Author

ساهر المبجل

|

رغم كل ما يقال عن تأثير "ساهر" في الجيوب، إلا أنني ومعي كثيرون نرى أنه ضرورة في هذا العصر الجنوني. وقع صباح اليوم حادث مروري أدى إلى إصابات وخسائر كبيرة، وتداول الجميع السبب الذي أدى إلى ارتفاع عدد الوفيات، وهو السرعة العالية، وقطع الإشارة المرورية.
هاتان المخالفتان هما لب المخاطر في القيادة اليوم، أغلب من يمارس التهور هذا من الشباب الذين لا يقدرون مآلات الأمور، وقد يدفعهم الحماس والغضب إلى تصرفات جنونية لا يعلم أحد نهايتها. شاهدنا كثيرا من المآسي التي تعيشها الأسر اليوم، وتبقى مع الوالدين بالذات طول حياتهما، لتتحول إلى الشقاء بسبب ما يحدث للأبناء والبنات، هذا أمر لا يقدره الصغار حق قدره وهم يسرحون ويمرحون بأموال أهليهم، وما وفروه لهم من آلات السرعة التي يستخدمونها ويحملونها - في كثير من الأحيان - فوق طاقتها؛ بحثا عن متعة زائفة، أو محاولة لإثبات رجولة أو شجاعة.
يأتي في المقام التالي استخدام الجوال، الذي أصبح لوثة تصيب الكبار والصغار دون تمييز، ما نشاهده يوميا من آثار لهذا العمل غير السوي يستدعي أن يُحاسب أصحابه بعقوبات عالية، خصوصا أن سيارات اليوم يمكن أن تؤهل بتركيب أجهزة الالتقاط، التي لا تؤثر في تركيز السائق، لكن يبقى الـ "واتساب"، الذي أخل بتوازن الجميع.
إن من يرى المآسي التي تعيشها الأسر في المستشفيات وصلوات الجنائز، سيقف مع "ساهر"، ويطالب بسيطرته على الشوارع، وهو أمر أطالب به وأنا أشاهد المخالفات تزداد، والرقابة تتراجع. أطالب بأن تنشر الكاميرات، ليس بغرض اقتصادي بحت؛ لأن ذلك لن يظهر مباشرة، لكننا لو قارنا الآثار المترتبة على الحوادث الناتجة عن عدم وجود "ساهر"، فسنكتشف أننا أمام مبالغ خيالية لم نكن لنصرفها لو كانت شوارعنا وطرقنا السريعة مرصودة ومراقبة، وكانت المخالفات بمبالغ عالية توقف هذا التهور.
لو كنت "براجماتيا"، وتناولت الحادث الذي صدرت به المقال، وحسبت تكلفة سيارات الإسعاف، التي انتقلت إلى الموقع، وتكاليف غرف الطوارئ التي استقبلت الحادث، والعمليات الجراحية التي تمت للمصابين، ووقت التنويم الذي سيتجاوز الأسابيع؛ بسبب تجاوز إشارة مرورية، لاتضح لمن يعارضون تركيب الكاميرات أن المردود العام لهذه الكاميرات سيكون اقتصاديا، ولو غض البعض النظر عن أهميته الإنسانية، إن لم تكن ضمن اهتماماتهم.

إنشرها