وتم اختيار هذا اليوم بمناسبة الذكرى السنوية الـ 200 لميلاد ألفريد يشر، أحد أكبر رجال الأعمال السويسريين في القرن الـ19 وأسهم بشكل خاص في تأسيس المعهد التقني العالي في زيورخ الذي أشار إلى بداية النهضة الصناعية في البلاد، ومصرف "كريدي سويس" لتمويل النشاطات الاقتصادية خلال عصر التصنيع.
ولا تزال هاتان المؤسستان تمارسان حتى اليوم تأثير الصدمة القوية في المركز الاقتصادي السويسري.
وتقوم "الخلطة السحرية" الناجحة لهذا الاقتصادي على أن الازدهار والتقدم مرتبطان ارتباطا وثيقا بالبنية التحتية الجيدة وظروف مواتية للاستقرار.
ويعد اقتصاديون أن هذا الفهم لا يزال هو الحقيقة الأولى للازدهار، وقد ذكر ألفريد يشر، في حينه أن البلد لا يحتاج فقط إلى المصارف التي تمنح الائتمان من أجل تعزيز النمو، بل أيضا إلى أصحاب المشاريع ورجال الأعمال الذين يحولون رؤيتهم وأحلامهم بشجاعة إلى حقيقة واقعة.
وفي هذا السياق، قررت بعض الهيئات، وعلى رأسها المصرف السويسري الثاني "كريدي سويس"، ألا تجعل مناسبة ولادة ألفريد يشر، إحياء للماضي فقط، لكن أيضا لإلقاء نظرة على حاضر ومستقبل ريادة الأعمال في البلاد، وعلى رأسها المؤسسات المتوسطة والصغيرة.
وهذا هو السبب في أن "يوم رواد الأعمال" سيكون الأول في البلاد لتعزيز الالتزام بتأسيس وتنظيم مزيد من المشاريع، والتأكيد على أهمية فوائد الشركات التي تجاوز عددها 600 ألف شركة.
وقـــال لـ "الاقتصــــادية"، أندرياس جيربر، مدير المشاريع الصغيرة والمتوسطة في "كريدي سويس"، إن "رجال وسيدات الأعمال يسهمون بشكل كبير في الازدهار والتقدم الاقتصادي. إنهم يأخذون المخاطر، ويؤسسون فرص العمل، ويعززون الابتكار - لضمان مستقبل مشرق للمكانة الاقتصادية لأي بلد. لا يمكن لأي اقتصاد أن يزدهر من دون تقديم رعاية وشكر لأصحاب الأعمال، لذلك يتم الاحتفال بهذا اليوم لتقديم الشكر لأعمدة الاقتصاد بالإنابة عن الشعب".
وبينت الأرقام الرسمية عن ريادة الأعمال في سويسرا، أن بلاد المصارف تضم نحو 601755 شركة، وأكثر من ثلثي هذه الشركات تعمل في القطاع الثالث "الخدمات، والمصارف، وشركات التأمين…"، ونحو 15 في المائة في القطاع الثانوي "الصناعة، والفنون، والحرف" و9 في المائة فقط في القطاع الأولي "الزراعة، والحراجة، ومصائد الأسماك".
وتوظف 99.7 في المائة من الشركات أقل من 250 موظفا، وتجمع نحو ثلثي الـ 4.4 مليون وظيفة في سويسرا.
وفي 2018، تم تسجيل 43174 شركة جديدة في السجل التجاري، أساسا في الخطوط التجارية التالية، وهي خدمات المؤسسات أو الأعمال التجارية التي تجري بين الشركات، واستشارات الأعمال والاستشارات الضريبية، والحرف اليدوية، وتجارة التجزئة، وقطاع الفندقة والمطاعم.
وأكثر من ثلث الشركات "35.4 في المائة" أسستها النساء، و54.9 في المائة أنشأها الرجال، و9.7 في المائة من الرجال والنساء بصورة مشتركة.
ولدى الشركات الجديدة معدل متوسط للبقاء على قيد الحياة يصل إلى 83 في المائة، ولا تزال 32820 شركة أنشئت في 2015 نشطة، ومعدل بقائها على قيد الحياة مرتفع، وبشكل خاص في قطاع الخدمات الصحية والاجتماعية.
أضف تعليق