FINANCIAL TIMES

الأسواق تسأل عن حصيلة نقدية «تسلا» في المصارف

الأسواق تسأل عن حصيلة نقدية «تسلا» في المصارف

أعلنت شركة تسلا أن نسخة سيارتها موديل 3 المطروحة في السوق بقيمة 35 ألف دولار، أصبحت متاحة الآن. تكلفة حجز سيارة منها في الولايات المتحدة، تبلغ 2500 دولار على شكل إيداع غير قابل للاسترداد.
منذ عام 2016، عندما بدأت الطلبات على السيارة تتدفق، بدأت هذه الإيداعات، التي كانت أصغر فيما مضى، وقابلة للاسترداد، تشكل جزءا كبيرا من قاعدة رأسمال شركة تسلا.
في نهاية عام 2018 كان لديها 793 مليون دولار من نقود الزبائن في ميزانيتها العمومية، وهو مبلغ يمثل 22 في المائة من النقدية، فيما تبلغ النقدية لديها نحو 3.7 مليار دولار.
الأمر الذي جعل زاوية ألفافيل تتساءل، لماذا التركيز على "تسلا" لسداد دفعتها على السندات القابلة للتحويل بقيمة 920 مليون دولار (أبلغت الشركة عنها)، إذا كانت لديها كومة نقود بنحو أربعة مليارات دولار قبل شهرين فحسب؟ دعونا نلقي نظرة أقرب لمعرفة ما إذا كان هذا الرصيد النقدي فعلا كما يبدو تماما.
الميزانية العمومية، بالتأكيد كما تعرفون جميعا، تمثل لحظة دقيقة في الزمن: مثل نهاية العام، أو نهاية الربع. بالتالي فإنها تخفق في إعطاء صورة عن الحركة المعقدة للأصول والمطلوبات خلال فترة معينة.
في الواقع، في عدة مراحل خلال ثلاثة أشهر مثلا، قد يكون الرصيد النقدي للشركة أقل من الرصيد الذي يتم الإبلاغ عنه، بسبب تباطؤ الدفعات من الزبائن، أو أعلى من الرصيد بسبب الشروط المتراخية في التعامل مع الموردين.
إحدى الطرق التي يحاول فيها المحللون تحسين هذه المسألة هي تحديد متوسط الرصيد النقدي لأحدث ميزانية عمومية تم الإبلاغ عنها، وتلك التي قبلها مباشرة.
بالنسبة إلى شركة تسلا، هذا يخفض متوسط رصيدها النقدي خلال الربع الرابع ليصل إلى أكثر من 3.3 مليار دولار بقليل. مع ذلك، هناك طريقة أخرى أكثر حذقا ومهارة لمعرفة الرصيد النقدي الحقيقي، هي النظر إلى الدخل من الفوائد.
يمكن توقع لحظة من الزمن وتزيينها، إلا أن الدخل على تلك النقود يأتي على مدار ربع بالكامل، لذلك يفترض أنه يعطي دلالة أفضل على النقدية المتوافرة: "إذا" كان يمكن إجراء عملية هندسة عكسية عليه، كما ستكتشفون بعد قليل، هي "إذا" كبيرة.
دعونا نتحقق ما إذا كان الدخل من الفوائد في شركة تسلا، سيخبرنا أي شيء عن حالة الرصيد النقدي فيها على أساس ربع سنوي.
"نعتذر إذا كان هذا العرض يتخذ طابعا من الرياضيات المعقدة نوعا ما، لكننا نشعر أنه من الإنصاف أن نشرح لكم آليات هذا الموضوع".
أولا، دعونا نأخذ الدخل من الفوائد في شركة تسلا خلال الأرباع الـ 12 الماضية، بدءا من الأشهر الثلاثة الأولى عام 2016، وتقسيمها على متوسط الرصيد النقدي للحصول على "عائد نقدي".
لتحديد الرقم السنوي، نقوم بعد ذلك بضرب هذا العائد في أربعة.
ليس من المستغرب أن يبدو أن الدخل ارتفع مع زيادات أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، التي بدأت تتسارع في عام 2017.
الآن، الجزء الصعب، هو مقارنة هذا العائد النقدي بنسبة أسعار الفائدة المتاحة لشركة تسلا خلال الفترة نفسها.
شركة تسلا، مثل معظم الشركات الكبيرة، تحتفظ بنقودها "في صناديق سوق المال أو كودائع في مؤسسات مالية ذات جودة ائتمانية عالية في الولايات المتحدة"، وذلك وفقا لأحدث تقاريرها السنوية 10-K.
باستخدام متوسط المخصصات النقدية في الربع الأخير، قامت بشكل متساو بتقسيم مبلغ الـ 3.3 مليار دولار بين الجهتين.
لمعرفة أسعار الفائدة المعروضة في صناديق سوق المال الأمريكية، لجأنا إلى بيتر كرين من شركة كرين داتا، الذي يعرف عن الموضوع أكثر من معظم الناس.
لقد تلطف وأرسل لنا جدول بيانات يذكر تفاصيل متوسط عوائد الأشهر الثلاثة لأكبر 100 صندوق من صناديق سوق المال الخاضعة للضرائب في الولايات المتحدة.
انتهينا من مسألة، بقيت واحدة أخرى.
من الصعب العثور على وكيل لأسعار الفائدة المدفوعة على ودائع الشركات. عوامل مثل تاريخ الاستحقاق وشركة العميل، فضلا عن مكان النقود، تعني أنه غالبا ما يكون هناك هامش واسع بين العوائد المقدمة.
اتصلنا بمصارف أمريكية كبيرة، فضلا عن البحث على الإنترنت، وأحد أكبر المصارف أخبرنا أن سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية – أسعار فائدة إقراض المصارف لليلة واحدة – هي وكيل لائق لحسابات الشركات بالدولار.
