Author

ما الأثر الاقتصادي للهيئات الأربع؟ «الترفيه»: «11»

|

البحث عن البهجة نشاط إنساني مشروع، ليس هذا فقط، بل إن ازدهار البشرية اقتصاديا جعل الترفيه والترويح عن النفس في متناول الجميع، وليس أمرا مقصورا على الموسرين. وفي الحقب الغابرة، كان العمل سخرة وبأجر زهيد لا يتجاوز دريهمات قليلة، وقد يشمل ما يملأ البطن، وفي أوقات الجدب والجفاف تقتصر الأجرة على ما يشبع الشخص، فكيف بمن يعول أسرة؟ وتوالت التطورات الاقتصادية والتقنية، ومعها نتجت متلازمة أن مع الطفرات الاقتصادية تأتي راحة ورفاهية الناس، وإن كانت بدرجات متفاوتة، وقد لا تكون عادلة، فالمقتنيات التي تجعل الحياة أكثر سهولة من حيث الجهد وتوفير الوقت، هي المدخل لإتاحة مزيد من الوقت للعامل ليأخذ قسطا كافيا من الراحة الجسدية والنفسية، وللأم لأن تلتفت إلى اهتمامات تتجاوز متطلبات الأسرة. وفوق ذلك، فإن التقنينات التشريعية جعلت للعمل قواعد، وحددت حقوقا للعاملين، بما في ذلك عدد الساعات وظروف العمل. تخيل أنه كان هناك قبل 200 عام من كان يعمل ثلاثة أضعاف عدد الساعات التي يعملها حاليا من يداوم دواما كاملا؛ ما يعني أن الحياة كانت نوما وعملا. وبالقطع، فمن الضرورة أن ينام الناس، وكذلك يعملون، ولكن ذلك ليس كافيا على الرغم من ضرورته. وما دام قد أصبحت للترفيه هيئة، وأصبح هناك توجه واضح لتحسين جودة الحياة؛ بمعنى أن قضية التوازن بين العمل والحياة حظيت بموقع على الأجندة الوطنية، بما في ذلك أن جهد التنويع الاقتصادي، وهو أحد أهداف "الرؤية"، يشمل تطوير نشاط الترفيه؛ ليسهم في الترويح عن الناس وتحسين جودة حياتهم من جهة، وتوليد مزيد من فرص العمل والاستثمار من جهة أخرى. هذا الموقع الجديد للترفيه في سياق المشهد الاجتماعي - الاقتصادي، وإن لم يبرح مكانه في بداياته الأولى، إلا أنه مكن كثيرا منا من أن يفطن لجمال بلادنا، وحري بنا التعرف على ذلك الجمال والتنوع ببذل الوقت والمال. ذلك الجهد -رغم أنه في بداياته- عرفنا على بقع جميلة في الأحساء وتبوك وسواحل الخليج العربي والبحر الأحمر، وفي تخوم عاصمتنا الرياض. حتى وقت قريب كان هناك من يشكك في جدوى إقامة مشاريع ترفيهية على مستوى عالمي، وهذا أمر لا يقوم على سبب، فليس محل شك أننا كنا نعاني "جدبا" ترفيهيا لا بد من معالجته بداية عبر التعليم والتثقيف عن أهمية الترفيه في حياتنا.

إنشرها