منوعات

الترفيه السعودي .. صناعة البهجة وأصالة الاعتدال يدا بيد

الترفيه السعودي .. صناعة البهجة وأصالة الاعتدال يدا بيد

صناعة البهجة والترفيه كما الاقتصاد والسياسة هبة وموهبة. "هبة" إذ يهيئ لها الله قائدا شابا داعما ومحفزا كولي العهد الأمير محمد بن سلمان، و"موهبة" إذ تنفذ وتمارس بشكل احترافي لا يخل بقيم المجتمع وتقاليده الأصيلة، بل ينميها ويستمد من روحها المعتدلة كثيرا من الإبداع. وهو ما تقوم عليه هيئة الترفيه، المؤسسة الحكومية الوليدة وشركاؤها بكثير من العناية والتفوق والإصرار على مواصلة النجاح.
تجلى ذلك في المؤتمر الصحافي للهيئة اليوم بقيادة رئيسها الجديد المستشار تركي آل الشيخ، الذي تحدث بشفافية معهودة وبرؤى واضحة عن الخطى القادمة لهيئة الترفيه، بحضور نخبة وطنية، فكرية وفنية، مشهود لها بالاعتدال وتقديم كل ما هو محبب ومقبول، لتؤكد الهيئة مضيها في تعزيز ثقافة الاعتدال وصناعة البهجة جنبا إلى جنب بأيد وطنية مخلصة عزمت منذ البدء على إعادة تدوير اقتصاد الترفيه الوطني وتعزيزه محليا، تقليلا من الهدر الحاصل واستيعابا لشباب الوطن وشاباته بمختلف مواهبه واهتماماته.
تنافس على مستوى المواهب الشابة رصدت له جوائز معنوية ومادية ضخمة تليق بمكانة كل فرع من هذه المنافسات، بدءا بالأصوات الجميلة تلاوة وأذانا مرورا بمنافسات أخرى على مستوى المواهب الإبداعية الشعرية والفنية، تحت مظلة مؤسسية حكومية تعنى بشباب الوطن ولا تترك طاقاته صيدا سهلا لمتطرف مغال أو متحرر منفلت، فضلا عن تنظيم واضح لسوق الترفيه والعروض الحية بتقنين إصدار التراخيص ومتابعتها من قبل الهيئة حصرا لتليق باقتصاد تنموي يستثمر في أغلى ما يملك، في أبنائه ومواطنيه.

ولا شك أن الأسعد بهذه العودة الملموسة للإنفاق الخارجي عبر أهم بند من بنود تنمية المحتوى المحلي ( الترفيه) هو عراب الرؤية السعودية ومهندسها الأمير محمد بن سلمان. حيث يبلغ حجم الانفاق الخارجي في هذا الجانب ما يقدر بـ 22 مليار دولار تهدف الرؤية إلى أن تقلصه إلى النصف (50 في المائة) بحلول 2030. مع الأخذ في الاعتبار أنه يعد البند الأصعب مقارنة ببندي التسليح العسكري والسيارات، اللذين "تملك الحكومة القرار في ترشيدهما بعكس الترفيه الذي يكون القرار فيه بالكامل بيد المواطن وخياراته، وهنا لا يمكن للحكومة إلا أن تنافس كغيرها لاستقطابه" بحسب ولي العهد في حوار متلفز سابق.
ولعل هذا الحضور الطاغي والمكتمل العدد في كثير من المناسبات والفعاليات السابقة التي أقامتها الترفيه بالشراكة مع عديد من الجهات يؤكد نجاح المنظمين في استقطاب المواطن والمقيم لفعاليات ومناسبات مهجورة سابقا، ما يبشر ببداية تقليص الإنفاق الخارجي على قطاع اقتصادي مهم كان بمنزلة الجرح النازف والمفتوح في دورة الاقتصاد السعودي. كما أنه في السياق ذاته يعد بابا مهما لتعظيم ثقافة الانتماء الوطني وتعزيز الأصالة بكثير من السبل الإبداعية والفنية.
والترفيه بوصفه صناعة يشترك فيها المادي والثقافي، العام والشخصي، تعد من أصعب الصناعات وأعقدها إنتاجيا، في الوقت ذاته الذي يتعاظم فيه مردوده المالي على مستوى العالم أجمع وليس على المستوى المحلي فقط. وهذا ما يجعل تحويله من صناعة تستنزف الاقتصاد السعودي إلى صناعة ذات مردود على المدى البعيد من صلب "رؤية 2030" التي لا تزال تستثمر في كثير من المشاريع والبنى التحتية المحلية والعالمية، المعلن عنها كمشروع سفاري القديّة البري في عمق النفود النجدي، أو مشروع البحر الأحمر، الراسي على ضفاف جزر سعودية على قدر من الجمال الطبيعي والغنى البيئي.
يبقى أن صناعة الترفيه أو البهجة أمر مستحق ولا يتعارض بالضرورة مع احتياجات البلد وأولوياته. والدليل الأكبر على ذلك حجم الإنفاق الهائل الذي يبذله السائح السعودي خارج وطنه، تجاه منتجات مادية وثقافية قد لا يكون لبعضها علاقة برغباته واحتياجاته ولكنه يستهلكها في المقابل لجودة تسويقها فقط، ما يستدعي وجود بدائل بدأنا نقطف ثمار العمل عليها مع الوعد بأن يكون القادم أجمل طالما يقف ولي العهد محمد بن سلمان صانع البهجة وعراب الرؤية خلف هذا العمل الحثيث بإصرار واضح وتوجيه ودعم لا محدودين.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من منوعات