير الكبير في اقتصادات المستقبل خاصة في الاتصالات مع تطور أعمال الجيل الخامس الذي يرتبط به كثير من أشكال الحركة الاقتصادية المستقبلية، فالمعرض في مجمله رؤية شاملة للاقتصاد السعودي في المستقبل، اقتصاد متقدم مرتكز على أن يكون له تأثير واسع في التوجهات الاستراتيجية للحركة الاقتصادية والأسواق خاصة تلك المتربطة بالصناعات المتقدمة.
وتجدر الإشارة هنا إلى أهمية صناعة المعارض والمؤتمرات التي بدأت تزدهر في المملكة بشكل خاص، حيث أصبحت المملكة اليوم مرتكزا للقاءات العالمية والمؤتمرات والمعارض الدولية، وهنا يبرز محور الموقع الجغرافي، حيث من السهل جدا على الشركات من أطراف العالم أن تلتقي في المملكة التي تقع في قلب العالم تماما، ومن السهل على الجميع نقل كل منتجاتهم ولو كانت سفنا أو طائرات أو حتى أقمارا صناعية أو قطعا عسكرية إلى المملكة من أجل عرضها على العالم، لتصبح المملكة سوقا عالمية رائجة، وفي اقتصاد هذا حاله سيجد الجميع فرصا للفوز.

إنشرها