فشل «بريكست» يكبد «فورد» الأمريكية مليار دولار

فشل «بريكست» يكبد «فورد» الأمريكية مليار دولار

توقعت شركة فورد الأمريكية لصناعة السيارات أنها قد تتكبد خسارة تقدر بنحو مليار دولار، حال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" دون اتفاق ينظم العلاقات المستقبلة بين المملكة المتحدة والتكتل.
ووفقا لـ "الألمانية"، ذكرت "فورد" أنه في حال غادرت بريطانيا الاتحاد كما هو مقرر بحلول يوم 29 آذار (مارس) المقبل، فإن الشركة ستواجه عمليات تأخير على الحدود، وآفاقا اقتصادية أقل، إضافة إلى دفع رسوم جمركية، والتراجع الحاد المتوقع في قيمة الجنيه الاسترليني عقب "بريكست".
يأتي هذا التحذير في أعقاب إعلان شركة "جاكوار لاند روفر" للسيارات أنها ستمدد إغلاق مصانعها الأربعة الرئيسية لأسبوع آخر في شهر نيسان (أبريل) الماضي، للقيام بأعمال صيانة، على خلفية "اضطرابات محتملة بسبب "بريكست".
وتستعد فرنسا وقوى أوروبية أخرى لأسوأ الاحتمالات، وذكر ديفيد سولومون الرئيس التنفيذي لـ "جولدمان ساكس" أن شركته ستقلص استثماراتها في المملكة المتحدة إذا حدث الخروج دون اتفاق أو بطريقة متعثرة.
وأضاف في "دافوس"، "عدد موظفينا في بريطانيا لم يقل خلال الأعوام القليلة الماضية لكنه لم يزد أيضا.. لقد زدنا من عدد موظفينا في القارة كما تعلمون".
وتابع "لكن دعني أقل إنه إذا تمت تسوية بطريقة صعبة أو حادة فسيكون لهذا أثر في أماكن استثمارنا وتشغيل موظفينا".
في سياق متصل، بعثت الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا برسالة مصوغة بعناية إلى السياسيين المنقسمين في بلادها بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي حثتهم فيها على السعي للتوصل إلى تفاهمات مشتركة والنظر إلى الصورة الأوسع من أجل حل الأزمة.
وتواجه بريطانيا مع استمرار العد التنازلي لموعد انسحابها رسميا من الاتحاد الأوروبي أكبر أزمة سياسية في نصف قرن في ظل ما تعانيه من مصاعب بشأن كيفية الخروج من التكتل الذي انضمت إليه عام 1973، أو حتى ما إذا كانت ستخرج منه في الأساس.
ولم تذكر الملكة البالغة من العمر 92 عاما الخروج من الاتحاد الأوروبي صراحة في خطابها السنوي الذي ألقته أمام معهد المرأة في نورفوك، لكنها ذكرت أن كل جيل يواجه "تحديات وفرصا جديدة".
وتابعت "بينما نحن نبحث عن إجابات جديدة في العصر الحديث.. فإنني عن نفسي أفضل الطرق المجربة والمختبرة مثل التحدث بشكل طيب عن بعضنا بعضا واحترام اختلاف وجهات النظر والالتقاء للتوصل إلى أرضية مشتركة وعدم إغفال النظر للصورة الأشمل في أي وقت من الأوقات".
وعلى الرغم من أن الملكة التزمت بشدة بالصياغات التقليدية، كان الإدلاء بهذه التصريحات وسط الأزمة التي تواجهها بريطانيا بمنزلة إشارة إلى السياسيين تحثهم على تسوية المشكلة التي دفعت خامس أكبر اقتصاد في العالم نحو حافة خطرة.
ويعتقد المؤرخ بيتر هنيسي "أنها ملكة بمعيار من الذهب على مدى ما يقرب من 67 عاما، وهذه لحظة ذهبية. أرى أن ما قالته وكيف قالته في غاية الأهمية".
وأحجم قصر بكنجهام عن التعليق، لكن وسائل الإعلام البريطانية كانت واضحة بشأن أهمية تصريحاتها. وحملت صحيفة التايمز عنوان "الملكة تقول للسياسيين المتنازعين: انهوا خلاف الخروج من الاتحاد الأوروبي".
ويتعين على الملكة باعتبارها رأس الدولة البقاء على الحياد فيما يتعلق برأيها العلني في القضايا السياسية كما أنه ليس لها الحق في التصويت، وإن كانت قبل استفتاء أجري في 2014 على استقلال اسكتلندا عن المملكة المتحدة قد وجهت مناشدة مصوغة بدقة للاسكتلنديين بالتفكير مليا في مستقبلهم.
ولا يزال الغموض يغلف مستقبل ملف الخروج من الاتحاد الأوروبي مع بقاء كل الخيارات مطروحة ابتداء من الانسحاب من التكتل دون اتفاق بما يصيب المستثمرين في أنحاء العالم بالفزع وانتهاء بإجراء استفتاء جديد قد يلغي الخروج من الأساس.
وتنخرط رئيسة الوزراء تيريزا ماي في محاولة أخيرة للحصول على تأييد لاتفاق خروج معدل بعد أن مني الاتفاق الأصلي هذا الشهر بأكبر هزيمة في البرلمان في تاريخ بريطانيا الحديث.
وذكرت صحيفة "ذا صن" أن حزبا يدعم حكومة الأقلية بزعامة ماي في إيرلندا الشمالية قرر دعم الاتفاق المعدل إذا تضمن إطارا زمنيا لملف الحدود الإيرلندية.
وفي إشارة إلى وجود اضطراب في قلب الحكومة، أحجم فيليب هاموند وزير المالية عن التصريح بما إذا كان سيستقيل إذا تركت بلاده الاتحاد دون اتفاق، وهو ما توقع أن يؤدي إلى عراقيل كبرى على المدى القصير تلحق ضررا بالاقتصاد.

الأكثر قراءة