FINANCIAL TIMES

«إيربنب» ترهن مشاركة المنازل لخدمة كبار الملاك

«إيربنب» ترهن مشاركة المنازل لخدمة كبار الملاك

قال وانج "إن مركز التسوق العملاق على الإنترنت التابع لمجموعة "علي بابا" يباشر أكثر من مجرد الجمع بين البائعين والزبائن، وهذا هو المكان الذي ترغب شركة تشياوزو، التي يبلغ عمرها سبعة أعوام، في الذهاب إليه: "إذا فكرت في "تاوباو"، فإن أرباحه لا تأتي من العمولات، بل من تقديم الخدمات لتجار التجزئة على الإنترنت – سنخدم الملاك، وفي المستقبل ستأتي إيراداتنا من خدمات القيمة المضافة المذكورة".
على الورق، هذا اقتراح مثير. قد يكون هناك ما يصل إلى 65 مليون منزل فارغ في مختلف أنحاء الصين، نتيجة الهوس الثقافي بالمباني المادية والنظام المالي غير المتطور. قدر وانج أن 85 في المائة من كبار الملاك الذين يستخدمون موقعه يقومون بإدراج ممتلكاتهم الإضافية، وكثير منهم لا يعيش قريبا منها بما فيه الكفاية لرعايتها.
مع قليل من خيارات الديكور ذات الذوق الحسن وبعض التسويق الذكي على الإنترنت، فإن هذه الأصول غير المنتجة يمكن أن تتحول إلى منازل يمكن تأجيرها لفترات قصيرة.
إذا أضفنا هذا إلى جيش الصين المزدهر من السياح من الداخل والخارج، عندها يبدو أن الحجة صالحة لقطاع مشاركة المنازل.
الشركة موجودة منذ عام 2012، لكن لم تنطلق أعمالها إلا في السنوات الأخيرة، مع تأكيد مفهومها بين المسافرين الصينيين بسبب النجاح العالمي لشركة إيربنب.
وقال وانج "إن إيرادات شركة تشياوزو ارتفعت بنسبة 350 في المائة العام الماضي، وهدف الشركة هو تحقيق التعادل بحلول العام المقبل".
تشير معدلات النمو إلى أن المضيفين الصينيين يصبحون أكثر راحة في فتح منازلهم للغرباء، والمسافرون أكثر سعادة بشأن التخلي عن إقامة الفنادق التقليدية، مقابل هذه المنازل.
قال وانج "العطلات العائلية هي الآن أقوى محرك لأعمال السفر، على الرغم من التباطؤ الاقتصادي، يتم تسعير الإقامة غير القياسية بشكل أفضل وتوفر خيارات أكثر للعائلات".
ارتفعت الإيرادات في هذه السوق الصغيرة بنسبة 50 في المائة سنويا على مدى الأعوام الثلاثة الماضية، مقارنة بزيادة بنسبة 5 في المائة في قطاع الفنادق التقليدي، وذلك وفقا لمركز الدولة للمعلومات، وهو مؤسسة فكرية حكومية.
علاوة على ذلك، قالت يو فينجتشيا، الباحثة في المركز "إن أكثر من 80 في المائة من المسافرين الذين يستخدمون مواقع مشاركة المنازل، قد ولدوا في التسعينيات، هذا عصر ذهبي لمشاركة المنازل".
مع ذلك، فإن المنافسة شديدة وربحية شركة تشياوزو ليست أمرا مسلما به. منازلها البالغة نصف مليون منزل المدرجة في كافة أنحاء 710 مدن صينية ودولية، تبدو ضئيلة أمام منافستها، شركة توجيا التي تضم 1.4 مليون منزل، بما في ذلك 400 ألف منزل في الخارج.
على الرغم من أن كلتا المنصتين تعمل على الصعيد العالمي في ظل "إيربنب" التي يبلغ عدد المساكن المسجلة لديها خمسة ملايين، إلا أن الشركة الرائدة في السوق الأمريكية متخلفة نسبيا في الصين، إذ ليس لديها سوى 150 ألف منزل فحسب.
شركة توجيا، التي تتخذ نهجا عمليا أكثر، حيث تعمل بشكل وثيق مع المطورين وتحافظ على محفظة استثمارية من منازل العطلات التي تتم إدارتها مباشرة، أصبحت كبيرة من خلال عمليات الاستحواذ.
في عام 2016، اشترت موقع مايي. كوم Mayi.com – حيث بدأ وانج والشريك تشين شي – فضلا عن أصول مشاركة المنازل لوكالتي السفر على الإنترنت، سي تريب وكونار Ctrip وQunar.
حصلت شركة تشياوزو على دعم هائل من جاك ما، مؤسس مجموعة "علي بابا". شركة يونفينج كابيتال التابعة لما قادت جولات تمويل في عامي 2017 و2018، الأولى منها منحت الشركة قيمة تبلغ نحو مليار دولار.
يصر وانج على أن شركة تشياوزو ستبقى مستقلة، لكنه يطور شراكات مع عدة منصات في مجموعة "علي بابا" لزيادة حركة المرور، بما في ذلك موقع السفر على الإنترنت فليجي Fliggy.
يمكن الوصول إلى إدراجات "تشياوزو" على موقع السلع المستعملة شيانيو Xianyu وتعمل الشركة على نظام الدفع الائتماني مع شركة آنت فاينانشيال.
يقول وانج "إن الشركة لديها نقدية كافية ولا تتطلع لأن تصبح شركة عامة الآن". يبدو أن أهداف الربحية تعتمد على حملة "تشياوزو" في مجال خدمات القيمة المضافة.
أنشأت الشركة شبكة خارج الإنترنت مؤلفة من خمسة آلاف مدبرة منزل وألف مصور بدوام جزئي، كما أطلقت العام الماضي منصة مخصصة لتقديم خدمات إدارة المنازل المضيفة للمالكين.
وقال "في المستقبل، لن تكون "تشياوزو" وكالة سفر على الإنترنت، بل مزود خدمات".
فريق "تشياوزو" خارج الإنترنت يوفر خدمات شاملة للملاك، بما في ذلك إعداد المنازل للإدراج على الإنترنت، أو تدبير المنازل أو توفير تكنولوجيا تعمل بالذكاء الاصطناعي مثل أقفال التعرف على الوجه – تكنولوجيا حصلت عليها من خلال ارتباطها بمجموعة "علي بابا" – أو أدوات لمساعدة المضيفين على تسعير منازلهم.
قال وانج "عندما تتحسن خدماتنا، مثل تقديم مجموعة متنوعة من خيارات الإقامة، وميزات السلامة مثل أقفال التعرف على الوجه، وخدمة مريحة للملاك، يمكننا التحدث عن الأرباح".
جيانج شينيوان، الباحثة في شركة أناليسيس Analysys، حذرت من أن أصحاب المنازل قد يكونون مترددين في دفع علاوة شركة تشياوزو مقابل الخدمات الإضافية، ما يحد من حجم هذه السوق.
في الوقت نفسه، فإن علاقة شركة توجيا الحصرية بمنصة السفر المهيمنة سي تريب Ctrip، تقدم سوقا كبيرة للمسافرين الذين قد يرغبون في تجربة إقامة مختلفة.
قالت جيانج "العامل الرئيس وراء قطاع مشاركة المنازل هو حركة المرور".
هناك خطر وجودي أكبر هو الخطر التنظيمي. سيطلب من كل من الضيوف والمضيفين التسجيل لدى السلطات المحلية في الصين، والامتثال للقواعد التي تطبق على الفنادق التقليدية منذ عقود.
مشاركة المنازل في اليابان – وهي سوق مهمة لشركة تشياوزو – تراجعت العام الماضي بسبب المتطلبات الجديدة التي تتطلب من المضيفين تسجيل منازلهم، علاوة على تحديد عدد الأيام في العام التي يتم فيها تأجير المنزل.
على الرغم من أن الحكومة الصينية حريصة على دعم الصناعات الناشئة التي تعتمد على التكنولوجيا، إلا أنها أيضا تثبت أنها متأخرة عن غيرها من حيث تقبلها مطالب المستهلكين المتزايدة لتوفير حماية أفضل للحقوق، بما في ذلك المعلومات الشخصية وأيضا السلامة الشخصية.
سجلت شركة تشياوزو، إلى جانب شركات أخرى رائدة في السوق، في معايير الخدمة التي وضعها مركز الدولة للمعلومات العام الماضي.
قد تكون التنظيمات الأكثر صرامة، إلا أن وانج يأمل أن تتم موازنة هذه القواعد الجديدة مع الالتزام الرسمي برعاية قطاع التكنولوجيا.
وقال "في محادثاتي مع المسؤولين الحكوميين توصلت إلى أنهم يدعمون اقتصاد المشاركة، بالطبع، سيصدرون مزيدا من التنظيمات، لكنني أعتقد أن الموقف الأساسي هو الدعم".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES