Author

«الجنادرية» الثقافة والتأريخ

|


بدأت "الجنادرية" في وقت كانت فيه لبنة من لبنات تأكيد وحدة البلاد، وعناية ولاة الأمر بكل مكوناتها وأهلها. الجنادرية هي التظاهرة الثقافية العالمية التي دعت كثيرا من دول العالم إلى التوجه نحو تبني مفهوم المهرجانات الثقافية، لتكون متفردة بالجمال والوحدة والتفاهم والتفاؤل الذي تبعثه في وجدان المواطنين.
استمرت نجاحات "الجنادرية"، واستمر نهجها الداعي إلى تحفيز الولاء والانتماء لهذا الوطن. حيث كونت كل منطقة موقعا خاصا يلخص تاريخها وثقافتها حتى كأنك تدخل في مجموع الفكر والتاريخ لكل موقع على حدة. ثم إن المراقب لهذه التظاهرة الثقافية ليعجب لكم التوافق بين مكونات هذا الوطن عندما يراقب المباني والأهازيج والرقصات والمواد التي تكاد تتشابه بين مناطق تبعد عن بعضها آلاف الكيلومترات، وهذا ما يؤكد صدق التعبير الذي تولده "الجنادرية" لدى كل مواطن.
ليس أدل من أهمية هذا المكون في حياة الناس من المطالبات المستمرة بإطالة مدة المهرجان، بل إن هناك من يطالب بأن يكون الحدث دائما وتكون أرض "الجنادرية" ملونة طول العام بهذا الجمال الذي يلفها لفترة قصيرة.
لعل الاهتمام الكبير بالتراث والثقافة، وتنظيم المهرجانات المتفرقة ذات الأهداف المختلفة، التي تشجع على إحياء موروثات أو تبني الجديد من الأفكار والتجليات، من نتائج هذا المهرجان الأهم. لقد نشأت في مدن ومحافظات ومراكز المملكة أعداد غير قليلة من المهرجانات التي تحيي الكثير مما كاد يختفي من تراث هذه المواقع، بل وتعيد النفس والتكوين المختلف لمجموعات الأعمال التي كانت تمارس مجردة من الفكر السياحي الجديد.
اللافت خلال الفترة الماضية أن هناك كثيرا من المهرجانات التي تستحق الإشادة والتشجيع، هذه المهرجانات بما تحققه من عوائد ثقافية واقتصادية واجتماعية تستحق أن توضع تحت عين الرقابة ويتم تشجيعها بجوائز تتبناها جهة مختصة بحيث يعرف كل منظمي مهرجان ما هو موقعهم على خريطة الإبداع الوطني. هذه الدعوة ستحقق التنافس المحمود وستعطي نكهة مختلفة لكل المهرجانات في طول البلاد وعرضها، كما ستؤدي إلى الإبداع الذي ينتج عن الرغبة في التفوق، وهو ما نريده جميعا لوطننا وكل مكوناته.

إنشرها