Author

من جيرانكم؟

|


اعتدت القيام بمشوار أسبوعي، وفي طريقي كنت أمر على أحد الشوارع الفرعية، وأثار استغرابي أحد المنازل وقد تم وضع عامودين عند نهاية طرفيه، في البداية ظننت أن هذين العامودين قد وضعتهما إحدى شركات الصيانة، لكن حين تطرقت ذات مرة لهذا الأمر مع مجموعة من الصديقات فوجئت بأن بعض الجيران يفعل ذلك حتى لا يتعدى أحد الجيران على حدود منزله ووضع هذه الأعمدة يشير غالبا إلى توتر في العلاقات و"تلقط" للزلات، وتألمت حين سمعت بعض التصرفات التي تحيل تعايش الجيران مع بعضهم بعضا إلى نوع من الجحيم، قالت إحدى الحاضرات: "والله العظيم إنا اضطررنا إلى بيع منزلنا والانتقال من الحي بأكمله بسبب جارنا "المؤذي"، كان مترصدا لزوجي وعيالي لو دخلوا مقدار بوصة على حدود رصيفه أقام الدنيا ولم يقعدها، "طفشنا" منه ومن إزعاجه خصوصا حين يأتينا ضيوف ويوقف أحدهم سيارته بالخطأ بجوار بيته فقد كان يقوم بـ"تنسيم الكفرات" ما كان يتسبب لنا في الحرج الشديد، وإذا صار عندنا "عزومه" تسلط علينا بدق الجرس حتى يخرج زوجي له فيبدأ بالشتم والتوعد بإقامة شكوى علينا بحجة الإزعاج، مع العلم أنه يقتني أربعة كلاب -أعزكم الله- ولا نكاد ننام من إزعاج نباحها ورغم ذلك لم نفكر في الإبلاغ عنه، وفي النهاية قررنا الانتقال من منزلنا بسببه وحتى لا نقع في غلطتنا السابقة نفسها فقد سألنا عن جيراننا قبل أن نشتري منزلنا الحالي ومن فضل الله تعالى كانوا نعم الجيران".
وقالت أخرى: "أذكر أن زميلتي عانت هي وأسرتها أشد المعاناة من جارهم فقد كان مؤذيا بطريقة لا تحتمل، حيث كان يقوم بوضع برميل القمامة -أكرمكم الله- بجوار بيتهم، ما كان يتسبب في تناثر المخلفات والقاذورات أمام بابهم، حاول زوجها التحدث معه في هذا الأمر والاتفاق على وضع البرميل في مكان بعيد ولكن كل مرة كان يقوم بإرجاعه إلى مكانه مع رفضه التام أن يوضع أمام باب بيته، دخلوا في مشادات وشكاوى وخلافات ومحاكم بسبب هذا الأمر وأصبح يتصيد لهم الزلات ويبلغ عنهم حتى لو قاموا بغسل "حوش" منزلهم، وفي النهاية استسلموا وقاموا ببيع منزلهم والانتقال إلى حي آخر...!".
عزيزي القارئ: قبل أن تشتري منزلك اسأل عن جيرانك، ليس لأن "الجار قبل الدار" فقط، بل حتى لا نضطر لرؤية أعمدة أمام أبواب الجيران تحكي لنا قصة جيرة فاشلة عنوانها: "صباح الخير يا جاري أنت في حالك وأنا في حالي"!

اخر مقالات الكاتب

إنشرها