default Author

أين تذهب جثامين رواد الفضاء؟

|


سؤال يشغل بال كثيرين من المهتمين بعالم الفضاء: لو قدر لرائد فضاء أن يتوفى هناك في الفضاء الخارجي أو حتى على متن مركبته، ما مصير جثته؟ هل سيتعايش معها باقي زملائه لشهور أو سنين، كما هو مقرر لرحلاتهم؟
على الرغم من أن البشرية فقدت 18 رائد فضاء في محاولاتها الأولى لغزو الفضاء، إلا أن من الغريب أن وكالات الفضاء لا تتطرق لهذه المسألة أبدا أو تذكرها ولا تدرب الرواد على كيفية التعامل مع الجثث، ربما لأن أغلب رواد الفضاء يختارون بعناية ويتمتعون بصحة ممتازة ولياقة عالية، وربما جعلوها سرية لا يعلنونها إلا وقت الحاجة؛ نظرا لما سنرى الآن من وسائل مؤلمة للتخلص من جثث الرواد في الفضاء. وفي تصريح لوكالة ناسا حول هذا الموضوع قالت فيه: "لم تقم "ناسا" بإعداد خطط طوارئ لجميع الحوادث المحتملة في الفضاء، ولكن بوسعنا الاستجابة لأي طارئ في حينه"! لكن أمام زيادة الاهتمام بالفضاء والرحلات المقررة للمريخ ومكوثهم هناك لمدة ثلاث سنوات تزداد احتمالية حدوث حالات وفاة سواء طبيعية أو عند ارتطام جسم فضائي كالنيازك مثلا، عند ارتطامها سيحدث ثقب في بدلة رائد الفضاء، وما هي إلا ثوان معدودة يتبخر فيها ماء جسده ودماؤه من عروقه ويتمدد كالبالون تتدمر خلالها رئتاه ويتوفى خلال 30 ثانية نتيجة انعدام الضغط الجوي! في الفضاء لا تتوافر أكفان، فهل يترك في سترته ويوضع في مكان بارد؟ ماذا عن تحلل الجثة والروائح المنبعثة منها، وسلامة باقي الطاقم؟ هل من الممكن إرسال الجثمان للأرض أو تركه يسبح في الفضاء؟! لو تركت الجثة لتسبح في الفضاء الخارجي للأبد حسب قوانين الفيزياء سوف تطارد الجثة المركبة الفضائية في مسارها ومع تراكم الجثث عبر السنين سينشأ طريق مفروش بالموتى بين الأرض والمريخ ولتجنب ذلك ممكن ربط الجثة بصاروخ صغير لإبعادها عن مسار المركبة!
ولو مات على الكوكب نفسه يجب على الرواد عدم جلب ميكروبات الأرض إلى الفضاء لذا لابد من حرق الجثة للقضاء على الميكروبات الأرضية داخلها، ولحل هذه المعضلة التي تشتمل على جوانب إنسانية وصحية وبيئية فكر الباحثون في طريقة لحلها بابتكار تقنية لا تزال تحت التجريب أطلق عليها اسم "عودة الجسد" وتعتمد على تجميد وتجفيف الجسد بتعليقه خارج المركبة بذراع إلكترونية داخل حقيبة إلى أن يتجمد ومن ثم تفتيته إلى قطع صغيرة بدلا من حرقه فيصبح ربع وزنه ومن ثم يمكن الاحتفاظ بالجثمان داخل المركبة لسنوات لحين العودة إلى الأرض.

إنشرها