أخبار اقتصادية- عالمية

«الغيوم الأربع» تلبد سماء مفاوضات التجارة بين أمريكا والصين .. وأسواق المال تترقب

«الغيوم الأربع» تلبد سماء مفاوضات التجارة بين أمريكا والصين .. وأسواق المال تترقب

استأنف الأمريكيون والصينيون أمس، مفاوضاتهما التجارية، في وقت حذر فيه صندوق النقد الدولي من "عاصفة" محتملة قد تضرب الاقتصاد العالمي، ومرتبطة جزئيا بزيادة الرسوم الجمركية التي قررها البلدان العملاقان على جانبي المحيط الهادئ.
ووفقا لـ"الفرنسية"، فإنه قبل أقل من ثلاثة أسابيع من المهلة التي حددها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مهددا بفرض عقوبات تجارية جديدة على الصين، وصل جيفري جيريش نائب الممثل التجاري الأمريكي إلى بكين لإجراء محادثات تمهيدية.
ويثير احتمال تفاقم الحرب التجارية بين واشنطن وبكين قلق أسواق المال العالمية التي تخشى انعكاسات ذلك على الاقتصاد العالمي، حيث تحدثت مديرة صندوق النقد الدولي عما وصفته بـ"الغيوم الأربعة" التي تهدد الاقتصاد العالمي، وهي التوترات التجارية والتشدد في معدلات الإقراض و"بريكست" وتباطؤ الاقتصاد الصيني.
وأكدت لاجارد أن التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين بدأ يؤثر في الاقتصاد العالمي. وقالت "لا نملك أي فكرة كيف سيتطور الأمر. ما نعرفه هو أنه بدأ بالفعل التأثير في التجارة والثقة والأسواق". وأضافت "عندما تتلبد السماء بالغيوم تكفي شرارة برق واحدة لبدء العاصفة"، داعية الحكومات إلى الاستعداد لذلك وتجنب الحمائية.
وصباح أمس، غادر جيري جيريش مساعد ممثل التجارة الأمريكية فندقه الواقع على مقربة من السفارة الأمريكية في العاصمة الصينية بدون أن يدلي بأي تصريح للصحافيين.
ومن المفترض أن يشهد الخميس والجمعة مفاوضات سيجريها في بكين كبار المسؤولين في هذا الملف، الممثل الأميركي للتجارة روبرت لايتهايزر، ووزير الخزانة ستيفن منوتشين، ونائب رئيس الوزراء الصيني ليو هي وحاكم المصرف المركزي الصيني يي جانج.
وتأتي هذه المفاوضات الجديدة بعد تلك التي جرت الشهر الماضي في واشنطن وسمحت بلقاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ونائب رئيس الوزراء الصيني.
وبعدما عبروا عن بعض التفاؤل في ختام هذه الجولة الأولى من المفاوضات، أكدت إدارة ترمب الأسبوع الماضي أنه "ما زال هناك كثير من العمل" قبل أن تتمكن القوتان الاقتصاديتان العظميان من تجاوز خلافاتهما العديدة.
وذهب ترمب الذي كان قد أعلن اجتماعا مع الرئيس الصيني شي جين بينج "في مستقبل قريب"، إلى حد التأكيد أنه لم يتقرر أي لقاء بين الرئيسين قبل موعد انتهاء مهلة الأول من آذار (مارس) المقبل.
وكان رئيسا البلدين حددا هذا الموعد للتوصل إلى تسوية تفاوضية، خلال لقاء بينهما في الأرجنتين في كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
وفي جميع أنحاء العالم، يدلي خبراء الاقتصاد منذ أشهر بتصريحات من أجل منع التأثير السلبي للتوتر الصيني الأمريكي، بينما يعيش اقتصاد العالم على المبادلات التجارية للسلع والخدمات.
وكان البيت الأبيض واضحا بإعلانه أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول الأول من آذار (مارس) المقبل، فسيتم رفع الرسوم الجمركية المفروضة على ما قيمته 200 مليار دولار من البضائع الصينية، من 10 إلى 25 في المائة.
وإلى جانب الفائض التجاري الهائل للصين في مبادلاتها الثنائية مع الولايات المتحدة، تطالب واشنطن بكين بوضع حد لممارساتها التي توصف بغير النزيهة مثل النقل القسري للتقنيات الأمريكية و"سرقة" الملكية الفكرية الأمريكية والقرصنة المعلوماتية والدعم الحكومي الهائل لشركات الدولة الصينية لتعزيز مكانتها في الداخل.
وفي هذا النزاع، يلعب الموقع المهيمن للبلدين في التقنيات المتطورة المستقبلية دورا كبيرا.
وكان روبرت لايتهايزر قد صرح في بداية كانون الأول (ديسمبر) في مقابلة تلفزيونية نادرة أن "التكنولوجيا هي أهم امتياز يتمتع به الأمريكيون. نحن مبتكرون ونحن ممتازون على الصعيد التكنولوجي".
أما ستيفن منوتشين الذي يفضل "عدم إطلاق التكهنات" حول نتيجة المفاوضات الجديدة، فقد كرر مواقف عبر عنها وزراء ومستشارو ترمب في الأسابيع الأخيرة، بتأكيده أن أي اتفاق يتم التوصل إليه يجب أن يرفق بضمانات للتأكد من تنفيذه، بينما يتهم الأمريكيون باستمرار الصينيين بعدم الالتزام بتعهداتهم.
وقال مختصو مجموعة "سوسييتيه جنرال" في مذكرة، إن محادثات هذا الأسبوع "يمكن أن تؤدي إلى تقدم مع اقتراب مهلة الأول من آذار (مارس)"، لكنهم لا يتوقعون "اختراقا" خلالها.
ووصلت إلى بكين طليعة المفاوضين الأمريكيين المكلفين بالتوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين وهم سيعقدون سلسلة اجتماعات ترمي إلى إنهاء الحرب التجارية بين البلدين قبل أقل من ثلاثة أسابيع من الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لفرض حزمة جديدة من العقوبات.
وسيعقد لايتهايزر ومنوتشين يومي الخميس والجمعة مباحثات مع ليو هي نائب رئيس الوزراء ويي جانج حاكم البنك المركزي الصيني.
وترتدي هذه المباحثات أهمية قصوى لأن فشلها يعني استئناف حرب الرسوم الجمركية التي لا تهدد الاقتصادين الأمريكي والصيني فحسب بل نمو الاقتصاد العالمي بأكمله.
ورغم أن المسؤولين بدوا متفائلين بعد المحادثات التي جرت الأسبوع الماضي في واشنطن، إلا أن تصريحات أطلقت بعد ذلك أقلقت الأسواق المالية وزادت من المخاوف حول تأثير الخلاف الصيني- الأمريكي على النمو العالمي.
وكان ترمب قد قال سابقا، إن الحل النهائي للخلاف التجاري سيعتمد على لقاء مع شي "في المستقبل القريب" إلا أنه صرح للصحافيين بأن موعد اللقاء لم يحدد.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية