Author

احذر المحتالين

|


يعاني كثير ممن يسافرون للخارج بسبب عدم قدرتهم على التعرف على حالات معينة من الاحتيال التي تواجههم في السفر. ذلك أن كثيرا من العادات والتقاليد والأعراف التي تسيطر في دول أخرى تجعل حال القادم من الخارج في وضع من الاستنفار بشكل مستمر ليكون على حيطة بما حوله وما يمكن أن يضره من السلوكيات المخالفة للأنظمة.
نعمد في حالات كثيرة إلى تطبيق مثل معروف عندنا وهو: "يا غريب كن أديب"، هذا المفهوم وتبنيه يسمحان للواحد بأن يوجد سمعة حسنة عن بلاده، لكنه حين يحتك بأصحابه في الخارج يبدأ في تغيير نهجه والتراجع عن كثير من الانضباط السلوكي المؤثر بسبب الغربة. تزداد هذه الحالة حدة عند بعض الأشخاص عندما يكونون في دول معينة يتعامل سكانها مع الغريب باهتمام واحترام. البدء بفقدان تلك القدسية التي تكونت في بدايات القدوم تجعلنا في النهاية نعاني مشكلات جديدة لم تكن في الحسبان.
حساسية القوانين في كثير من الدول، وعدم الانتباه لذلك عند القادمين من ثقافات الشرق الأوسط، تدفع إلى صعوبات كثيرة. من ذلك تلك الحالات التي شاهدناها ممن بدأوا يمارسون عاداتهم اليومية وسلوكياتهم التي يمارسونها خارج مدنهم في حدائق وسط المدن، ما يسيء إلى الجميع ويجب أن ننبه إليه في منابر الإعلام وغيرها من وسائل التوعية المجتمعية.
يمكن أن يكون هناك كثير مما نمارسه بعيدا عن تجمعات الناس في الحدائق والمتنزهات، لكنه لا يليق في مواقع أخرى. ذكرني بذلك ما حدث مع مواطن سعودي تعرض للابتزاز من قبل شخص ادعى أنه من شرطة المتنزهات ليعاقبه بدفع مبلغ ألفي دولار بسبب "تخريب المتنزه"، حيث كان "أخونا" يطبخ غداءه بسبب مشاهدة أصحابه يفعلون ذلك العام الماضي. في حالة كهذه تظهر أهمية التعامل المنطقي مع القوانين بعد معرفة ما يسمح به وما يمنع من سلوكيات. ثم إننا ملزمون بتقبل هذه القوانين بالقبول والترحيب والتفاعل ما دمنا قدمنا لهذه الدول وقبلنا بقوانينها حاكمة لسلوكنا وسلوك الآخرين.
كون الشخص في بلد آخر يستدعي أن يوجد هذا التقبل ليكون التعرف على ثقافات جديدة والقبول بها أمرا معتادا، لأنه في النهاية يحمي سمعة الجميع، ولعل معرفتنا سمعة مواطني دول معينة في العالم تساعد على إيضاح هذه الفكرة.

إنشرها