من المتوقع أن تطرح أجهزة الجيل الخامس 5G الأولى في الأسواق خلال العام الجاري، في ضوء توقعات أن تغير شبكات الجيل الخامس أصول لعبة البيانات تغييرا كاملا من نواحي السرعة والقدرة على الوصول؛ حيث إن الشبكات ذات النطاق الترددي العريض تعني وقوع مزيد من الأشياء المتصلة كالسيارات والأجهزة والأنظمة ضمن نطاقها لتستفيد منها، وهو ما ينتج عنه بالتوازي حدوث كثير من العمليات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي وتعلم الآلات والحوسبة.
ومع السرعة الهائلة في الاتصال، ستصبح المدن والبلدات أكثر ارتباطا من أي وقت مضى، وهو ما يمهد الطريق للمدن الذكية والبنية التحتية الرقمية، وما سيسهم أيضا في تغيير معايير التنافس بين الشركات في كل المجالات.
قطاع الأعمال والجيل الخامس
أوضحت دراسة عن حالات استخدام وتبني شبكات الجيل الجديد أجرتها مؤسسة أبحاث السوق "جارتنر"، أن 66 في المائة من الشركات تخطط لاستخدام شبكات الجيل الخامس بحلول عام 2020، وتتوقع الشركات المشاركة في الدراسة استخدام شبكات الجيل الخامس بشكل أساس في توصيل إنترنت الأشياء والفيديو بفضل الكفاءة التشغيلية العالية، كما أن متطلبات وتوقعات الشركات واضحة فيما يتعلق بحالات استخدام شبكات الجيل الخامس، لكن هنالك قضية كبيرة تواجه مستخدمي الجيل الخامس ألا وهي عدم جاهزية مزودي خدمات الاتصالات؛ حيث إن شبكاتهم من الجيل الخامس غير متوافرة أو مؤهلة على نحو كاف لاحتياجات الشركات، فلا يمكن للشركات الراغبة في الاستفادة من الجيل الخامس أن تعتمد بشكل كامل على البنى التحتية العامة لشبكات الجيل الخامس لأجل حالات استخدام مثل توصيل إنترنت الأشياء والفيديو والتحكم والأتمتة والنفاذ إلى الشبكات اللاسلكية الثابتة والتحليلات الطرفية عالية الأداء.
الفيديو والجيل الخامس
مع أن توصيل إنترنت الأشياء هو أكثر حالات الاستخدام المستهدف شعبية في شبكات الجيل الخامس؛ حيث يتوقع 59 في المائة من الشركات التي شملتها الدراسة استخدام شبكات الجيل الخامس لهذا الغرض على نطاق واسع، تبقى حالة الاستخدام الأكثر شعبية وهي الفيديو، التي اختيرت من قبل 53 في المائة من المستطلعين، حيث ستكون حالات الاستخدام متنوعة بداية من تحليلات الفيديو حتى التعاون بين الأفراد؛ حيث إن سرعة الجيل الخامس وقصر زمن استجابته مناسبان تماما لدعم تقديم محتوى فيديو عالي الدقة 4K و8K.
الاستفادة الفعلية من الجيل الخامس
تتوقع "جارتنر" أن نصف مزودي خدمات الاتصالات في العالم الذين سينشرون شبكات الجيل الخامس على المستوى التجاري سيفشلون في تسييل استثماراتهم في البنية التحتية الخلفية بحلول 2022، وذلك جراء عدم تلبية تلك الأنظمة لمتطلبات حالات استخدام الجيل الخامس بشكل كامل، حيث ستكتمل المنظومة الكاملة لهذه الشبكات بحسب توقعات "جارتنر" في الفترة بين 2025 و2030؛ وذلك لأنهم سيركزون في البداية على الشبكة اللاسلكية للجيل الخامس، ويعود سبب التباين الكبير في توقيت ومدى خطط مزودي خدمات الاتصالات لإنشاء شبكات الجيل الخامس العامة؛ حيث سيركز مزودو خدمات الاتصالات في البداية على طرح خدمات النطاق العريض للمستهلكين، ما قد يؤخر الاستثمار في التقنيات المساعدة والمعتمدة على الجيل الخامس مثل الحوسبة الطرفية وتجزئة الشبكة، التي تمثل المعيار الأهم للشركات على عكس الأفراد.
ويذكر أن الدراسة قد أجريت في الفترة الواقعة بين أيار (مايو) وحزيران (يونيو) 2018، واشتملت على أعضاء دائرة الأبحاث لدى مؤسسة جارتنر وشركات أخرى، وكان هدف الدراسة مساعدة مؤسسة جارتنر على فهم الطلب المتزايد وخطط تبني شبكات الجيل الخامس، وشارك في المجموع 185 متخصصا لتعكس النتائج آراء المستطلعين والشركات.
الجيل الخامس وأجهزة الكمبيوتر
لن تخرج شركات تصنيع أجهزة الكمبيوتر خارج لعبة الجيل الخامس، فقد أعلنت شركة إنتل المتخصصة في مجال تصنيع أجهزة الكمبيوتر والتوريد للمصنعين مساعدة شركات تصنيع الحواسيب على إنشاء أجهزة حاسب محمولة شخصية متطورة؛ حيث تحاول الشركة المصنعة للرقاقات دفع مصنعي الحواسيب إلى توفير الجيل التالي من حواسيب ألترابوك Ultrabook المتضمنة دعما لشبكات الجيل الخامس 5G.
ومع رؤيتها الدائمة التي تهدف إلى تصنيع أجهزة حواسيب Ultrabook تعتمد على تصاميم أصغر، وطرق تخزين أسرع، وعمر بطارية أطول، إلا أنها تعمل الآن لتمكين الخبرات الجديدة، والاستفادة من تقنيات الجيل التالي، بما في ذلك شبكات الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي، مع تركيزه على عدد من المجالات المختلفة.
أضف تعليق