Author

العناية بمساجد الطرق

|


بقيت مساجد الطرق لعقود في حال غير مريحة لمن يستخدمها، تلك الحال بدأت في التغيير التدريجي. واحد من الحلول التي رأت النور مبكرا بُني على تشجيع العمل الخيري والجمعيات العاملة في مجال تحسين الخدمات والنظافة التي يحتاج إليها المسافر في المسجد.
لكن العملية التي تشمل كثيرا من المكونات استدعت مزيدا من الإجراءات، ومن ضمنها منع المحطات التي لا توفر الحد المطلوب من النظافة والخدمات للمسافر. وهنا ظهر عديد من الحلول ومن ضمنها تمكين الشركات من فتح المحطات وإدارتها بالشكل السليم الذي يحقق الحد الأعلى من شروط الخدمة في تلك المحطات. هذا الإجراء يتعامل مع مساحات شاسعة على مساحة الوطن الكبير، ويستدعي مزيدا من الوقت لتحقيق المطلوب، ويربط بين الإمكانات المتاحة والاحتياج الفعلي، لهذا وجدنا كثيرا من التعديلات على المحطات الموجودة في مناطق الكثافة السكانية، لتبقى بعض المناطق بعيدة عن التنظيم الجديد لعدم جاذبيتها الاقتصادية.
هنا تظهر أهمية العمل الخيري في المجال، وهو يستدعي مزيدا من الجمعيات والمبادرات التي يمكن أن تحقق نتائج أكثر تأثيرا بحكم تعامل من يعيشون في المناطق القريبة من هذه المحطات وعلى الطرق التي تخدمهم. الأهمية الفعلية لهذه الجمعيات وعملياتها تأتي من منطلق جغرافي واجتماعي معروفين ومهمين.
مع الأهمية الروحية للاهتمام بالمساجد تظهر إمكانية المساهمة الفعلية للمتقاعدين الذين تتزايد أعداد المثقفين والمؤهلين منهم مع الوقت لتسمح لهم باستغلال وقتهم فيما يعود عليهم وعلى مجتمعاتهم بالنفع. مشاركة المتقاعدين في هذه الجمعيات ستعطيها دفعا أكبر لتحقيق أهداف قريبة من الواقع والاحتياج.
يظهر نجاح هذه الفكرة في مجموعة من الأعمال الخيرية التي شاهدناها في أكثر من منطقة، حيث تسهم الجمعية الوطنية للمتقاعدين في تكوين قاعدة من المؤهلين القادمين، جمعية مساجد الطرق التي تعمل منذ أكثر من عشر سنوات هي مبادرة مهمة، وهي بهذا قادرة على تقديم خبرتها للجمعيات الأخرى، ولعل مسؤولي تلك الجمعية ينظمون لقاءات في فروع الجمعية في المناطق لتوفير مزيد من المعلومات وتشجيع إنشاء مثل جمعيتهم في مواقع أخرى.
هذه عينة من العمل الخيري الذي يمكن أن تبدأ المبادرات فيه لتكوين مسؤولية مجتمعية على مستوى الوطن ليصبح القطاع الثالث فاعلا ومفيدا وملتزما بأهداف الوطن وخدمة أهله.

إنشرها