ثقافة وفنون

استراتيجية «الثقافة» .. روح تفاعلية تبشر بمبادرات نوعية

استراتيجية «الثقافة» .. روح تفاعلية تبشر بمبادرات نوعية

استراتيجية «الثقافة» .. روح تفاعلية تبشر بمبادرات نوعية

استراتيجية «الثقافة» .. روح تفاعلية تبشر بمبادرات نوعية

بدأ العد التنازلي لإطلاق استراتيجية وزارة الثقافة، وهي الوزارة التي يقودها الأمير الشاب بدر بن عبدالله بن فرحان، وسط ثقة وتفاؤل وروح إيجابية تسود الوسط الثقافي، وتنبؤات بحدوث قفزة نوعية وتحول في قطاعات الثقافة والفنون.
استبق الأمير بدر استراتيجية وزارته، التي تطلق رسميا قريبا، بلقاء مع نخبة الأدباء والفنانين والمبدعين السعوديين، استمع خلالها إلى مقترحات المثقفين وهمومهم، وتطلعاتهم لمستقبل الثقافة في البلاد، وهو ما عده مثقفون مؤشرا إيجابيا على قرب مسؤولي الوزارة من الواقع الثقافي وتلمس نبضه واحتياجاته.

القصة تعود .. واللوحة تبتسم

أعطى "لقاء المثقفين" انطباعا إيجابيا عن الاستراتيجية المرتقبة لوزارة الثقافة، التي ستجعل من العام الحالي عاما متميزا للقطاع الثقافي في المملكة، ليحقق الريادة عربيا إلى جانب تعزيز صورة المملكة في المجتمع الدولي، بحسب وزير الثقافة.
ففي حديث للفنان التشكيلي عثمان الخزيم أثناء اللقاء، قال "إن الفن التشكيلي السعودي عانى في السنوات الماضية قلة الدعم، وغياب المرجعية، وضياع الاتجاه"، ولخص هذه المعاناة بجملة "إن اللوحة التشكيلية تبكي"، ليرد عليه الأمير بدر بتلقائية "بل ستبتسم"، وهو ما عد إشارة إلى العناية بالفن التشكيلي.
ومن اللوحة إلى القصة، تبنى وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله إعادة طباعة أول مجموعة قصصية سعودية، بمناسبة اليوم العالمي للقصة قبل أيام، التي كتبها الأديب الراحل أحمد عبدالغفور عطار، مستحضرا تاريخ القصة السعودية العريق، الذي يعود إلى نحو 80 عاما، وهو ما عده مثقفون دليلا على عناية الوزارة بفن القصة، وعدم غيابه عن استراتيجيتها ودعمه للموهوبين والمبدعين.

استقطاب الموهوبين

في إطار استراتيجية الوزارة، كشفت مصادر لـ "الاقتصادية" أن الاستراتيجية ستتضمن مبادرات وبرامج تحقيقا لمستهدفات "رؤية 2030"، لكن البداية ستكون بتدشين موقع الوزارة الإلكتروني، الذي يعزز الشفافية ويوفر معلومات تفصيلية عن الوزارة وتوجهاتها، كما يوفر نافذة للتواصل الفعال مع الجمهور، لاستقبال الاقتراحات والشكاوى والاستفسارات.
كما تبدأ الوزارة في استقطاب الكفاءات والكوادر الوطنية لإدارة الوحدات الاستراتيجية، التي ستحفز على إطلاق الطاقات الكامنة للموهوبين والمبدعين، إضافة إلى إطلاق المسابقات والمؤتمرات والمعارض المتخصصة، ووضع آليات لتمويل القطاع الثقافي في الجانب غير الربحي، والجانب الاستثماري للمنشآت.

