الطاقة- النفط

"ريج زون": اتجاهات أسعار النفط مرهونة بتطورات الطلب الصيني

"ريج زون": اتجاهات أسعار النفط مرهونة بتطورات الطلب الصيني

توقع تقرير "ريج زون" الدولي، تحقيق أسعار النفط الخام مزيدا من المكاسب في الشهور المقبلة مدفوعة بتحسن مؤشرات وبيانات الطلب العالمي.
وقال التقرير الدولي – المعني بأنشطة الحفر والمخزونات –، إن مؤشرات الطلب في الهند والصين والاقتصاديات الناشئة تتجه إلى التنامي والتغلب على حالة التباطؤ السابقة التي نجمت عن المخاوف بشأن أداء الاقتصاد العالمي في العام الجاري وذلك نتيجة حالة ضبابية المشهد فيما يتعلق بتطورات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
ونقل التقرير عن محللين دوليين توقعهم بأن أسعار النفط الخام سوف تكون مدفوعة بالطلب بشكل كبير، مشيرا إلى أن ذلك سوف يعتمد بالفعل على توقعات النمو الاقتصادي العالمي، مبينا أن مستقبل الطلب يعتمد تحديدا في هذه المرحلة على ما يحدث من تطورات اقتصادية في الصين.
وأشار التقرير الدولي إلى الجهود الحكومية الحالية لإنعاش الاقتصاد في الصين من خلال بعض الحوافز والأدوات المالية، متوقعا أن يؤتي هذا التحفيز ثماره في النصف الثاني من العام الجاري.
وذكر التقرير أن قطاعا ليس صغيرا من المنتجين يرون أن بقاء مستوى أسعار خام برنت ما بين 55 إلى 60 دولارا للبرميل يعد سعرا عادلا وملائما لكثير من المنتجين، بينما البعض الآخر يجده أقل من احتياجات استقرار الموازنات في الدول المنتجة.
وأوضح التقرير أن الطلب على النفط الخام في طريقه ليكون أقوى في عام 2019 مقارنة مع العام الماضي 2018، وذلك بحسب بيانات وتقديرات وكالة الطاقة الدولية.
وأشار التقرير إلى تقديرات شركة "ريستاد أنرجي" الدولية لاستشارات الطاقة التي تؤكد في نظرتها لوضع السوق على المدى الطويل أن أساسيات السوق إيجابية، حيث يوجد بالفعل نمو مطرد في الطلب على النفط في العام الجاري والأعوام التالية، متوقعا أن يبلغ الطلب مستوى الذروة في أواخر عام 2030.
وفي سياق متصل، استهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع على ارتفاع بسبب النمو المطرد لاستهلاك الصين من النفط الخام واستمرار تحالف "أوبك" وخارجها في جهود تقليص المعروض النفطي لعلاج تخمة المعروض في الأسواق وتجنب ارتفاع مستوى المخزونات.
كما تلقت الأسعار دعما من تراجع المخاوف بشأن النمو الاقتصادي العالمي في ضوء التقارب بين الولايات المتحدة والصين ورغبتهما في إخماد النزاعات والحروب التجارية بين البلدين.
وفي هذا الإطار، قال لـ"الاقتصادية" أندريه جروس مدير قطاع آسيا في شركة "أم أم آيه سي" الألمانية للطاقة، إن سوق النفط الخام بدأ بالفعل مسيرة التعافي منذ بداية العام الجاري مع بدء تطبيق تخفيضات الإنتاج التي تقودها "أوبك" بالتعاون مع دول خارج "أوبك"، مشيرا إلى أن الأسعار تلقت دعما جيدا أيضا من تحسن مستويات الطلب خاصة القادم من الصين والهند.
وأوضح أنه بحسب بيانات لـ"أوبك" فإن الأمر لم يقتصر على التقدم في خطة خفض الإنتاج التي تقلص المعروض بنحو 1.2 مليون برميل يوميا وإنما ساعد السوق على التوازن تخفيضات غير طوعية جاءت من ليبيا بنحو 190 ألف برميل وإيران 561 ألف برميل وفنزويلا 58 ألف برميل يوميا، وإجمالا فإن السوق في طريقه للتخلص من فائض العرض.
من جانبه، أكد لـ"الاقتصادية" ديفيد لديسما المحلل في شركة "ساوث كورت" لاستشارات الطاقة، أن الإنتاج النفطي الأمريكي سيواصل على الأرجح زياداته الواسعة على مدار العام الجاري وتساعده على الاستمرار في هذه الوتيرة المرتفعة جهود "أوبك" في خفض الإنتاج ومساعدة الأسعار على التعافي من أسوأ موجة هبوط حدثت في نهاية العام الماضي.
وذكر أن المنتجين في تحالف "أوبك" وخارجها قد يضطرون إلى مد العمل بقيود الإنتاج لفترة أطول حتى يتجنبوا عودة المخزونات النفطية إلى الارتفاع مجددا وفي الوقت نفسه استيعاب تداعيات تدفقات النفط الصخري الأمريكي حيث يخوض قطاع الطاقة في الولايات المتحدة تحولات عميقة وبالتحديد مع تصدر البلاد أعلى إنتاجية في العالم باقترابها من مستوى 12 مليون برميل يوميا.
من ناحيته، قال لـ"الاقتصادية" ماركوس كروج كبير محللي شركة "آيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز، إن إعلان وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أنه يرغب في تسريع وتيرة خفض الإنتاج في بلاده هو أمر يعكس تمسك روسيا بجميع التزاماتها تجاه "أوبك" ورغبتها القوية في المساعدة على نجاح الاتفاق الخاص بخفض الإنتاج وذلك بعدما سجلت البلاد مستوى قياسيا في الارتفاع بلغ 11.5 مليون برميل يوميا في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
وتوقع أن توفي روسيا بكامل حصتها المستهدفة من خفض الإنتاج خلال الشهور القليلة المقبلة بالرغم من الصعوبات الفنية التي تحد من قدرة الشركات الروسية على خفض الإنتاج على نحو سريع، مشيرا إلى دور دول "أوبك" بقيادة السعودية في جذب السوق إلى منطقة الأمان ومساعدته على سرعة التخلص من فائض المعروض.
وفيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوى منذ بداية العام أمس، بعدما أظهرت بيانات أن معدلات استهلاك المصافي في الصين، ثاني أكبر مستهلك للخام في العالم، قفزت إلى مستوى قياسي الأسبوع الماضي على الرغم من تباطؤ الاقتصاد.
وبلغت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 62.77 دولار للبرميل بحلول الساعة 07:26 بتوقيت جرينتش، بارتفاع سبعة سنتات، أو ما يعادل 0.1 في المائة، عن التسوية السابقة، وفقا لـ"رويترز".
وكان برنت ارتفع في وقت سابق فوق 63 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ 2019.
وسجلت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 53.92 دولار للبرميل، بارتفاع قدره 12 سنتا أو 0.2 في المائة. وتجاوز الخام الأمريكي في وقت سابق 54 دولارا للبرميل للمرة الأولى هذا العام.
ارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 60.90 دولار للبرميل يوم الجمعة الماضي، مقابل 59.63 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق رابع ارتفاع له على التوالي، كما أن السلة كسبت نحو أقل من دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 60 دولارا للبرميل.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط