Author

قوا أنفسكم

|

يمكن أن يتحدث الواحد في موضوع العلاقة بين الحوادث المرورية بشكل مستمر دون أن يكل أو يمل. إن ما نشاهده اليوم من الحوادث التي يسببها الانشغال بغير الطريق أصبحت تتمثل بالدرجة الأولى في استخدام الجوال أثناء القيادة. هذه الآفة التي تسببت وتتسبب في خسائر بشرية واقتصادية في كل دول العالم تمارس عندنا بشكل خطير.
كون الهواتف ذكية جعل هذه المأساوية تزداد، وسمح بمزيد من المصائب والنكبات التي تصورها أجهزة من انشغلوا بالتطبيقات الخطيرة التي تشغل الواحد عن الطريق كمهمة أساسية، وترفع درجة الخطر على كل من حوله. المشكلة أن أعداد التطبيقات تتضاعف، وخطرها على القيادة يتضخم مع الوقت. التأثير الواضح هنا مربوط بحجم استخدام السيارات وهي عندنا متضاعفة عنها في أي دولة من العالم. لهذا نحن بحاجة إلى حلول جذرية تمنع المصائب من دخول منازلنا وتنغيص حياتنا بإصابة وفقد من نحب.
وجود الكاميرات التي ترصد الانشغال بالهواتف الذكية مهم جدا وهذه الكاميرات ليست منتشرة بالدرجة التي تحقق الحماية الكافية. كثرة الطرق وانتشارها وتزايد عدد السيارات والمستخدمين تؤكد أهمية ربط كل مشاريع الإنشاء والتشغيل للشوارع الجديدة والقائمة بهذه التقنية بل البحث عن تطوير الفرص المتاحة لتحديث العملية والرصد السريع والشامل لكل المخالفات بما يضمن حماية كل المستخدمين.  ثم إنني أطالب كل من يعملون في المجال أن يبحثوا في الوسائل الممكنة لفصل الهاتف الجوال عندما تكون السيارة في حالة التشغيل، وعليه فيمكن أن تصل المكالمات على شكل رسائل مكالمات فائتة، ويحتاج الشخص إلى التوقف للتحدث عبر الهاتف أو استخدام أي من التطبيقات التي يرغب في استخدامها لرصد ما يريد أو يحدث ما يشاء من العلاقات والتواصل المجتمعي الذي يرغب في تحقيقه. أمر يمكن أن تفرضه الدولة على شركات السيارات التي ترغب في البيع داخل المملكة وهو جزء من فرض الرقابة التي تحمي كل المواطنين وتقيهم مصائب لا حصر لها يمكن أن تضر بالمستخدمين.
مع هذا كله تبقى التوعية المستمرة أساسية، رغم الاعتقاد السائد بمحدودية تأثيرها في المتلقي وهنا يجب أن نكتشف مزيدا من وسائل التنبيه والتنويه والتعليم التي تأتي من خارج الصندوق وتحقق الهدف الأهم وهو الحماية المجتمعية المطلوبة.

إنشرها