إنتاج الدراما التاريخية ودبلجتها

الحديث عن استراتيجية الثقافة باعث على التفاؤل، أطلق العنان لعشرات الاقتراحات والأفكار، منها اقتراح يدعو إلى إطلاق قناة سعودية درامية، على غرار مثيلاتها في دول العالم، تنتج مسلسلات تاريخية عملاقة ترتبط بالثقافة العربية، مثل شخصيات قادة وشعراء، وترجمتها إلى الإنجليزية والتركية والفارسية، حتى لا تترك مجالا للغزو الفكري، مثل الدراما التركية، إلى جانب إثراء المحتوى العربي، عبر استقطاب الممثلين المبدعين السعوديين وأشقائهم العرب، ممن لهم خبرة في مجال المسلسلات التاريخية.
وتضمنت الأفكار تأسيس شركة سعودية للإنتاج والدبلجة، ودعم الشركات المتخصصة في هذا المجال، لدبلجة أفلام سعودية للعالم، تبرز الثقافة السعودية ووسطية المجتمع، والموروث الثقافي والحضاري، مع إمكانية البث عبر التطبيقات المختلفة وخدمات "نتفليكس" وغيرها.
إضافة إلى إنشاء معهد عال للثقافة والفنون، وتكريم المبدعين في المجالات الثقافية كافة - سعوديين وعربا وعالميين - من خلال جائزة سنوية، تضع معاييرها لجنة تحكيم متخصصة. وفي السياق ذاته، طالب مثقفون بتوجيه الدراما السعودية لمعالجة الظواهر الاجتماعية السلبية في المجتمع، التي تتطلب دورا فعليا وحقيقيا للثقافة مرتكزا على استراتيجية حقيقية وفاعلة، فبعض الظواهر لها بعد ثقافي، مثل الفساد، العنف الأسري، عنف المدارس، العنصرية، التعصب، الكراهية، التطرف والأفكار الظلامية التي تؤدي إلى إرهاب وترويع الآمنين.

أجندة الثقافة

تدفقت الأفكار على الوزارة الوليدة من خلال منصات التواصل الاجتماعي، ومن الاقتراحات المتميزة كان اقتراح قاسم الرويس، الذي دعا إلى دمج جمعيات الثقافة والفنون والأندية الأدبية والمكتبات العامة في منظومة واحدة، وتحويلها إلى مراكز ثقافية تضم الأنشطة والفعاليات جميعها، وتمتد في طول البلاد وعرضها لتشمل المراكز والأطراف، لتصبح الثقافة بتنوعها وتعدد اتجاهاتها حقا مشاعا لكل الناس في كل مكان في المملكة وفق أجندة زمنية محددة، في إشارة إلى أجندة هيئة الترفيه، التي أسهمت في نجاح برامج وأنشطة الهيئة وتحقيقها الأهداف المنوطة بها.
ودعا الرويس إلى دعم الكتاب السعودي؛ فالكتاب هو روح الثقافة ووعاء المعرفة وحضن الإبداع ووثيقة التاريخ ومدونة الوطن، ولا سبيل إلى تخليد ثقافة ما أو انتشارها دون حضور الكتاب، فلا بد من اجتراح عمل مؤسسي يكون محوره الكتاب، من خلال مشروع وطني للنشر يتضمن مجموعة من السلاسل في شتى المعارف الفكرية والفنون الإبداعية، ترفده رعاية للمؤلفين والمبدعين واهتمام بنتاجهم وجائزة رصينة تشكل طموحا لكل كاتب، إضافة إلى تحويل معارض الكتاب الدولية في المملكة العربية السعودية إلى صنعة ثقافية ذات وجه إعلامي ومردود اقتصادي.
الاقتراحات تضمنت الدعوة إلى تبني مشروع وطني للترجمة، يكون قنطرة معرفية وفكرية لأبناء المجتمع السعودي تنقلهم إلى الثقافات الأخرى، وتنقل ثقافات العالم إليهم، فتتم الترجمة من اللغات كلها إلى اللغة العربية، كما تتم ترجمة الإنتاج الثقافي السعودي إلى لغات العالم كلها، وتمكن الاستفادة في هذا الحقل من مخرجات برامج الابتعاث، فضلا عن إنشاء مظلة رسمية للشعر والشعراء بشكل عام، فالمملكة من أهم دول المنطقة في نظم الشعر، وولدت فيها المعلقات، واحتوت أسواق العرب، وسط اقتراحات بوجود بيت للشعر أو إيوان للشعراء، لتسجيل الشعراء وتوجيههم ونشر دواوينهم، وتنسيق أمسياتهم، وتنظيم مشاركاتهم في المهرجانات الوطنية والبرامج الإعلامية.

تقاطع لمصلحة الثقافة
في الوقت الذي يرى فيه بعض المثقفين وجود تقاطع في المهام والمسؤوليات بين الهيئات في مجال الثقافة، يرى آخرون أن ذلك يصب في مصلحة الثقافة، فوجود فعاليات لجهات مختلفة لا يضير الثقافة؛ بل يسهم في انتشارها، فتؤثر في سلوك المجتمع.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون