أخبار

السعودية وباكستان.. نبض للإسلام وسواعد للسلام

السعودية وباكستان.. نبض للإسلام وسواعد للسلام

المشترك بين الشقيقتين السعودية وباكستان أعمق من أن تحيط به كلمات، أو أن تصفه مشاعر وتلم به تحالفات. لذلك كانت إسلام أباد هي فاتحة الزيارات الآسيوية لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تعبيرا عن مكانة باكستان لدى السعوديين حكومة وشعبا. باكستان حليفة السلم والحرب، وشريكة النبض الواحد، لما فيه خدمة الإسلام والمسلمين، لم تخف فرحتها بالمقدم الكريم، ليظهر ذلك جليا في حفاوة الاستقبال الرسمي، وبهجة الاحتفال الشعبي.
والعلاقات الباكستانية- السعودية سياسيا واقتصاديا وعسكريا نموذج يحتذى لما يجب أن تكون عليه قاطرة التحالفات الإسلامية بما يعود بالنفع على البلدين وشعبيهما، وفرة عمل، وشعور أخوة وتضامن. فلباكستان لدى السعودية أولوية الاستثمار المباشر وغير المباشر، الذي تجلى أخيرا، بمباركة ولي العهد، في مشروع مصفاة البترول السعودية في باكستان، تدشينا لأعمال واستثمارات لا حصر لها نوعا وكما. مع توقيع اتفاقيات حديثة لضمان الاستمرارية التنموية على المديين القريب والبعيد.
وكما كان يعول قديما على خطوط الحرير والتجارة بين الجزيرة العربية وبلاد ما كان يعرف بالهند والسند، لإثراء العالم اقتصاديا قبل أن تقوم للحضارة الغربية قائمة. فإنه يعول من قبل الطرفين السعودي والآسيوي وعلى رأسه الحليف الباكستاني اليوم كثيرا على مبادرات اقتصادية فتية لإعادة التوازن الاقتصادي الدولي، الذي لطالما تفردت به القوى الغربية ومصارفها المعولمة حصرا. خصوصا إذا ما اجتمعت لها إرادات دول الشرق وهمم مواطنيه التي يمر بها هذا الطريق. ومن أهمها وبلا شك المملكة. صاحبة "رؤية 2030" بآفاقها العالمية ومنافعها العربية والإسلامية.
أما عسكريا وبمنظور اقتصادي دفاعي أيضا فالعلاقات السعودية- الباكستانية أصيلة وعريقة في هذا المجال، تصنيعا وتطويرا وصولا إلى الميادين التي تشهد بلا انقطاع مناورات افتراضية وواقعية، توجت بالتحالف الإسلامي الذي دعت إليه السعودية فيما كانت باكستان على رأس قائمة الدول الملبية والفاعلة. ودائما يكون التعاون من المنظور ذاته الذي يعزز قيمة وجود هذا التحالف الدولي الفريد من نوعه، في ظل تقدم تكنولوجي ومنظومات دفاعية متطورة، تواجه الاستفحال غير المسبوق للحرب بالوكالة، عن طريق الميليشيات الإيرانية والإرهابية القاعدية، أو حتى عن طريق القرصنة الإلكترونية في زمن أصبحت فيه الحروب مفتوحة على كل الاحتمالات والجبهات الميدانية الواقعية والافتراضية السيبرانية.
المشتركات التنموية الاقتصادية كثيرة، وحقائق الأواصر والعقائد واضحة وجلية، بينما الغايات محبة وسلمية. كلها شروط كافية لتطويع كل صعب وتحويله إلى فرص إضافية يستحقها الشعبان ويبتهج لتحقيقها كل محب للسلم والسلام.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار