موجة جني الأرباح تكبح مكاسب النفط .. برنت يحقق 8 % في أسبوع

مضت أسعار النفط على مسار تحقيق مكاسب أسبوعية قوية في ختام الأسبوع المنصرم، بعدما تلقت الأسواق المالية دعما من الآمال التي أوجدتها احتمالات حل الخلافات التجارية بين الولايات المتحدة والصين قريبا، وفي الوقت الذي بدأت فيه تخفيضات الإنتاج بقيادة "أوبك" تقلص المعروض.
ورغم أن أسعار النفط هبطت نحو 2 في المائة أثناء التعاملات لكنها أنهت الأسبوع على مكاسب بعد صعود الأسواق المالية.
وبحسب "رويترز"، انخفضت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت 1.13 دولار إلى 60.55 دولار للبرميل، في حين هبطت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط 1.30 دولار إلى 51.31 دولار للبرميل، وقلص الخامان خسائرهما إلى 1.5 في المائة في وقت لاحق.
وأرجع محللون تراجع أسعر النفط في ختام الأسبوع إلى مبيعات لجني الأرباح في أعقاب مكاسب سجلتها في وقت سابق من الأسبوع.
وحقق الخامان مكاسب للأسبوع الثاني، حيث ارتفع برنت بنحو 8 في المائة، بينما زاد خام غرب تكساس الوسيط نحو 10 في المائة.
وساعد انخفاض المعروض النفطي في أعقاب تخفيضات إنتاجية تقودها منظمة أوبك على صعود الأسعار بما يصل إلى 1 في المائة لكل من الخامين القياسيين، وعلى الرغم من هذا، ظلت السوق في حالة ترقب بفعل توقعات بحدوث تباطؤ اقتصادي في عام 2019.
وقال مصدر مطلع أمس "إن روسيا خفضت إنتاجها النفطي إلى 11.38 مليون برميل يوميا في المتوسط في الفترة من الأول حتى العاشر من كانون الثاني (يناير) من المستوى القياسي المرتفع البالغ 11.45 مليون برميل يوميا الشهر الماضي".
ويقل هذا المستوى أيضا بمقدار 30 ألف برميل يوميا عن الكمية التي ضختها روسيا في تشرين الأول (أكتوبر) البالغة 11.41 مليون برميل يوميا، وهو الرقم الأساسي لاتفاق عالمي لخفض إنتاج النفط.
واتفقت منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" ومنتجون عالميون آخرون كبار بقيادة روسيا الشهر الماضي على خفض إنتاجهم من الخام بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا بهدف موازنة سوق النفط، وذلك اعتبارا من الشهر الجاري.
ومن تلك الكمية، تعهدت روسيا بخفض نحو 230 ألف برميل يوميا على أن تصل إلى ذلك المستوى بشكل تدريجي في النصف الأول.
أما العراق ثاني أكبر منتج في "أوبك"، فقد أعلن على لسان إحسان عبدالجبار مدير عام شركة نفط البصرة أنه يخطط لزيادة الإنتاج من حقل مجنون النفطي في جنوب البلاد إلى 290 ألف برميل يوميا بحلول نهاية 2019 وإلى 450 ألف برميل يوميا بحلول نهاية 2021 من المستوى الحالي البالغ 240 ألف برميل يوميا.
وقال عبدالجبار "إن صادرات العراق النفطية من جنوب البلاد بلغت ما يقل قليلا عن 3.6 مليون برميل يوميا منذ بداية كانون الثاني (يناير)، بعد أن سجلت مستوى قياسيا مرتفعا عند 3.63 مليون برميل يوميا في كانون الثاني (ديسمبر)".
وأضاف أن "هيونداي للهندسة" تتصدر المتنافسين على الفوز بمناقصة لبناء مشروع حيوي لحقن الماء في حقول نفط جنوب العراق، يهدف إلى زيادة الطاقة الإنتاجية لثاني أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك".
وأضاف عبدالجبار أن "بلاده تخطط لتشغيل خط أنابيب بحري جديد لتصدير النفط بطاقة نقل 700 ألف برميل يوميا بحلول نهاية 2019".
وأشار إلى أن العراق وافق على ميزانية استثمارية بنحو سبعة مليارات دولار لعام 2019 لتطوير خمسة حقول نفطية عملاقة في منطقة البصرة.
في المقابل، يواصل إنتاج الولايات المتحدة من النفط تسجيل أعلى مستوى في تاريخه للمرة الثالثة على التوالي خلال الأسبوع الأول من العام الجديد، مع قفزة في صافي الواردات الأمريكية من الخام.
وأظهر التقرير الأسبوعي الصادر عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أن إنتاج الولايات المتحدة النفطي سجل 11.700 مليون برميل يوميا في الأسبوع الماضي وهي نفس المستويات للأسبوع السابق له.
ويعتبر الإنتاج النفطي في أكبر اقتصاد في العالم عند هذا المستوى هو الأعلى على الإطلاق، من حيث المستويات الأسبوعية، وهو نفس المستوى القياسي الذي أنهى عنده عام 2018.
على صعيد الصادرات الأمريكية من النفط، شهدت تراجعا بمقدار 172 ألف برميل يوميا في الأسبوع المنقضي لتهبط إلى 2.065 مليون برميل يوميا.
في حين شهدت الواردات النفطية في الولايات المتحدة زيادة قدرها 454 ألف برميل يوميا لتصعد إلى مستوى 7.846 مليون برميل يوميا.
وتسبب الهبوط في الصادرات والزيادة في الواردات، في ارتفاع صافي الواردات النفطية في الولايات المتحدة بنحو 626 ألف برميل يوميا في الأسبوع الماضي ليصل إلى 5.781 مليون برميل يوميا.
وشهدت المخزونات النفطية في الولايات المتحدة، تراجعا بمقدار 1.7 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي لتكون أقل من التقديرات التي كانت تشير إلى انخفاض 2.4 مليون برميل.
أما مخزونات الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة، فقد هبطت بأكثر من توقعات المحللين، وأظهرت البيانات، تراجعا بمقدار 91 مليار قدم مكعبة لتصل إلى 2614 مليار قدم مكعبة في أسبوع.
وكانت توقعات المحللين تشير إلى أن مخزونات الغاز الطبيعي الأمريكية ستهبط بمقدار 62 مليار قدم مكعبة.
أما على أساس سنوي، فانخفضت مخزونات الغاز الطبيعي الأمريكية بمقدار 204 مليارات قدم مكعبة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.