لذلك دعونا نسحب البيانات من الموقع الإلكتروني لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، ونحدد متوسطها لكل من الأرباع الـ12.
مع ذلك، نلاحظ أن كلا من مصرفي باركليز، وإتش إس بي سي يقدمان أسعار فائدة على الودائع بالدولار، أقل بكثير من أسعار الفائدة الفعلية الحالية لمعدل الأموال الفدرالية التي هي بنسبة 2.4 في المائة.
كذلك، لن يتم الاحتفاظ بكل نقود شركة تسلا في الولايات المتحدة، بالنظر إلى أنها تبيع السيارات في أوروبا وآسيا.
لذلك، حتى نتوخى الحذر، دعونا نختار الحصول على خصم بنسبة 33 في المائة لمتوسطنا في أسعار الفائدة على الأموال الفيدرالية، لتكون أسعار فائدة الودائع في حساباتنا.
في النهاية، يجب أن نعرف التخصيص بين النقود وصناديق أسواق المال، في المتوسط، خلال الأرباع الـ12 الماضية. قضاء 30 دقيقة أو أكثر على بيانات شركة تسلا التي قدمتها إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات يعطينا كل الأوزان النسبية، التي نستطيع بعد ذلك تطبيقها على حساباتنا فيما يتعلق بالعائد.
انتهت الحسابات. لدينا الآن عائد ضمني لنقود شركة تسلا. دعونا نرى كيف يقارن ذلك بالنسبة إلى عوائدها المعلنة. لاحظوا أننا أزلنا الطابع السنوي عن الأرقام لأنها تساعد في الجزء التالي من حساباتنا: هناك اختلاف كبير. لإعادة هذا الأمر إلى مسألة النقدية، دعونا نجري هندسة عكسية لأسعار الفائدة هذه من خلال تقسيم إيرادات الفائدة المعلنة في شركة تسلا، على أساس ربع سنوي، على العائد الضمني الذي توصلنا إليه. ما سيعطينا رصيدا نقديا ضمنيا لـ"تسلا".
الإعلان المهم الآن رجاء: لن تتظاهر ألفافيل أن هذا ضربة معلم، خاصة بالنظر إلى كل الافتراضات التي تؤكد مدخلاتنا. الفجوة المتسعة قد تقوم إلى حد ما بتفسير بعض العناوين الرئيسة الأخيرة، وأحد الإفصاحات المالية الأخيرة غير الملاحظة إلى حد كبير.
من الصيف الماضي، قد تذكرون موضوعين نشرا في جريدة وول ستريت جورنال. الأول ذكر أن شركة تسلا كانت تطلب من الموردين الذين تتعامل معهم أن يعيدوا إليها "الرديات"، والثانية أن بعض الموردين كانوا قلقين بشأن وضعها المالي، وقدرتها على دفع الفواتير.
وفقا لحساباتنا، خلال هذه الفترة، الربعين الثاني والثالث، بلغ متوسط الرصيد النقدي في شركة تسلا 1.4 مليار دولار و1.6 مليار دولار على التوالي، أي نحو مليار دولار أقل مما أعلنت عنه الشركة.
خلال هذا الوقت، لاحظنا أيضا أن بعضا من نسب السيولة في شركة تسلا – ولا سيما نسبتها السريعة، وهي مقياس شائع للسيولة – كانت تبدو منخفضة.
هذا كان يأخذ في الاعتبار الموقف النقدي المعلن لشركة تسلا. ما يؤكد ذلك أن موسك أخبر أيضا موقع أكسيوس الإخباري، أنه خلال الفترة نفسها كانت شركة تسلا تشارف "في غضون أسابيع من الأرقام المكونة من خانة واحدة" على الموت.
الرصيد النقدي الضمني الأقل قد يقطع شوطا أيضا من حيث تفسير وفورات التكاليف التي حققتها شركة تسلا خلال العام الماضي، بما في ذلك الجولات الثلاث من التسريحات من العمل، وإعلان الأسبوع الماضي من أنه سيتم إغلاق جميع متاجرها لصالح المبيعات على الإنترنت.
تخفيض أسعار جميع موديلاتها، الذي أعلنت عنه الأسبوع الماضي، وفقا لتقارير مختلفة وصل إلى 40 في المائة في بعض المناطق الجغرافية، ما يساعد أيضا على زيادة التدفق النقدي، على افتراض زيادة الطلب على السيارات. بالنسبة إلى هوامش، قد تكون أكثر ضررا.
مع ذلك، ينبغي على القراء أن يأخذوا ملاحظاتنا بنوع من الحذر. علينا ألا ننسى أن شركة تسلا دفعت نقدا 920 مليون دولار في العوائد على السندات، ما يشير إلى أن لديها أكثر من الكفاية من الدولارات في خزنتها لتغطية التزاماتها الحالية.
نود أن نلاحظ أيضا أنه وفقا للاستمارة عشرة كيه 10-K عام 2018، مددت شركة تسلا قرضا مؤقتا بقيمة 180.6 مليون دولار، كان مستحقا في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. كان التمديد في البداية لشهر واحد، لذلك كان من الواجب دفعه في كانون الثاني (يناير) الماضي، والمرة الثانية لمدة ثلاثة أشهر. هذا القرض واجب السداد في نيسان (أبريل) المقبل.
بالنسبة لشركة لديها رسملة سوقية بقيمة 50 مليار دولار، فإن تسديد قرض بقيمة 180 مليون دولار، لا ينبغي أن يكون مشكلة. ولعله ليس مشكلة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES