Author

الإعلانات القاتلة

|

قرأت إعلانا في أحد المواقع عن طريقة للتخلص من آثار التدخين دون الاضطرار إلى تركه. هذا الإعلان فيه كثير من الخداع، ولزم أن تتوقف عنده الجهة التي تنشره بين الناس. المسؤولية الأخلاقية تجعل الجميع أمام تحد مهم، هو العناية بالمصداقية والشفافية التي يمكن أن تحافظ على العلاقة المهمة بين القارئ ومصادر معلوماته التي يتابعها كل يوم.
كثير من الإعلانات تأتي بمزيد من الاختراقات والمعلومات غير الصحيحة، وهذه الطريقة التي يمكن أن تسيء للعلاقات في الوسط الإعلامي، يمكن أن تؤدي كذلك إلى أضرار غير قابلة للإصلاح لدى من يصدقون تلك المعلومات المضللة. أتحدث عن إعلانات تدعي علاج الأمراض والتخلص من المشكلات والمساهمة في الأرباح، وهي غير قادرة على حل مشكلات من ابتدعوها.
أكثر ما يزعج المتابع هو الإعلانات التي تدعي شفاء الأمراض بوسائل لم يثبت نجاحها. السرطان من الأمراض التي لا نفتأ نسمع عن شفائها من خلال دعايات تحاصرنا بشكل شبه يومي. إشكالية لا بد أن تتعامل معها الجهات التي تراقب السوق وتتحمل مسؤولية ضمان المعلومات، التي تنتشر لدى الناس من المؤسسات التي تقع أغلبها ضمن منظومة الإنترنت، وهي بهذا تعتقد أنها بعيدة عن يد القانون أو أنها يمكن أن "تسرح وتمرح" دون حسيب ولا رقيب.
المعلوم أن هناك وسائل عديدة تمكن الجهات الرقابية من كشف مصادر المعلومات التي تنتشر في الإنترنت، وهذا يعني أن المشكلة قابلة للحل السريع متى ما بذل الجهد للتعامل مع هذه المخاطر.
يهمني أن أشير في هذه العجالة إلى بعض الذين يمارسون العملية نفسها دون الرغبة في مكسب مادي، وإنما لنشر تجاربهم الشخصية التي قد تكون منطبقة على حالاتهم، ولكن لا يمكن تعميمها على الجميع. الاعتقاد الذي يسيطر على بعض الأشخاص أنهم وصلوا إلى تحقيق علاج لمرض ما أو التخلص من عادة معينة وغيرها مما يحاصرنا اليوم، هو الآخر حالة شاذة لا بد من التعامل معها، والتأكيد على الفروق الاجتماعية والنفسية والصحية والشخصية التي تميز كل شخص وتميز حالته عن غيره.
بهذه الوسائل مجتمعة يمكن أن نوقف بعض التجاوزات، التي قد تضر الناس سواء جاءت ممن يبحثون عن الربح السريع، أو من يعملون بنياتهم الحسنة لتعميم تجاربهم الشخصية.

إنشرها